دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي أول أمس، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للتدخل، لوقف التوتر بين الجزائر ومصر، والتصدي للأطراف التي تريد توتير العلاقات بين الدولتين، وقد وجه القرضاوي ندائه عبر برنامج الشريعة والحياة، الذي يبث على قناة الجزيرة، وقد فضّل العلامة المصري توجيه النداء للرئيس الجزائري دون رئيسه المصري، لأن بوتفليقة رجل سلام وحكمة وعقل كما قال القرضاوي. قال العلامة الإسلامية الشيخ يوسف القرضاوي، أنه وجّه رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، دون الرئيس المصري حسني مبارك، يناشده للتدخل لوقف التصعيد الذي تعرفه العلاقات بين الدولتين، بسبب مباراة كرة قدم، وقال عبر قناة الجزيرة، أن الرئيس بوتفليقة رجل حكمة وعقل، وهو القادر على المبادرة بتهدئة الأمور، عكس الرئيس المصري الذي لم يذكره بتاتا، وقال أن الدليل على حكمة بوتفليقة، أنه كان وراء إطفاء نار الفتنة في الجزائر، وإقناع 10 آلاف مسلح بالعودة للمجتمع. وذكر العلامة يوسف القرضاوي، بأن بوتفليقة هو الأجدر بالمبادرة، لأنه رجل مواقف، ووحده يمكنه أن ينقذ الشعبين المصري والجزائري ويطفئ نار الفتنة، التي أشعلتها أطراف لا تخاف الله بسبب مباراة كرة القدم، لعبت في جو نظيف، كما لم ينس القرضاوي، موقف وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وتصريحاته بعد المباراة والتي وصفها بالقيمة. من جانب آخر؛ اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، الحرب الإعلامية التي تشنها الفضائيات المصرية على الجزائر وتاريخها وكل مقوماتها، ما هي إلا بوادر فتنة "جاهلية"، ولا علاقة لها بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف، وأن هده القنوات عادت بالإسلام والمسلمين إلى الجاهلية الأولى، فأصبحت تروج للإشاعات وتحاول إفشاء الفتنة والضغينة بين الأشقاء وبين شعبين مسلمين. وكان جليا من خلال حديث يوسف القرضاوي طيلة البرنامج، أنه يتفادى الحديث عن الرئيس المصري حسني مبارك، الذي منعه في العديد من المرات دخول مصر، بسبب مواقفه اتجاه النظام المصري، وقال أن علاقة خاصة تربطه بالرئيس بوتفليقة، لذلك سمح لنفسه بتوجيه رسالة خاصة للرئيس بوتفليقة بدلا من توجيهها للرئيس مبارك. وتجدر الإشارة؛ إلى أن الشيخ القرضاوي، تربطه علاقة خاصة بالجزائر التي قضى بها أكثر من 10 سنوات، حيث كان يدرس بجامعة العلوم الشرعية كما أنه ومنذ قدوم الرئيس بوتفليقة للحكم أصبح مقربا منه، حيث تكفل بوتفليقة شخصيا بمعالجة الشيخ القرضاوي، خلال تعرضه لوعكة صحية ووضع تحت تصرفه طائرته الخاصة، وكل إمكانات الدولة الجزائرية، غير أن علاقة القرضاوي بالسلطات المصرية غير مستقرة، حيث يتعرض لمضايقات بسبب مواقفه، وهي المضايقات التي جعلته يستقر بالعاصمة القطرية الدوحة.