صرّح الأستاذ بوجمعة غشير، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان في لقاء مع الصحافة نظم سهرة الإثنين بإحدى قاعات المجلس البلدي لقسنطينة على أن حقوق الإنسان في الجزائر لاتزال غير موجودة، صحيح أننا لو أجرينا مقارنة مع دول عربية، فإن بلادنا تملك بعض التفوّق والتقدم في هذا الصدد، لكن المقارنة مع الدول الأوروبية تكشف الهوة الشاسعة بيننا وبينهم، وأوضح الأستاذ غشير ضمن نفس السياق على أننا وصلنا إلى مرتبة متقدمة من حرية التعبير، إنما هذا ليس مؤشرا على استتباب حقوق الإنسان، فحرية التعبير ليست مقياسا مطلقا، إذ هناك مقاييس تترجم عمليا وميدانيا وجود هذه الحقوق من عدمها مثل الوضع الإجتماعي الذي يفرض حصول كل مواطن على سكن وعمل وضمان العيش الكريم. رشيد فيلالي من جهة أخرى، أوضح الأستاذ غشير حول المشهد السياسي الراهن على أن الجزائر تسير وفق حكم رئاسي رغم وجود رئيس حكومة وبرلمان وكل المظاهر الديمقراطية. وأضاف بالقول على أن لدينا كمََّا من الأحزاب، لكنها ليست أحزاب معارضة حقيقية، إذ أنها لا تملك برنامجا بديلا للتغيير بما فيها الرئيس، والشيء الذي يدعو إلى البكاء حسبه أن يصرح رئيس حكومة مثل السيد أويحيى حول ترشح رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة وأنه يسانده في ذلك ويدعمه. وحول المسار الانتخابي لعام 1991، جدد الأستاذ بوجمعة غشير قوله بأن السلطة انحرفت به، حيث أن البلد الديمقراطي حقا، يؤمن بالاختلاف وليس العكس. وأثار الأستاذ غشير أيضا مسألة الحرية في ممارسة الشعائر الدينية، مؤكدا في حديثه أن بلادنا تعتبر أكثر لائكية من أمريكا نفسها، فهذا البلد الكبير الذي يعتبر رمز الديمقراطية، الكل فيه حر بممارسة ما يحلو له من شعائر، لكن الأمر عندنا على نقيض ذلك، حيث لايزال التضييق شديدا على مثل هذه الممارسات بالمؤسسات عموما، وأعطى الأستاذ غشير مثالا ساطعا حول هذا الموضوع، فمن آثار اللائكية في أمريكا سيدة الديمقراطية أن الدولار العملة الوطنية يحتوي ضمن كل الفئات على عبارات دينية محضة، وحسب تصوره أن هناك خلطا في تعريف مفهوم اللائكية التي تعني لدى البعض فصل الدين عن الدولة، وهو تفسير كلاسيكي، لكن تجربته الشخصية كما يقول كشفت بأن اللائكية الحقيقية هي معاملة الأديان كل على كف سواء وهو ما يجعل حتى الإسلام في نظره لائكيا كونه يحترم أهل الكتاب وينص على أنه لا إكراه في الدين.