لم يتخلف المواطنون عبر العديد من ولايات الوطن عن الموعد حيث خرجوا أمس بالعشرات في مسيرات تضامنية مع غزة الجريحة التي عاث فيها الكيان الصهيوني فسادا، فاسحا المجال لآلته لحصد المزيد من أرواح الأطفال والنساء دون رحمة أو شفقة، فكانت التظاهرات الاحتجاجية للمواطنين بمثابة رسائل للكيان الصهيوني والمجموعة الدولية لوقف العدوان الغاشم، منددين بالصمت العربي المطبق إزاء هذه المأساة. فقد نظمت مساء أمس بعاصمة ولاية غليزان مسيرة شعبية عفوية ندد فيها المواطنون بحرب الإبادة الهمجية التي يشنها الجيش الاسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين العزل، كما حملوا الرايات الجزائرية والفلسطينية وشعارات تعبر عن المساندة المطلقة لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه الوطنية. ودعا المتظاهرون الى تقديم كل المساعدات المادية والمعنوية اللازمة للشعب الفلسطيني، حتى يتسنى له مقاومة الاحتلال الاسرائيلي البغيض والدفاع عن أراضيه وشرفه. من جهتهم خرج مواطنوا مدينة سكيكدة وباقي بلديات الولاية في مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وضحايا قطاع غزة مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة. وبعاصمة الولاية انطلقت المسيرة من أمام ملعب 20 أوت 55 باتجاه وسط المدينة مشكلة في أغلبها من الشباب الذين رفعوا شعارات مساندة للقضية الفلسطينية ومنددة بالصمت العربي الرسمي، بالإضافة الى حرق العلم الاسرائيلي. المتظاهرون دعوا إلى اتخاذ موقف عربي موحد كفيل بردع الاحتلال الاسرائيلي البغيض وتمكين الشعب الفلسطيني من الدفاع عن أراضيه وشرفه وتمكينه من العيش في كنف الحرية والكرامة على غرار باقي شعوب العالم. من جهتهم خرج عشرات الآلاف من المواطنين بقسنطينة نهار أمس في مسيرات حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبعنجهية آلة الدمار الصهيونية. وقد جرت المسيرة في أجواء من النظام، ولم تسجل بها أي أحداث شغب رغم العدد الهائل من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف مناطق الولاية للتعبير عن آرائهم الساخطة تجاه اسرائيل. كما ندد رؤساء مكتب أحزاب التحالف الرئاسي في تجمع شعبي بتبسة بالصمت الرهيب للمجتمع الدولي وقادة الدول العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان إزاء ما يحدث بغزة، داعين إلى توقيف المجزرة وفك الحصار على القطاع وإلى وقفة تضامنية دعما لأبناء الشعب الفلسطيني لتمكينه من تجاوز المحنة التي يمر بها. وأكدوا أن الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني واجب حتمي على اعتبار أن الشعوب العربية يجب أن تكون يدا واحدة. خاصة وأن الشعب الجزائري شعب المليون ونصف المليون شهيد قد عاش المجازر ذاتها على يد الاستعمار الفرنسي كما يتكبدها أبناء غزة الآن على يد الاسرائيليين والمعاناة التي يعانيها أبناء المناطق المحتلة. كما كانت لحركة الشبيبة والطلبة الجزائريين وقفة تضامنية مع زميلهم الفلسطيني لطرش جمال وهو طالب بجامعة تبسة، حيث ألقى كلمة أكد فيها أن صمت الشعوب العربية في الوقت الحالي يقابله ارتفاع عدد الشهداء والجرحى، موضحا في السياق أن اسرائيل رغم ما تقترفه من قتل وذبح وتشريد فهي لن تستطيع أن توقف إرادة الشعب الفلسطيني. وفي ولاية معسكر دعا ممثلو المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب الى مساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاستعمار الصهيوني، حيث ندد المشاركون في تجمع جماهيري احتضنته مساء أمس قاعة " فتح" بالإبادة الجماعية التي تقترفها سلطات الاحتلال بالقطاع، رافعين لافتات تطالب فيها بالتدخل الفوري للمجتمع الدولي لايقاف المجزرة البشعة التي تزهق أرواح الأطفال والنساء. كما أثنى الحاضرون في هذا التجمع بجهود أرض الأبطال "الجزائر" التي لم تتأخر يوما في مساندة القضية الفلسطينية وذلك بتقديم العون المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني. من جهتها شاركت جموع كبيرة من مواطني ولاية الاغواط بعد ظهر أمس في مسيرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي لعاصمة الولاية. رفع خلالها المشاركون لافتات تشجب وتستنكر الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، ورددوا عبارات المطالبة بالتحرك الفوري لوقف العدوان. كما انتظمت ظهر أمس مسيرات حاشدة مساندة للشعب الفلسطيني بولايات وسط غرب البلاد كولايات البليدة، الجلفة، والشلف، ردد فيها المواطنون شعارات معادية لاسرائيل، كما عبروا عن غضبهم حيال العدوان الوحشي الذي يتعرض له سكان قطاع غزة. وفي مستغانم تجمع أمس المئات من سكان المدينة أمام مقر البلدية في وقفة تضامنية مع سكان غزة، وطالبوا بفتح المعابر لإيصال المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين.