بدأت محلات بيع الهواتف النقالة في تجميع أكبر عدد ممكن من الهواتف المستعملة تمهيدا لإعادة بيعها، نظرا للانتشار الكبير ورواج هذا النوع من التجارة التي عوضت الارتفاع الكبير في أسعار الهواتف النقالة الحديثة، حيث أصبح المستعمل حلا لمواكبة جديد عالم الهواتف النقالة. انتعشت بصورة واضحة خلال الأشهر القليلة الماضية تجارة بيع الهواتف المستعملة، نتيجة حرص المواطنين على اقتناء الهواتف النقالة الحديثة وبأسعار أقل من الأسعار العادية التي تفرضها المحلات عادة. وقد دفع طلب المواطنين على الهواتف المستعملة أصحاب محلات بيع الهواتف النقالة الى تعليق لافتات على مداخل محلاتهم، يعلنون فيها عن بيع الهواتف المستعملة ولجأوا، أمام كساد أغلب سلعهم، الى استبدال الهواتف الجديدة بأخرى قديمة مع زيادة الفرق بينهما نقدا لمن يريد تغيير هاتفه النقال. وعلق بعض بائعي الهواتف النقالة على ذلك بقولهم إن عملية شراء الهواتف النقالة والاحتفاظ بها بدأت منذ مدة طويلة، حيث تفطن الكثير من أصحاب المحلات الى حيلة بيع الهواتف المستعملة واستبدالها لتحريك تجارتهم وإنعاش سوق الهواتف المستعملة، وقد توقع كثير منهم ان يشهد سوق بيع الهواتف النقالة رواجا كبيرا وهو ما حدث بالفعل. ارتفاع الطلب على الهواتف المستعملة ب50 بالمائة اشتكى أصحاب محال لبيع الهواتف المحمولة من تراجع مبيعاتهم بنسبة تراوحت بين 60 إلى 70 مقابل معدلاتها السابقة، فيما ارتفع الطلب على الهواتف المستعملة بنسبة تصل إلى نحو 50 بالمائة، وهو الأمر الذي شجع عددا منهم على اقتحام سوق الهواتف المستعملة لاعتبارات عديدة أهمها الكساد الكبير الذي لاقته تجارتهم الأصلية والظروف الاقتصادية التي تعاني منها أغلب الأسر الجزائرية، ''وهو الأمر الذي شجعنا على اقتناء وبيع وتبديل الهواتف في خطوة لاستدراك ما قد نتلقاه من خسائر نتيجة ركود يع الهواتف الجديدة''. وبرر عادل صاحب أحد محال بيع الهواتف النقالة بشارع حسيبة بالجزائر العاصمة، تراجع مبيعات ''الهواتف النقالة'' بارتفاع أسعارها خاصة الحديثة منها التي يميل الى اقتنائها فئة كبيرة من الشباب والمراهقين نظرا لاحتوائها على تقنيات عالية تستهوي الشباب. وأرجع عادل انسحاب المواطنين عن اقتناء الهواتف الجديدة الى تأثيرات الأزمة الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة التي تؤدي إلى تغيير النمط الاستهلاكي والتحول إلى شراء الضروري من السلع والخدمات. واعتبر أن مبيعات محال بيع الهواتف انخفضت خلال الشهرين الماضيين بنحو ,50 عن مبيعات الفترة نفسها من العام .2008 وأكد أن تراجع المبيعات يختلف من محل لآخر بحسب الموقع ونوعية مرتادي تلك المحال. إقبال المواطنين شجع تجار الهواتف أكد معظم أصحاب محلات بيع الهواتف النقالة أن الاعتماد على بيع الأجهزة القديمة، يعد الطريق المتاح لمواجهة تداعيات تراجع مبيعات الهواتف الجديدة. وذكر ''هشام'' صاحب محل لبيع الهواتف النقالة المستعملة أن اتجاه المحال لبيع المستعمل، يأتي للحفاظ على استمرارية السوق. وأضاف ''أن ما زاد من تشجيعنا على المضي في هذه التجارة هو إقبال الناس على اقتناء الأجهزة المستعملة التي لم يمض على استعمالها وقت طويل، وهو الأمر الذي دفعنا الى التوجه الى أسواق الجملة التي تعرض الهواتف المستعملة كسوق بلفور بالحراش وغيره من الأسواق الأخرى التي تعرف بيع مثل هذه الأنواع من الأجهزة. أما عن رأي المواطنين، فقد أكد أغلبهم تفضيل هذه الطريقة في شراء الهواتف، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الهواتف الجديدة التي وصلت الى مستويات قياسية وخيالية. وذكر أحد المواطنين وجدناه بصدد اقتناء هاتف مستعمل أنه يفضل البحث جيدا بين الهواتف المستعملة ''لأنه في كثير من الأحيان نعثر على هواتف جيدة وسط الهواتف القديمة''. وذكر مواطن آخر انه ينتهز الفرص المواتية لاقتناء النوعية الجيدة من الهواتف المستعملة وإعادة بيعها لأصحاب محلات الهواتف النقالة أو للمواطنين الذين يقصدونه، خاصة الشباب والفتيات، لرواج هذا النوع من التجارة وسط الشباب المولعين باقتناء الأجهزة الحديثة حتى وإن كانت مستعملة. لكن ورغم كل ذلك، لا يزال العديد من المواطنين يبدون تخوفهم من اقتناء الهواتف المستعملة التي يعتقد الكثير منهم أنها مفتوحة أي معاد صنعها أو مسروقة، وهو الأمر الذي استشرى في المدة الأخيرة وعرف تزايدا ملحوظا رغم حدة القوانين التي تعاقب مثل هذا النوع من الجرائم، إلا أن المواطنين ربطوا رواج سوق الهواتف المستعملة بزيادة معدلات سرقة هذا النوع من الأجهزة في الجزائر. توقعت دراسة حديثة تجاوز حجم مبيعات الهواتف المحمولة مليار جهاز سنويا نهاية العام ,2009 مقارنة مع 779 مليون جهاز في العام 2008 ونحو 674 مليون في العام 2007وبينت تلك الدراسة أن الهاتف المحمول هو أكثر الأجهزة الاستهلاكية التي يزداد استخدامها سرعة في العالم، مقارنة بنحو 200 مليون جهاز كمبيوتر شخصي يتم بيعها سنويا وقرابة 200 مليون جهاز تلفزيون. ورغم توجه شركات صناعة الهواتف المحمولة في العالم لتقديم محتوى ترفيهي وخدمات أخرى لمستخدمي تلك الأجهزة، من تنزيل أفلام وموسيقى ومسلسلات ومتابعة القنوات التلفزيونية، إلا أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى تراجع مبيعات أجهزة الهواتف المحمولة، وأصبح هدف شركات صناعة الهواتف المحمولة أن تساعد الخدمات الجديدة في الحفاظ علي العملاء الحاليين، وعدم تراجع مبيعاتها عن المستوى السابق، دون الطموح بزيادة هؤلاء العملاء.