هل فقدت الدبلوماسية الجزائرية نظرتها المستقبلية للأوضاع ؟ وصف، أحمد بن بيتور، رئيس الحكومة الأسبق، غموض الموقف الجزائري، في التعامل مع الملف الليبي بالضعف في اتخاذ القرار، حيث قال "ضعف الدولة وتميع وضعية الدبلوماسية دليل آخر على ضعف ومركزية القرار الواضح المعالم، حينما تقتضي الظروف القرارات الحاسمة"، وبشأن امتناع الخارجية عن ابداء موقف صريح بحجج ضمنية عن انعدام المعطيات، أكد بن بيتور أن ذلك الأمر اثر على الجزائر على المستوى الخارجي ولدى دول الجوار، في وقت أصبح فيه التعامل مع ليبيا استراتيجي وقوي بحكم الامتدادات التاريخية وكذا الشراكة في قطاع المحروقات. * بن بيتور: الدبلوماسية الجزائرية وقعت في خطأ فادح * وقال رئيس الحكومة الأسبق "لا نفهم الخطأ الفادح للدبلوماسية الذي أظهر ضعف الدولة وتميعها بغياب الموقف وانتظار الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للفصل في قضية بلد جار"، مضيفا "كانت فرصة متاحة لبناء علاقة قوية مع جار قوي". * * رحابي: مواقف السياسة الخارجية كسرت الإجماع الوطني * من جهته، قال عبد العزيز رحابي، وزير الاتصال والثقافة الأسبق ل"الشروق"، أن الدبلوماسية هي أداة للسياسة الخارجية كسرت الإجماع الوطني وشتت الشعب الجزائري بشأن الملف الليبي، مستغربا تعامل الدبلوماسية مع الحليف والعدو بمنطق "الحرب الباردة"، موضحا "وهنا المصالح الوطنية غابت"، وأضاف رحابي "المشكل مع ليبيا أصبح مشكلا وطنيا وحولنا المشكل من ليبيا إلى الجزائر"، وأكد المتحدث أنه بعد مرور الحرب "فإن تونس تربح سوقا وتحل مشكل البطالة في ليبيا، ونحن نربح مشاكل القذافي وتسرب الأسلحة". * * سي عفيف: الاعتراف بالمجلس الانتقالي هو اعتراف بفرنسا * على صعيد مخالف، اعتبر، عبد الحميد سي عفيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني أن هناك سؤالا مطروحا عن حقيقة بين ما يصرح من قبل هيئات الدولة الجزائرية، وما يصرح من قبل بعض المسؤولين للثوار الليبيين، وقال "مؤخرا صرح المسؤول الليبي كأنه يتكلم باسم السلطات الجزائرية، اعتقد أن هناك بعض الأوساط تريد تلويث الجو"، وقال أن "الدبلوماسية الجزائرية عالجت القضية الليبية ضمن إطار الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي"، موضحا أنه لا يوجد صمت وأن الجزائر تدرس الوضعية بتمعن لجهل تطور الأحداث ومن القوى التي ستسيطر على ليبيا، القوى التي تتضارب داخل المجلس وحتى داخل الشعب الليبي، وهذا ليس تقليلا من قيمة الثورة الشعبية في ليبيا، والسؤال المطروح هل سيبقى قادة المجلس الانتقالي، ورأينا ما وقع في تونس وفي مصر، ومجزرة طرابلس مؤشر على إفلات الأمر من القادة السياسيين". * واستبعد المتحدث أن يؤثر ذات الموقف المبني على "سياسة الحذر" على علاقة الشعبين الجزائري والليبي، وقال أن الجزائر مع الشرعية الشعبية وسوف تصرح بموقفها، معتبرا أن أغلبية القياديين في المجلس الانتقالي كانت لديهم علاقات وطيدة مع الجزائر.