دعا المدير العام السابق لمجموعة "سوناطراك" نزيم زويوش، إلى وقف إنجاز مدينة جديدة بحاسي مسعود، والشروع بدل ذلك في تطوير مدينة توقرت التي تتوفر على مطار وعلى كميات هائلة من المياه الجوفية، وتتوفر على خط للسكة الحديدية، فضلا عن تحويل المقر الرئيسي لمجموعة "سوناطراك" إلى مدينة تقرت، لأنه ستكون له آثار ايجابية جدا لتطوير المنطقة وفك الضغط على العاصمة الجزائر، على اعتبار أن جميع القطاعات ذات الصلة بنشاط سوناطراك سيتنقلون مباشرة إلى منطقة تقرت والمناطق المجاورة لها، فضلا عن تقريب المجموعة من مناطق نشاطاتها الرئيسية. * وانتقد زويوش، التأخر الكبير في تنفيذ الاكتشافات النفطية والغازية التي أعلنتها المجموعة خلال إشراف شكيب خليل على القطاع، مضيفا إننا لم نجد في الميدان أي أثر للتصريحات الإعلامية المتكررة كل سنة، بخصوص الاكتشافات التي تحققها "سوناطراك" لوحدها أو بالشراكة، مضيفا إن تلك الاكتشافات لم تنعكس على مستوى إنتاج حقول جديدة. * وأوضح زويوش، أن بعض الشركات الأجنبية تحصلت مؤخرا على تراخيص للشروع في تطوير حقول غازية في الجنوب الغربي بالشراكة، متسائلا عن مصير الاكتشافات التي أعلنت عنها سوناطراك منفردة، مشددا على أنه لا يمكن اعتبار الاكتشاف النفطي أو الغازي، اكتشافا إلا إذا كان متبوعا بمرحلة التطوير والاستغلال، وإلا فإنها مجرد مؤشرات إيجابية لمعرفة ما يحويه باطن الأرض لا أكثر ولا أقل، لكنها لا تمثل إضافة للاحتياطات الوطنية الفعلية. * وتعتبر خرجة المدير العام السابق لمجمع سوناطراك الأولى منذ إبعاده من قبل وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل، بسبب الخلاف بين الرجلين حول الإستراتيجية الاستثمارية التي دافع عنها شكيب خليل، فيما لقيت معارضة شديدة من قبل الإطارات العليا داخل "سوناطراك". * وقال نزيم زويوش في مساهمة مطولة في جريدة "الوطن"، إن باطن الأرض الجزائري غير مستغل بالشكل اللازم، إلا أن قانون المحروقات 0507 الصادر في جويلية 2005 أغلق الباب أمام لجوء الجزائر إلى اختيار شركائها الأجانب عن طريق التفاوض، بسبب تركيزه الكبير على الشق المتعلق بالجباية، وتحديده لصيغة موحدة للعقود مع الأجانب، وهو ما سيحرم الجزائر من اختيار شركائها على أساس معايير القدرات التقنية والتكنولوجية والمالية التي يتوفر عليها الشركاء. * وطرح المتحدث للمرة الأولى وبصفة علنية، الوضعية الراهنة للحقول الجزائرية العملاقة وهي "حاسي مسعود" و"حاسي رمل"، مضيفا أن إنتاج حقل حاسي مسعود يمكن أن يعود للارتفاع إذا كانت هناك إرادة فعلية في هذا الاتجاه، من خلال تجديد شبكة تجميع الغاز التي تربط مختلف النقاط داخل الحقل، وكذا تخفيض عمليات حرق الغاز . * وأشار زويوش، إلى المشاريع التي يتم تطويرها حاليا ومنها مشروع الميرك في حوض بركين، حيث تم التعاقد مع شركة أجنبية لتطوير الاكتشاف الذي يعود إلى منتصف عقد التسعينات، متسائلا أيضا عن الأسباب الحقيقية وراء تطوير مشروع قاسي طويل ضمن مشروع مدمج، بسبب البعد بين الحقول الغازية المنتشرة في الجنوب الشرقي ومشروع وحدة الغاز الطبيعي المسال في منطقة أرزيو، مضيفا لماذا يمنح المشروع لشركات أجنبية في الوقت الذي تتوفر فيه سوناطراك على الخبرة الكافية وهي التي قامت لوحدها بتطوير حقول حاسي رمل وألرار ورورد النوس وقاسي الطويل الأعلى؟، مضيفا أن سوناطراك خسرت عدة سنوات في الانتظار المجاني، متسائلا عن مصير الاستثمارات الخارجية لسوناطرك في البيرو وموريتانيا والمياه العميقة المصرية، والدخول في رأسمال "ريبسول" بدون مقابل الحصول على مقعد في مجلس الإدارة؟