الضحية سارة مراسل الشروق مكة كشف مدير إدارة الطب الشرعي في مكةالمكرمة يوم أمس، الدكتور عبد العزيز مليباري، أن الفريق الطبي الشرعي شرع بأخذ عينات من جثة الفتاة الجزائرية سارة خطيب، التي توفيت أخيرا في مكةالمكرمة، للتأكد من تعرضها للاغتصاب من عدمه، وذلك من أجل إنهاء حالة الجدل القائمة حول ما تعرضت له سارة، 15 عاما، قبل وفاتها في ظل ترديد مزاعم سعودية، بأن القضية لا تتعلق لا باغتصاب أو بجريمة قتل. التشريح من أجل الحقيقة وقال مليباري في تصريحات نقلتها صحيفة عكاظ السعودية يوم أمس أن "الحيوانات المنوية تبقى على قيد الحياة في أي امرأة لمدة 72 ساعة وتموت بعدها، لكنها تبقى ما لم تغتسل، مشيرا إلى أن الطب الشرعي باشر موقع الحادثة فور وقوعها وكشف على الجثمان وتبين مبدئيا أن الفتاة تعرضت لعدة كسور في القدمين والرأس وكدمات متفرقة إثر شدة الارتطام بالأرض، وهنا لم يشر المتحدث إلى قول المحققين في البداية إنهم يشككون في تعرض الضحية للاغتصاب، قبل نفي الرواية أصلا، بطريقة غريبة في الساعات التي تلت احتجاج المعتمرين الجزائريين والعرب. آثار الجريمة * وبين مدير إدارة الطب الشرعي، بحسب ما نقلته "عكاظ" دوما، أن التشريح سيحدد العديد من الأسباب التي أدت للوفاة، إضافة إلى الكشف على القدمين والأكتاف وبقية أجزاء الجسم للتأكد من تعرض الفتاة للاغتصاب من عدمه، إذ أن التشريح والكشف الطبي يوضح تخثرا دمويا وكدمات جلدية في أجزاء معينة في حالة دخول الفتاة في محاولات للدفاع عن نفسها. * * وأشار مليباري إلى أن مهمات فريق الطب الشرعي تكمن في ضرورة أخذ عينة من الدم وتحليلها لكشف تعرض الفتاة للسموم أو أية مواد مخدرة، موضحا أن تحليل السموم يجرى في حالات السقوط واشتباه الانتحار، قائلا: "مثل هذه التحاليل تعتبر من ثوابت العمل الطبي في الطب الشرعي". * وفي سياق محاولة الإعلام السعودي بإيعاز من جهات أمنية، ربط الحادثة بقصة غرامية مفاجئة، قال مصدر سعودي وصفته الجريدة بالمطلع، دون أن تكشف هويته، إنّ المتهم الرئيس في قضية الفتاة الجزائرية، ويدعى عمار من جنسية يمنية أفاد أثناء التحقيق بأنه يعرف الفتاة منذ أواخر رمضان ولكنه لم يقتلها، وفي محاولة منها لتأكيد فرضية وجود علاقة عاطفية بين الضحية وبينه، سردت وسائل الإعلام السعودية جزءا من تصريحات هذا العامل، التي قال فيها: "تعرفت على الفتاة الجزائرية قبل أيام ولم أكن أحمل في داخلي أية نوايا دفينة لقتلها أو إيذائها، وقد التقيت بها الليلة التي سبقت الحادثة وقمت بتحديد موعد للجلوس سويا في إحدى الغرف في أعلى الفندق الذي أعمل فيه وتقطنه البعثة الجزائرية واشتريت وجبة عشاء وتناولنا الوجبة سويا وتجاذبنا أطراف الحديث في عدة أمور متفرقة"، وأوضح المصدر أن شخصا آخر من جنسية يمنية يدعى جلال كان يعمل في تحميل وتنزيل أغراض ومستلزمات النزلاء، سمع أثناء تواجده في استقبال الفندق عن اختفاء الفتاة منذ ساعات، مما دفعه للبحث عنها، وعند صعوده للطابق العلوي بغية الاسترخاء قليلا ومن ثم البحث عن الفتاة تفاجأ بوجودها لدى عمار. * * وأفاد المصدر ذاته أن جلال ذكر لرجال التحقيق أنه تفاجأ بجلوس عمار بالملابس الداخلية وبجانبه الفتاة وهي تلبس بنطالا وفانيلة! ودخل مع عمار في جدال واسع مطالبا بضرورة إخراج الفتاة، إذ أن ذويها يبحثون عنها، وذكر المصدر أن جلال قال في التحقيقات إن عمار طلب منه عدم التدخل وعدم الإفصاح عن مكانها، مما دفع جلال للدخول في مشاجرة مع عمار من أجل تسليم الفتاة لذويها، وخلال تطور الشجار طالب عمار من الفتاة مغادرة الغرفة هروبا من