نفى مكتب الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي أي علاقة له بمسلسل خالد بن الوليد أو أن يكون قد قدّم للقائمين عليه استشارة شرعية فيما يخصّ ظهور بعض الشخصيات، متبرئا من هذا العمل الذي اعتبره غير أمين في عرض بعض الحقائق التاريخية. الوكالات وحسب موقع الجزيرة نت، فإن المكتب أوضح أن القرضاوي تلقّى رسالة من شركة تدعى "رواج" ذكرت أنها ستقوم بإنتاج مسلسل تاريخي عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وطلبت فيها من القرضاوي أن يجيبهم عن أمور ثلاثة، من بينها حكم ظهور الصحابة على الشاشة ومن هم الصحابة المحظور ظهورهم وهل يحظر ظهور العشرة المبشّرين بالجنة؟، وأضاف البيان أن القرضاوي أجاب على هذه الأسئلة بتحريم ظهور الأنبياء والمرسلين وأمهات المؤمنين والعشرة المبشّرين بالجنة، كما أكّد في إجابته على ضرورة الالتزام بالتاريخ الحقّ، وخصوصا المواقف التي تحتاج إلى تمحيص وتحقيق مثل عزل عمر لخالد وبواعثه. وقال مكتب القرضاوي في رسالته إنه أكّد في إجابته للشركة أن أي مخالفة شرعية تظهر في هذا العمل يحاسب عليها القائمون عليه تأليفا وتمثيلا وإنتاجا وإخراجا وأنه منها بريء. ويأخذ الكثيرين على المسلسل ضعف مستواه من حيث الأداء والتمثيل والربط بمسيرة بطله خالد بن الوليد، كما أن المتابعين ذكروا أن المؤلف والمخرج لم يكونا أمينين في عرض الأحداث، فكبّروا في بعض الأحيان ما من حقه التصغير وصغّروا في أحيان أخرى ما من حقه التكبير. ومما سبق، جعل المؤلف العباس بن عبد المطلب معتق بلال بن رباح بدلا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، بالإضافة إلى اعتمادهم القصة الأضعف في مقتل مالك بن نويرة اليربوعي وإظهارهم لخالد خلال حروب الردّة وهو في سن غير سنه. وقد أثار ظهور عدد من الصحابة في المسلسل جدلا كبيرا ويظهر في المسلسل -الذي يبث على عدد كبير من القنوات العربية وألفه عبد الكريم ناصيف- عمّ الرسول حمزة بن عبد المطلب والصحابيان أبو عبيدة بن الجراح وعبدالله بن رواحة. وقال الأستاذ في جامعة القاهرة عبد الصبور شاهين إن رأي الأزهر لا يلزم سوى المصريين ورأيه استشاري بالنسبة للآخرين، إلا أنه رأى أن القائمين على المسلسل هم متجاوزون للصواب، فلا يجوز ولا يصح -حسب قوله- أبدا استثمار سيرة الصحابة في مكسب درامي ومادي. من جهته، قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب، إنه لا يحبذ تصوير شخصيات الصحابة وليس فقط العشرة المبشّرين بالجنة، لأنهم شخصيات وشهب وكواكب منيرة، كما أنه لا يوجد من يستطيع أن يجسّد هذه الشخصيات. وكان الأزهر منع قبل أكثر من 40 عاما تصوير الصحابة العشرة المبشّرين بالجنة في الأعمال الدرامية، ومن ثم منع عرض فيلم "الرسالة" للمخرج والمنتج الراحل مصطفى العقاد بمصر في السبعينيات من القرن الماضي لظهور عمّ الرسول فيه، الذي قام بدوره في النسخة العربية الممثل الراحل عبد الله غيث، وفي نسخته الإنجليزية الأمريكي أنطوني كوين.