تأخر التسوية القضائية للاستفادة من الديّة وراء الحادثة أقدم أول أمس والد الفقيدة سارة بن ويس التي لقيت مصرعها في سبتمبر من السنة الماضية بالبقاع المقدسة بالمملكة السعودية، على محاولة وضع حد لحياته، مستعملا قارورة مبيد الحشرات أمام محكمة أولاد ميمون، أين قام برش جسده بهذا المبيد، مشعلا النار في جسده، إلا أن تدخل من كانوا في المكان حال دون اتساع رقعة اللهيب في أنحاء جسده، حيث تم إخماد النار التي التهمت جزءا من كتفه الأيسر وشعره. * الحادثة وحسب ما كشف عنها شاهد عيان ل"الشروق"، وقعت في حدود الساعة السادسة مساء من يوم الجمعة الماضي، عندما كان السيد بن ويس محمد يقف بالقرب من مبنى محكمة أولاد ميمون شرق ولاية تلمسان، حيث أقدم على رش جسده بمبيد الحشرات مشعلا النار، قبل أن يقوم عدد من المواطنين ممن كانوا حاضرين لحظة وقوع الحادثة على إنقاذه من الموت. * وحسب ما كشف عنه ذات المصدر، فإن والد المرحومة سارة تعرض لحروق خفيفة على مستوى الكتف وشعر الرأس، وقد قام لحظتها حارس المحكمة بالاتصال بمصالح الأمن التي انتقلت إلى عين المكان، أين تم نقل السيد بن ويس محمد إلى مستشفى أولاد ميمون لتلقي الإسعافات الأولية. وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن الأسباب الدافعة إلى محاولة الانتحار هذه ترجع لملف قضائي يتعلق بوضعية إبنته المتوفية وعلاقته بزوجته المقيمة بفرنسا، والباحث عن تسوية وضعيتها القانونية، وهو الملف القضائي الذي تقدم به السيد بن ويس إلى المحكمة لأجل ذات الغرض، وبعد وفاة إبنته سارة، عاد مجددا من اجل تسوية الوضعية القانونية لأجل حصوله على الدية بحكم أن والدها بالتبني وهو السيد خطيب بومدين لا يجوز له أخذ الدية التي تعود مباشرة إلى والدها الأصلي، غير أن الوضعية القانونية والإدارية للفتاة سارة دفينة مكةالمكرمة لم تسوّ بعد، الأمر الذي تطلب تنقل السيد بن ويس محمد إلى المحكمة في أكثر من مناسبة قصد تسوية الوضعية، الأمر الذي جعل الشكوك برأس والد سارة بضياع الملف القضائي، وهو ما صرح به لمصالح الأمن عقب حادثة الانتحار، مما جعله يقدم على هذا السلوك الإجرامي في حق نفسه بعد ما ضاق ذرعا بسبب تأخر تسوية وضعية إبنته المرحومة سارة. * السيد بن ويس محمد والذي سبق وأن كشف للشروق مباشرة بعد وفاة إبنته سارة في السنة الماضية عند لقائنا به بمسقط رأسه بمنطقة عين تالوت عن العراقيل التي واجهته من أجل تسوية الوضعية الإدارية والقانونية ابنته بعد طلاقه من زوجته، أكد يومها أنه لن يتنازل عن حقه ومطلبه الشرعي، متهما جهة ما بعرقلة الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بابنته سارة التي غادرت تراب الوطن وعمرها لم يتجاوز بعد 5 سنوات برفقة والدتها، قبل أن تقوم هذه الأخيرة بوضعها في مركز التكفل الاجتماعي بفرنسا، ويأتي بعد ذلك صديق والدها السيد خطيب بومدين الذي قام بالتكفل بها وتبنيها إلى أن بلغت سن 15 سنة، عندما توجهت برفقة أفراد عائلة خطيب لأداء مناسك العمرة السنة الماضية، حيث تعرضت لإعتداء سافر تسبب في سقوطها من أعلى الطابق ال15 لفندق مجاور للحرم المكي، حيث كشفت تحقيقات الأمن السعودي أن المتسبب في مقتل سارة بن ويس هو مواطن يمني تمت محاكمته وتسليط عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا و500 جلدة ضده، علما أن الحادثة أسالت الحبر الكثير وبقيت أسرار مقتل سارة بن ويس غامضة، حيث كتب للفقيدة أن تدفن لغز مقتلها معها في مكةالمكرمة.