ذويها قبل مجيئهم والعثور عليها عنده. وقال المصدر ذاته إن جلال نزل إلى بهو الفندق تاركا عمار في غرفته ووجد ولي الفتاة ومسؤول الاستقبال في حديث مع عامل آسيوي يبلغ عن سقوط فتاة في سطح الفندق المجاور، وخلال ذلك أبلغ جلال إدارة الفندق بأن الفتاة لدى العامل عمار في الطابق العلوي، وأفاد المصدر أن ولي الفتاة وعددا من أقاربه صعدوا إلى سطح الفندق المجاور ووجدا الفتاة ملقية على الأرض مما دفع الجميع إلى الإبلاغ عن الحادثة، وعلى الفور باشرت أجهزة الأمن الموقع وقبضت على اليمنيين عمار وجلال، إضافة إلى بنغلاديشيين كانا في مهمة إصلاح عطب أصاب الطبق الهوائي في سطح الفندق. * * وهنا تطرح عدة أسئلة لم تجب عليها الجريدة السعودية وهي: لماذا تم انتقاء جزء من التحقيق وتسريبه للصحافة بشكل يورط الضحية في علاقة غرامية مزعومة!؟ ولماذا يخبر العامل جلال عن ابن بلده عمار، بتواجد الفتاة لديه، خصوصا بعدما علم بوفاتها! ثم كيف لم تكشف الجهات الأمنية السعودية عن ملابس الفتاة أثناء وفاتها إلا بعد نسج خيوط القصة الغرامية بينها وبين عامل يمني!؟ ولماذا القفز على فرضية لا شرعية هؤلاء العمال؟ وكيف يقال بأن العمال البنغلاديشيين، كانوا يتعشون مرة على السطح ومرة ثانية أنهم كانوا يصلحون هوائيا مقعرا!؟ ولماذا لم ينتبهوا لسقوط الفتاة عليهم، خصوصا أنها كانت ستصرخ في حال رميها أو قيامها بذلك عمدا!؟ * * من جهته، قال الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان: "فريق التحقيق الجنائي في الشرطة حقق مع كافة المقبوض عليهم، وقد تم تسليم ملف الحادثة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة في دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس". * إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أنه من المتوقع تحويل المتورطين في مقتل الفتاة الجزائرية إلى المحكمة العامة في مكةالمكرمة خلال الأسبوع الجاري * لتصديق اعترافاتهم شرعا. * * في الوقت الذي أشارت فيه جريدة الرياض أمس إلى أن هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة ممثلة في إدارة قضايا الاعتداء على النفس أطلقت بعد مغرب الجمعة العاملين الآسيويين بعد الانتهاء من التحقيق معهما، وقد قامت "الرياض" بزيارة لمقر الفندق الذي شهد الواقعة ووقفت على موقع سقوط الفتاة والتقطت عددا من الصور داخل الفندق إضافة إلى المكان الذي وقعت منه. * * والد سارة الحقيقي يتهم المحققين بتلويث سمعة ابنته ويصرح * سأقاضي جميع وسائل الإعلام السعودية بسبب تشويه أخلاق سارة * * * * * * * * * * * * * والد سارة رفقة جدتها و أخيها * * * القنصل الفرنسي دخل على الخط وطالب بتقرير محايد عن التحقيقات * هدّد يوم أمس السيد محمد بن ويس، والد الطفلة سارة التي لقيت حتفها في مكةالمكرمة الثلاثاء الماضي، بمقاضاة جميع وسائل الإعلام السعودية أو الدولية التي تحاول تلويث سمعة ابنته ونسج قصص وصفها بالخيالية، حول علاقات عاطفية تكون سارة قد ربطتها خلال فترة إقامتها بالسعودية، وأدت إلى وفاتها بشكل تراجيدي . * وقال السيد محمد بن ويس، المقيم في عين تالوت بتلمسان، في تصريح للشروق، إن الأمن السعودي ومعه جهات إعلامية نافذة، يحاولان من خلال بث هذه المغالطات "التغطية على إدارة الفندق الذي وقعت فيه الجريمة ومسؤوليتها، خوفا من تشويه سمعته، أو التأثير على أرباحه ونشاطه التجاري "، متسائلا في هذا الصدد : " كيف يسمحون لأنفسهم بتلويث سمعة ابنتي القتيلة مقابل إنقاذ أرباح فندق سياحي في مكة؟ ". * وفي السياق ذاته، كشف المتحدث للشروق أن القنصل الفرنسي دخل على خط المطالبين بحقيقة ما وقع لسارة التي تحوز الجنسية الفرنسية أيضا، وذلك من دون إهمال الدور الجزائري على حدّ قوله، مبينا أن الجهات المذكورة آنفا ستطالب بتقرير محايد للطب الشرعي، ولن تكتفي بالتقرير السعودي، ولا بنتائج التحقيق الأمني المحلي الذي يحاول، بحد وصف والد سارة، " طمس الحقيقة وتوجيهها نحو أماكن أخرى ". * وأكد السيد بن ويس أيضا استغرابه تماما للرواية التي يسردها الإعلام السعودي يوميا نقلا عن جهات التحقيق هناك، متسائلا "كيف لم يتم حتى الآن الحديث عن غياب الدم في مكان سقوطها بشكل كبير، رغم أنها هوت من علوّ يبلغ 30 مترا، ثم إن العلاقات العاطفية التي قيل إن سارة أقامتها مع عمال هناك، تبدو في غاية الغرابة والإسفاف، ذلك أن والدها بالتبني، السيد بومدين خطيب، رجل صالح، ويعرف كيف يراقب ابنته، ولم يكن ليسمح لها بأن تبتعد عن ناظريه دقيقة واحدة، كما أن ثقته فيها كبيرة جدا"بحسب كلام السيد محمد بن ويس. هذا الأخير، نفى أيضا ما تردد عن مغادرة جميع الوفد المرافق لسارة، مكةالمكرمة، وقال بأن ولي أمرها بومدين ما يزال هناك، ينتظر نتائج التحقيق وتقرير الطب الشرعي، ولم يترك مسرح الجريمة مثلما حاولت بعض وسائل الإعلام السعودية الترويج لذلك، للتدليل ربما على صحة مزاعمها، بعدما نقلت عنه تصريحا غريبا بقوله إن ابنته كانت تتحدث مع فلان وفلان ... وهنا يقول السيد بن ويس : * " عيب ما يدعونه على فتاة ميتة، ألا يخافون الله؟ كيف تسمح لهم ضمائرهم بالادعاء على ابنتي وهي بين يدي بارئها، وقد لقيت حتفها غدرا بقرب بيته الحرام "؟ !! * "إنني لا أريد غير الحقيقة"هكذا قال لنا محمد بن ويس، مضيفا بأن آخر مكالمة هاتفية أجراها صبيحة أمس مع ولي الضحية، بومدين خطيب بمكةالمكرمة، لم تطمئنه بخصوص الوصول إلى تلك الحقيقة المرجوة من الجانب السعودي، آملا أن تتحرك الجهات العليا في البلاد، لإنقاذ سمعة ابنته وإنصافها وعدم التخلي عن ملاحقة قاتليها . * * راسل القنصل العام بجدة وأكد متابعة الحكومة الجزائرية للقضية : * وزير الجالية يأمر بإيفاده بجميع ملابسات وفاة " سارة " بمكة * * وجه حليم بن عطاء الله، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج تعليمات للقنصل العام للجزائر بجدة للتنسيق مع السلطات السعودية وإيفاده بجميع حيثيات وملابسات قضية وفاة الفتاة الجزائرية "سارة بن ويس" بمكةالمكرمة، مؤكدا اهتمام الحكومة الجزائرية بالقضية والتزامها ببذل جميع الجهود لضمان حماية و رعاية الرعايا الجزائريين أينما وجدوا فضلا عن متابعته الشخصية لمستجدات التحقيق وتطور معطيات القضية . * ودعا حليم بن عطاء الله في بيان رسمي الجالية الجزائرية المقيمة في المملكة العربية السعودية بالتحلي بالهدوء والتريث وعدم إثارة الفوضى في البقاع المقدسة واحترام النظام العام للمملكة، مشددا على متابعة الحكومة الجزائرية عن كثب لقضية وفاة الفتاة الجزائريةبمكةالمكرمة "سارة بن ويس" ومن جانبه قيّد الأمن السعودي شهادات جميع المشتبه فيهم من عمال آسيويين ويمنيين كانوا متواجدين في محيط الفندق التي توفيت به الضحية، كما أطلق سراح العامليْن اللذين تواجدا على سطح الفندق الثاني واللذين سقطت فوقهما جثة "سارة بن ويس" بعد إثبات التحقيق عدم وجود أي صلة لهما بالقضية . * * أحد خدام المعتمرين : الجزائريون من أكثر الزوار استقامة وتعلقاً بالبيت الحرام * الشهيدة " سارة " تهز أركان مكة .. والأرجح أنها " فضلت الموت على تدنيس شرفها " * * هزت حادثة الفتاة سارة التي لقيت مصرعها الثلاثاء الماضي، قبيل مغادرة أفراد حملتها الديار المقدسة، أركان مكةالمكرمة التي عرفت المعتمرين الجزائريين بالاستقامة والمواظبة على الصلوات في بيت الله الحرام، على نحو فريد، جعل منهم المثل الأعلى في البعد عن الشبهات والإنشغال بتوافه الأمور أثناء فترة إقامتهم في مكةالمكرمة . * وأبدى سكان مكة الذين تحدثت إليهم "الشروق" عن بالغ دهشتهم وحزنهم، إزاء الجريمة البشعة التي راحت الفتاة ضحيتها، وجراء التناول الذي تعاملت به بعض وسائل الإعلام مع القضية، من دون أن تراعي أحياناً مشاعر ذوي الضحية، ومشاعر المسلمين الذين يلتقون جميعاً عند استنكار ما حدث، والغيرة على حرمات فتاة قاصر، استبعدوا أن تأتي من فرنسا، أكثر بلاد العالم تحرراً، لتمارس منكراً في أطهر بقعة في الأرض . * وقال عبد القادر الحاج الذي يسكن في أحد أحياء مكة المجاورة للحرم، ويمر يومياً في طريقه إلى الحرم بالمنطقة التي وقت فيها الجريمة، "نحن لم نعتد على حدوث مثل هذه الجرائم، فالأمن هو السائد في منطقتنا، ولذلك كان وقع الحادث علينا أليماً جداً، خصوصاً وأن الفتاة جاءت ضيفة للرحمن، وما زالت في ربيع عمرها، فكل من لديه فتاة في مثل عمرها يستطيع أن يتصور فداحة الجريمة، وحجم الألم الذي يلف أهلها وذويها، لكننا لا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، على من ارتكب هذه الجريمة الشنيعة بجوار بيت الله الحرام " . * ودعا الحاج الجهات الأمنية السعودية، إلى إيقاع أغلظ العقوبة بمن يدان بالجريمة، ليكون عبرة لغيره، "فآخر ما يتوقع أن تنتهك حرمة ابنة بريئة على بعد أمتار من الكعبة المشرفة، ونحن بهذه المناسبة، نطالب بتكثيف الرقابة والحراسات المشددة على العمائر والمساكن التي يقطنها الزوار والمعتمرون، فهؤلاء ضيوفنا ومسؤوليتنا " . * ويشير إبراهيم العلي الذي جاء معتمراً من الرياض في اتصال مع "الشروق"، إلى أنه استغرب وقوع الحادثة، لأنه أثناء تواجده في مكة اعتاد قصد سطح المسجد الحرام والصلاة فيه، ولقاء الجزائريين الذين يفضلون المكان نفسه لأداء صلاة التراويح. وقال "إنهم من خيرة من رأيت في الاستقامة والصلاح، والحرص على أداء العبادة على أكمل وجه وأتقنه، حتى إنني أحتقر صلاتي أحياناً إلى صلاتهم، فبينما أتحرك في الركعة الواحدة مرات ومرات، تجدهم كأن على رؤوسهم الطير قلّ أن يحركوا ساكناً أثناء الصلاة". * وتوقع العلي مثل عدد من السكان المكيين الذين تحدثت إليهم "الشروق" أن تكون الفتاة، تم استدراجها ومخادعتها من جانب أحد المجرمين، ومن ثم عندما اكتشفت سوء طويته، وحاول مراودتها على شرفها "فضلت الموت على ضياع شرفها"، فلم تجد بداً غير القفز. * ويجمع المكيون على أنه سواء قفزت فراراً بشرفها، أو تم إسقاطها من جانب المجرم الأصلي، فإن النتيجة واحدة، هي أن " هناك قاتلا، يجب إيقاع أغلظ العقوبة به " . * وقال مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتخصصة في معالجة المخالفات بين الجنسين، ومراقبة العلاقات بين الرجال والنساء "إننا لم نعتد القبض على مخالفات من جانب معتمرين من الجزائر، فليس هذا الشعب النبيل ممن وجدنا فيهم منحرفين أخلاقياً، أو أناساً يحاولون استغلال اكتظاظ الحرم في ارتكاب سلوكيات غير حميدة " . * في غضون ذلك دعت شرطة مكةالمكرمة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة، وتجنب الرجم بالغيب، عبر الجزم بأشياء متصلة بالجريمة، لم يتم الإعلان عنها رسمياً، فلا تزال التحقيقات جارية مع المتهمين، كما لا يزال الطب الشرعي حتى كتابة هذا الخبر، لم يعلن تقريره النهائي، بعد تشريح جثة الضحية . * وكانت