ندفع ثمن إلغاء الإصلاح الرياضي.. ومهازل اتحادية كرة اليد جريمة صرح وزير الشباب والرياضة الأسبق محمد عزيز درواز أول أمس، في منتدى الشروق أنه لا وجود لأية سياسة رياضية في الجزائر حاليا، وكرة القدم هي التي باتت تحتكر كل شيء، فهي - كما أضاف - بصدد قتل بقية الرياضات التي أصبح وجودها في الحركة الرياضية الوطنية شكليا. * أكد المدرب الوطني الأسبق لمنتخب كرة اليد وصانع خطة الدفاع المتقدم في هذه الرياضة أن الإمكانات المادية والهياكل الرياضية باتت منعدمة، الشيء الذي عطل كل المشاريع الرياضية، فكل واحد يفعل ما يشاء،لا تكوين، لا نشاط، ولا منتخبات وطنية جديرة بالاحترام والرياضة الوطنية تسير من سيئ إلى أسوأ ولم تعد تنتج الأبطال والرياضيين الموهوبين، وهذا في نظر محمد عزيز درواز ليس ذنب هؤلاء، طالما أنه لا وجود لسياسة رياضية واضحة المعالم تقوم على تحديد الأولويات. * سلبيات الإصلاح الرياضي، قانون89 / 03 ورفض الاحتراف * وحاول ضيف منتدى الشروق منذ البداية القيام بعمل مسح لواقع الرياضة الجزائرية منذ السبعينات وبالضبط منذ الإصلاح الرياضي لسنة 1977قائلا: "صحيح أن الإصلاح الرياضي كان مكسبا هاما للرياضة الجزائرية، غير أنه حمل في طياته بعض السلبيات التي أضرت بالرياضة مثل غياب التكوين في المجال التربوي وإلغاء العمل بالمتطوعين الذين غالبا ما يقدمون خدمات جليلة للرياضة، كما ساهم في تقسيم الرياضة إلى أصناف ثلاثة من قبل الوزارة في الحد من الممارسة الرياضة، حيث تحولت الرياضة على مستوى القاعدة (البلديات) إلى أشبه بفرق النخبة، فضاعت الممارسة وذهب الجانب التنشيطي أدراج الرياح". * وقال محمد عزيز درواز من جهة أخرى أن تغيير نمط التسيير بعد توقيف العمل بنظام الإصلاح سنة 1989أفرز ثغرات كبيرة خصوصا في ميدان التمويل بخلق ما يسمى بالصندوق الوطني والصناديق الولائية التي نجمت عنها انحرافات كبيرة، فتخلت الدولة ومؤسساتها عن تمويل الفرق، باستثناء سوناطراك التي واصلت تمويل المولودية بمختلف فروعها، ومقابل ذلك برز بعض الانتهازيين والدخلاء على الرياضة الذين اقتحموا الحقل الكروي خاصة فبيضوا الأموال ووصلوا بفضل الرياضة إلى مناصب سياسية لم يكونوا يحلمون بها. * والمؤسف حقا في الجزائر أن التجارب السياسية مهما كانت تجرب في الحقل الرياضي، وهو ما جعل هذا القطاع يدفع ثمن فشل تلك السياسة طالما أنه لا يؤثر مباشرة في الحياة العامة طالما أن الرياضة تمثل في نظر السياسيين حقلا للتجارب. * وقال المتحدث من جهة ثانية إن الرياضة عاشت خلال مطلع التسعينيات متاعب كبيرة، وهو ما جعله لدى توليه مقاليد وزارة الشباب والرياضة في 1997يعلن عن مشروع الاحتراف ووضع حد لتلك الفوضى العارمة، وقلت يومها إن التحول نحو النظام الجديد يمر عبر مرحلة انتقالية تدوم خمس سنوات، غير أن أصوات مسؤولي الفرق تعالت يومها لتنتقدني، فعقدوا ندوات صحفية لإعلان رفضهم الفكرة، ونيتي كانت منذ البداية صادقة، حيث حاولت توقيف التعاملات ب"الشكارة" مثلما يحدث اليوم وضمان توزيع مرتبات اللاعبين بطريقة منظمة، وحماية الرياضيين اجتماعيا بعد نهاية مشوارهم الكروي. * وعلى صعيد آخر، قال درواز "اقترحت وضع قسم محترف وقم للهواة، وتنظيمنا لبطولة ب12 فريقا آنذاك كان يهدف لإرساء التنظيم الجديد، وحتى الاتحادات الرياضية اقترحت تصنيفها إلى ثلاثة حسب النتائج المحققة على الصعيد الدولي، لكن للأسف الشديد لما غادرت الوزارة في 1999وجاء الوزير الجديد تجاهل كل ما قمت به وعادت الوزارة لتسير بطريقة فوضوية دون سياسة ولا مشاريع ناجعة. * ساندنا بلاتير ضد يوهانسون ولم نستفد من ذلك * قال عزيز درواز إن الجزائر كل سنة ترشح جوزيف سيب بلاتير في ترشحه لرئاسة الفيفا على حساب يوهانسون، "لأن المعطيات التي كانت بحوزتي كانت تضع هذا الأخير في أفضل رواق، وقد كنت ننتظر فوائد من هذا الموقف، لكن للأسف طيلة السنوات التي مضت لم نجن شيئا، إلا في العام الماضي لما تقلد محمد روراوة منصبا في المكتب التنفيذي للهيئة الكروية العالمية. * أنا أول من قلص أعضاء الجمعية العامة للفاف * أكد درواز أنه أول من قرر تخفيض عدد أعضاء الجمعية العامة للفاف من 450 عضوا إلى 150وهذا بسبب الفوضى الكبيرة التي كانت سائدة في الجمعيات العامة، غير أن الكارثة حدثت فيما بعد، حيث تم رفع العدد إلى 250. * الجهوية سرطان ينخر جسد الجزائريين * قال محمد عزيز درواز إن الجهوية تحولت في الجزائر إلى سرطان حقيقي ينخر جسد أبناء هذا البلد، حيث باتت تميز التعاملات على كافة الأصعدة وفي كل القطاعات، فكل تصرف سواء على مستوى القمة أو القاعدة تتم فيه مراعاة أصول الشخص ومنطقته وهو ما انعكس ولا زال ينعكس سلبا على اقتصاد البلاد، فالتوظيف يتم عادة على أساس جهوي والترقيات أيضا دون الحديث عن أمور أخرى. * الاحتراف الحالي فرضته القاعدة لا القمة * كشف ضيف منتدى الشروق أن ما أثار دهشته لدى الإعلان عن تطبيق الاحتراف في كرة القدم الجزائرية أن المشروع فرضته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لا الوزارة، وهذا غير معقول تماما، فالوزارة ركبت الموجة في الطريق - قال الوزير الأسبق - وتبنت المشروع، غير أن الأعراف تقول إن مثل هذه المشاريع الكبيرة تقتضي أن تكون الوزارة هي صاحبة المشروع، مضيفا في ذات السياق أن لا أحد من فرق القسمين الأول والثاني تتوفر فيهم الشروط المحددة ما عدا اتحاد العاصمة. * لا اُستشار.. ومنعوني من الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة اليد * أعلن محمد عزيز درواز أن لا أحد طلب رأيه أو استشارة في أمور الرياضة لا من طرف الوزراء الذين سبقوه أو من طرف رؤساء الاتحادية، وأكثر من ذلك أكد المتحدث أن أطرافا في الجزائر عرقلت ترشحه لرئاسة الاتحادية الدولية لكرة اليد. * أنا من فتح الباب لانضمام اللاعبين مزدوجي الجنسية * كشف درواز في إحدى مداخلاته أنه هو من كان السباق لفتح المجال لانضام اللاعبين مزوجي الجنسية بالمنتخب الوطني لكرة القدم، "لأنني كنت أعلم أن مستقبل كرة