أخيرا تحقق حلم الديبلوماسي الدانماركي (أولي فولورز أولسن) بالعودة للعمل في الجزائر بعد أن أعرب في مارس الماضي في كوبنهاجن للشروق اليومي عن شوقه المشتعل للعودة للعمل في الجزائر التي سبق له وأن عاش في ربوعها ضمن السلك الدبلوماسي الدانماركي منذ أزيد عن ربع قرن.. "أولي أولسن" الذي سلم نهار أمس أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية يتقن اللغة العربية، وهو مسلم، يؤدي فرائص الإسلام الخمسة، إذ سبق له وأن قام برحلة إلى البقاع المقدسة عبر دراجة عندما كان يعمل في سفارة الدانمارك بالمملكة العربية السعودية.. رحلة (أولي أولسن) الأولى إلى الجزائر توجت بزواجه من إمرأة جزائرية من مدينة البليدة وهوالزواج الذي أنجب إبنتين هما حاليا إطارين في الدانمارك. عبد الناصر "الشروق اليومي" التقت السفير الدانماركي المسلم في جلسة عشاء ضمت دعاة مسلمين بكوبنهاغن إبان ندوة التعريف بالرسول الكريم التي قادها الداعية عمرو خالد، وكان لسان السفير طوال الجلسة (عربيا) خالصا، مدافعا عن رسول الإسلام، ومحاولا إعطاء الصورة الحقيقية للدين الإسلامي.. وبمجرد أن ذكرنا الجزائر على مسامعه حتى راح يحكي بإسهاب عن عشقه لبلد الشمس وراح يذكر مدنا ومداشر كثيرة ويتوقف عند جسور قسنطينة، عندما قام برحلة إلى المشرق برا، ولفت انتباهه مدينة تنام على صخرة تدعى قسنطينة وهذا في السبعينات، كما قال ببراءة "اشتقت لرمضان الجزائر"، وشاء القدر أن يتسلم الحقيبة الديبلوماسية في رمضان الجزائر.. إشتاق إلى الكسكسي الجزائري بالرغم من أن زوجته إبنة مدينة الورود تجتهد لأجل أن تتحفه بأطباق جزائرية يراها هو أحلى الأطباق. السيد أولسن لم يغب أبدا عن الجزائر فقد ظلّ يحط رحاله بها كلما سنحت الفرص، خاصة أن له علاقات مع عدد من ساستها الذين نوّ بهم مثل عبد العزيز بوتفليقة وخاصة أحمد طالب الإبراهيمي، وكان السفير الدانماركي خلال ندوة الحوار التي أعقبت اندلاع أزمة الكاريكاتير المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم قد حرّك جهود تبييض صورة المسلمين وخاض في محاضرات عن التاريخ الإسلامي بصفته أستاذا في المعهد الدولي للدراسات بكوبنهاجن، ولقيت محاضراته استحسان الجميع إلى درجة أنه خطف الأضواء من عمرو خالد ومحمد علي الجيفري وطارق السويدان. رحالة الديبلوماسية الدانمارية اشتغل في ليبيا ومصر والسعودية ورفضته إسرائيل، لأنه مسلم، حيث قال للشروق اليومي "من حق الدولة أن تقترح سفيرا ومن حق الدولة المستضيفة الرد على الاقتراح.. لكن اسرائيل ترفض قبول قطعا سفيرا غربيا مسلما".. الإبتسامة التي ظهرت على السفير الدانماركي أولسن نهار أمس وهو يقدم أوراق اعتماده للرئيس بوتفليقة بحضور السيد محمد بجاوي ذكرتنا بكلام السفير في كوبهناجن، حيث كانت درجة الحرارة تقارب العشرين تحت الصفر "اشتقت لشمس الجزائر، لدڤلة نور.. وحتى لخبز كرواسون Croissant ولأزقة العاصمة.. حلمي أن أختم حياتي العملية الدبلوماسية في الجزائر". وتأتي عودة أولسن إلى الجزائر متزامنة مع (عودة دانماركية) للإساءة لشخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وموازاة مع تنديد الوزير الدانماركي الأول السيد أنديرس فوغرا سموست، حيث قال بالحرف الواحد عبر مكتوب تسلمه سفراء البلدان الإسلامية المعتمدين بكوبنهاجن "إنني أدين بشدة تصرف أعضاء من حزب الشعب الدانماركي خلال مخيمهم الصيفي.. وتصرفهم لا يمثل رؤية الشعب الدانماركي للمسلمين والإسلام". لسانه العربي (حتى بطاقات الزيارة يكتبها بالعربية) وديانته الإسلامية (يؤدي كل الفرائض) ومصاهرته للجزائريين (لم يدم زواجه من دانماركية إلا بضعة أسابيع)، كلها ظروف توحي بأن السيد أولسن سيلعب دورا مهما في العلاقات ما بين الجزائر وسائر الدول الإسلامية ودولة الدانمارك.