الصحف السعودية، قد تسابقت في كشف ملابسات القضية، وتناولتها من بعد صحافي بحت، من دون أن تراعي الجوانب الإنسانية للقضية، مستبقة نتائج التحقيق الكفيلة بإيضاح الحقيقة . * لكن عبد الحميد الخزرجي الذي يدير مجموعة من الفنادق التي تستقبل الجنسيات كافة، صرح في اتصال هاتفي ل"الشروق" بأن الجزائريين بين المعتمرين الأكثر اتزانا واستقامة، ويستبعد أن تكون القضية في السياق الذي روته وسائل الإعلام. وناشد المهتمين إعلان الحقائق عاجلاً قبل أن تبلغ الأكاذيب والروايات الخاطئة الآفاق. إلا أنه من واقع خبرته الميدانية رجح أن تكون الفتاة تعرضت لاعتداء من طرف مجرم محترف، أراد أن يموه على جهات التحقيق، فيخلط أوراقها، لكن المؤشرات حتى الآن كما يتحدث أهل مكة في مجالسهم، تتجه إلى إدانة عامل في العمارة بارتكاب جريمتي هتك حرمة الفتاة، ومن ثم قتلها بدفعها فوق البناية الشاهقة . * من جانبها فضلت السفارة الجزائرية إرجاء التعليق على تطورات القضية إلى اليوم (الأحد)، وذلك فيما يبدو لأنها لم تزل تتابع نتائج التحقيق والطب الشرعي، الذي دفع عدم انتظاره وسائل إعلام عدة، إلى الوقوع في المحظور. * يذكر أن شرطة العاصمة بعد تحقيقها مع المتهمين، أحالت ملف القضية إلى هيئة التحقيق والإدعام العام التي تتولى بحكم النظام العدلي السعودي، تقديم الجناة إلى المحاكمة، حيث سيحكم القضاة وفق الشريعة الإسلامية على الجناة بما تستوجبه الجريمة. وفي مثل حوادث القتل شبه العمد والاغتصاب كهذه، يحكم القضاة على مرتكبيها بالقتل تعزيراً، على اعتبارهم مفسدين في الأرض. وذلك تطبيقاً للآية الكريمة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسولَه ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض". * * بومدين الخطيب ولي سارة يصرح للشروق : * " ابنتي شريفة وعفيفة ولم تكن لها أية علاقة مع أي أجنبي بمكة " * * تشريح جثة سارة خطيب دام ثلاث ساعات كاملة وتقرير الخبرة لدى النيابة العامة * * والد سارة لم يغادر التراب السعودي ويتابع التحقيقات عن كثب * * قال بومدين الخطيب ولي المرحومة سارة وفي تصريح له خاص للشروق أن جثة المرحومة لاتزال بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى الملك فيصل، وقد عرضت أمس في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت الجزائر على الطبيب الشرعي الذي أجرى لها تشريحا لمعرفة ملابسات الحادث والتوصل لأسباب وفاتها، ويصر على أن ابنته تعرضت للاغتصاب قبل الوفاة، مستبعدا فكرة انتحارها برمي نفسها بنفسها من أعلى الفندق. كما نفى أن يكون قد اطلع على محتوى تقرير الطبيب الشرعي، لكنه علم بخضوع جثة سارة للتشريح، وحسبه لاشيء يعلمه عن مسار التحقيقات التي بدا انه غير راض عنها لحد الساعة، دون أن ينطق بها إلا انه بدا قلقا جدا بشأن ما ستسفر عنه التحقيقات، كونه يلح على معرفة الحقيقة كاملة حول طريقة موت ابنته سارة التي باتت تشغله وتشغل الرأي العام الجزائري . * السيد بومدين الخطيب لم يغادر التراب السعودي، كما روج له، كونه لم يتمكن من ذلك للبقاء قريبا من مكان التحقيقات بالسعودية، لأنه لايزال يأمل أن تتخذ الإجراءات القانونية من قبل الأمن السعودي والنيابة العامة لكشف هوية المجرمين وحقيقة موت ابنته التي أصبحت بعض الجهات تسمسر بها لأغراض واضحة، حتى أن السيد خطيب قال للشروق "ابنتي لاتزال بمصلحة حفظ الجثث ولم أخطر بمراسيم الدفن وتشييع جنازتها التي ستكون الأسبوع القادم، لكن كل هذا متعلق حسبه باكتمال التحقيق والتوصل للحقيقة". * بناية الموت * وداعا للبراءة * *