القدم والخضر يسير نحو المجهول بسبب غياب التكوين، في وقت كان هناك لاعبون جزائريون مكونون جيدا وقادرون على تقمص الألوان الوطنية، فجلبنا كراوش، بلماضي، ومنصوري، واتصلنا ببن عربية، لكنه رفض في البداية، وأطراف اتهمت يومها كراوش أنه ابن حركي والحقيقة هي العكس تماما، فوالده جزائري قح. * كرة اليد الجزائرية تتعرض لجريمة منظمة * تأسف ضيف الشروق كثيرا للوضعية التي وصلت إليه كرة اليد الجزائرية، لأن الاتحادية أضحت رهينة لدى أحد الأشخاص الذي يفعل كل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب. * وقال درواز في هذا الخصوص: "ما يحدث في كرة اليد الجزائرية الآن تجاوز المهزلة، بدليل ما وقع للمنتخب الوطني الأقل من 21 سنة الذي شارك مؤخرا في البطولة العالمية لذات الفئة، فرغم أنه تأهل الى هذه المنافسة السنة الماضية، الا انه لم يباشر التحضيرات سوى في شهر جوان، وهي سابقة لا تحدث في أي دولة في العالم". * واكد محدثنا ان كل القرارات التي يتخذها المكتب الفيدرالي حاليا غير شرعية بسبب انسحاب اكثر من نصف اعضائه: "ما يحدث سابقة خطيرة، لان سبعة أعضاء أعلنوا انسحابهم من المكتب الفيدرالي، بعدما تفطنوا للعبة التي كانت تحاك وراء ظهورهم" وأضاف "الشيء الذي لم افهمه لحد الان هو بقاء السلطات المعنية تتفرج على هذا الوضع الكاريكاتوري، حيث الوزارة تتفرج والقانون يخترق امامها، لأن الاتحادية تحولت الى ملكية خاصة". * وكشف الوزير الأسبق للشبيبة والرياضة أن بعض مدربي منتخبات كرة اليد يتم تعيينهم في المقاهي، كما ان اعضاء غرباء في المكتب الفدرالي يؤثرون في القرارات التي تتخذ، كما ان الأندية الجزائرية لا تعرف لحد الآن نظام البطولة الموسم المقبل. * وأوضح درواز انه حان الوقت من اجل وقف المهازل التي تحدث في كرة اليد الجزائرية التي كانت الأفضل في إفريقيا سواء على مستوى المنتخب أو مستوى الأندية. * قمت بحل المنتخب لأن اللاعبين رفضوا برنامج التدريب في رمضان! * أكد عزيز درواز انه قام سنة 1990 بحل المنتخب الوطني لكرة اليد لأن جل اللاعبين رفضوا البرنامج الذي أعده للتحضير لأمم إفريقيا. * وصرح في هذا الإطار: "كنا نستعد لنهائيات كاس إفريقيا، ووافق ذلك شهر رمضان المبارك، فاتصلت بالشيخ أحمد حماني الذي افتى لنا بجواز الإفطار في رمضان خلال التحضيرات" وتابع "عندما اجتمعت باللاعبين وأطلعتهم على الفتوة رفضوا ذلك وقالوا لي إن الشيخ حماني مفتٍ تابع للدولة". * وأوضح محدثنا انه طالب من اللاعبين بعد ذلك الاتصال بأي إمام يرونه مناسب من اجل طرح هذه القضية عليه، وتم تكليف لشهب بذلك، لكن الأمام الذي ذهب إليه في قسنطينة قال له مثل الشيخ حماني، ورغم ذلك قام حوالي 60 بالمائة من اللاعبين برفض الإفطار، وهو ما دفعني لحل المنتخب والاستنجاد بلاعبين جدد من اجل إكمال البرنامج المسطر، ورغم التذبذب الذي عرفته التحضيرات إلا أننا تمكنا من التتويج بكأس إفريقيا أمام المنتخب المصري وبفارق هدف واحد فقط. * وقال ضيف الشروق انه