إبراهيم قارعلي لم يعد يكفي التنديد بالمجازر البشعة التي ترتكبها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي كل يوم في حق الأبرياء والعزّل من المواطنين الفلسطينيين، فالمؤكد أن مجزرة بيت حانون ليست المجزرة الأولى والمؤكد أيضا أنها لن تكون الأخيرة! بل إن التنديد بمثل هذه الجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل، يصبح نوعا من الإهانة في حق الضحايا الأبرياء، حيث يتحوّل الاستنكار إلى استهتار، خاصة إذا ما كان مثل هذا التنديد يصدر عن جامعة الدول العربية غير المأسوف عليها أو منظمة الأممالمتحدة التي تحولت إلى مجرّد ملحقة تابعة لوزارة الشؤون الخارجية الأمريكية!!.. وإذا كان من الغرابة أن يصرح الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حامد بأن إسرائيل دولة حيوانات وأناس لا يعرفون القيم الإنسانية، فللأسف الشديد أن الإسرائيليين وهم يقتلون الفلسطينيين كل يوم يجردونهم من كل الصفات البشرية والآدمية، وقد أصبحت تبيدهم مثلما تبيد الأبقار المجنونة أو الطيور المصابة بالأنفلوانزا!! نعم.. إن دولة إسرائيل تنحدر من سلالة القرود والخنازير! فهل كان ينتظر العرب والمسلمون وخاصة الفلسطينيون أن يعاملوهم معاملة غير حيوانية! وهل كان قادة السلطة الفلسطينية يعتقدون أن إسرائيل سوف تعامل الشعب الفلسطيني بغير هذه المعاملة بعد الصفعة القوية التي تلقاها جنودها من قبل جنود حزب الله في جنوب لبنان. إن الهزيمة النكراء التي منيت بها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، جعلت الشارع الإسرائيلي ينتفض ضد حكومة تل أبيب، حتى أن شعبية إيهود أولمرت قد تراجعت إلى ما تحت الصفر! وعوض أن يستقيل، راح يدعم صفوف حكومته بالمتطرفين من اليهود، حيث انضم إليه ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا! قد يكون ذنب حركة المقاومة الفلسطينية أنها قد آمنت باللعبة الديمقراطية، واعتقدت أن الجميع سوف يقتنع بالنتائج الانتخابية، وخاصة إسرائيل والدول الغربية التي تتبجّح بالديمقراطية وتضرب المثل بالدويلة الإسرائيلية. تكون إسرائيل قد أقامت الدليل على أنها لا تؤمن إلا بالقوة العسكرية، وهي تلبّد سماء فلسطين بغيوم الخريف! بل يصبح من المهازل الكبرى أن يدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تكنوقراطية، في الوقت الذي أصبحت فيه إسرائيل تبيد الفلسطينيين مثل الحيوانات!!.. .. ليست فلسطين في حاجة إلى حكومة تكنوقراطية أو إلى حكومة وحدة وطنية بقدر ماهي في حاجة إلى حكومة حربية. فإذا كانت حكومة إسرائيل في حاجة إلى حركة سياسية متطرفة مثل إسرائيل بيتنا! فلا شك أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى حركة ثورية ترفع شعار "فلسطين بيتنا" بعدما فقد هذا الشعب ثقته في حركة التحرير الفلسطينية وبعدما حرمت حركة المقاومة الفلسطينية من تشكيل حكومتها البرلمانية.