أصبحت عملية بيع هاتف نقال قديم مهمة مشبوهة إلى حد ما، لأن أي هاتف قديم معروض للبيع قد يخفي وراءه جريمة أو عدة جرائم تتعلق بالسرقة أو بقضايا أخرى. * الأمر الذي دفع بمصالح الأمن بسطيف إلى توجيه تحذيرات إلى أصحاب محلات بيع وشراء الهواتف النقالة بأخذ الحيطة وعدم شراء أي هاتف قديم دون التعرف على هوية صاحبه، وهو الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ بسطيف، وأي مواطن يريد بيع جهاز هاتف قديم عليه أن يقدم نسخة طبق الأصل لبطاقة التعريف لصاحب المحل، وقد تفاجأ البعض من هذا الإجراء، إلا أن أصحاب المحلات يصرون على تطبيقه بصرامة. * كما تم توجيه تحذيرات للمواطنين الذين يشترون هواتف قديمة من السوق الموازية دون استلام أية وثيقة، لأنه في غالب الأحيان تكون هذه الهواتف مسروقة أو تم استعمالها في جرائم خطيرة.. هذه الظاهرة ثبتت ميدانيا من خلال نشاط مصالح الأمن التي تمكنت من الوصول الى مجرمين ومتهمين عن طريق الهاتف النقال، ففي عملية أخيرة تم التعرف على هوية رئيسة عصابة قامت بسرقة 1.5 كلغ من الذهب من بيت أحد أقاربها بولاية سطيف، وكان ذلك بعد استعمالها لهاتف نقال سرقته من نفس الضحية، حيث تم الاتصال بمتعامل الهاتف النقال الذي قدم كل المعلومات عن مستعمل الهاتف المسروق، وذلك من خلال تقنية تسمح بتحديد مكان أي هاتف نقال ورقم الشريحة المستعملة ووجهة المكالمات الصادرة منها. كما يمكن تحديد مكان الهاتف النقال، حتى وإن لم يكن شغالا، وذلك بفضل القمر الصناعي الذي يمكنه أن يضبط مكان الجهاز من خلال رقمه التسلسلي، وقد سبق لمصالح الأمن أن ضبطت مكان شاب متورط في جريمة قتل وتحديد تحركاته بدقة من خلال هاتفه النقال. * وفي عملية أخرى تم تتبع حركة أحد المتهمين بجريمة قتل طفل والذي تنقل عبر الولايات إلى أن نجح في قطع الحدود الجزائرية والهروب إلى تونس، وهو المسار الذي تم ضبطه من خلال جهاز الهاتف الذي كان يحمله المتهم، وأما فيما يخص المكالمات الهاتفية فإن التعرف على هوية أصحابها أضحى أمرا بسيطا ومعهودا لدى مصالح الأمن التي وجدت تسهيلات كبيرة من طرف متعاملي الهاتف النقال الذين بإمكانهم أن يقدموا تفاصيل دقيقة عن توقيت كل مكالمة ورقم المتحدث والمتلقي والتعرف على هوية الإثنين، باستخراج بطاقة الهوية التي استعملها المعني عند شراء الهاتف النقال، وفي حالة وجود شريحة مجهولة الهوية يمكن التعرف على صاحبها من خلال الأشخاص الذين اتصل بهم. * ومع تنامي ظاهرة سرقة الهواتف النقالة وجد العديد من الأشخاص أنفسهم متورطين في قضايا إجرامية لا علاقة لهم بها بعدما استعمل المجرمون هواتفهم التي سرقت منهم لتنفيذ عمليات إجرامية، ولذلك ينصح بالتبليغ عن أي هاتف يسرق من صاحبه لتجنب تبعات استعماله في قضايا مشبوهة. * وأمام هذه الوضعية فإن أسلم طريقة لشراء جهاز هاتف نقال تكون عند بائع مختص ويشترط عليه تسليم فاتورة أو وصل به خاتم البائع ويحمل كل المعلومات المتعلقة بجهاز الهاتف بما فيها الرقم التسلسلي، وأما الذين يفضلون شراء أجهزة الهاتف القديمة من الطاولات والأسواق الموازية فعليهم أن يتحملوا مسؤولية هاتف مجهول الهوية وما يخفيه من قضايا قد تترتبب عنها متابعات جزائية.