لا يتأثر خلال شهر رمضان، مضيفا انه يحاول في بعض الأحيان مساعدة زوجته، مبديا في ذات الوقت تقديره لكل المجهودات التي تبذلها النساء في المطبخ خلال الشهر الفضيل. * هذا ما حدث مع ماجر قبل أن يمزق عقده على المباشرة * عاد الوزير الأسبق إلى قضية راح ماجر التي أثارت ردود أفعال قوية في ذلك الوقت بعد إقدام صاحب الكعب الذهبي على تقطيع عقده على المباشر. * وقال درواز: "ماجر لم يكن له عقد صحيح لأن رئيس الاتحادية في ذلك الوقت لم يكن له الحق في توقيع العقود، حيث لم يمض على انتخابه 24 ساعة والوزارة لم ترسم بعد تعيينه على رأس الاتحادية" وواصل "الانتخابات لم تكن صحيحة لان الحاج ذيابي - رحمه المولى تعالى - كان قد استقال قبلها والقوانين تمنعه من الانتخاب، وهوما دفعنا لإعادة تلك العملية فيما بعد". * وأكد المدرب الاسبق للمنتخب الوطني لكرة اليد انه استدعى ماجر الى مكتبه بحضور رابح سعدان الذي كان مديرا فنيا في ذلك الوقت: "قلت لماجر في مكتبي ان تعيينه غير شرعي، لكني لم اكن معترضا على ذلك، غير أني اقترحت عليه تعيين مدرب ثان الى جانبه يكون اجنبيا، وهو مالم يعجب ماجر الذي خرج غاضبا من مكتبي قبل ان يقوم بتقطيع العقد على المباشر، على كل حال ليس لدي أي مشكل مع ماجر ولا مع غيره" * سنجاق ليس مدرب شوارع وحقق نتائج جيدة مع المنتخب * دافع عزيز درواز عن قراره السابق بتعين ناصر سنجاق على رأس المنتخب الوطني لكرة القدم قبل امم إفريقيا 2000 حيث قال: "سنجاق قام بعمل جيد في ثلاثة أشهر فقط حيث أوصل المنتخب الوطني إلى الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا وخرج من المنافسة بصعوبة كبيرة". * وكشف ذات المتحدث أن الطاقم الفني للمنتخب الوطني في ذلك الوقت بقيادة سنجاق عمل تقريبا كمتطوع ولم تكن تهمه الأموال، مشيرا إلى أن ثقته كانت كبيرة في المنتخب قبل أمم إفريقيا رغم الهزيمة التي تعرض لها في البرازيل في مباراة ودية: "كنت وراء فكرة التربص في البرازيل، والمنتخب الوطني لعب في ظروف خاصة، لأن اللقاء أقيم في شهر رمضان واللاعبين عانوا من إرهاق كبير قبل الوصول إلى البرازيل". * وتأسف محدثنا عن التهميش الذي تعرض له سنجاق بعد ذلك رغم انه برهن عن إمكاناته مع شبيبة القبائل التي تحصل معها على كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "سنجاق اثبت كفاءته في مختلف الأندية التي عمل معها، وكان وراء بروز العديد من اللاعبين في فرنسا، وهو يعد من بين المدربين الذين تركوا بصماتهم في المنتخب الوطني. * مازار كان يدرب الإسرائيليين في فرنسا * كشف درواز انه كان أول من حذر من مراد مزال الذي أساء للرياضة الجزائرية بصفة عامة والكرة الجزائرية بصفة خاصة، بالنظر للأفعال التي كان يقوم بها، ومن بينها قيامه تدريب فريق مكون من مجموعة من الإسرائيليين في فرنسا، بالإضافة إلى احتياله على الكثير من الأشخاص باسم كرة القدم، مستغربا كيف وصل هذا الشخص في السنوات الماضية إلى رئاسة نادي شباب قسنطينة العريق..