الشيخ أحسن شريف جامع التقت الشروق بثاني أكبر معمر في العالم وأكبر مجاهد على مستوى التراب الوطني ويشهد له الجميع بذلك، أحس بالسعادة عندما دخلنا بيته رغم أننا لم نحدد له موعدا مسبقا، إنه لا يزال بصحة جيدة وعقل رزين، لكنه قليل السمع يعتبره أبناء قريته بَركة عليهم.. * إنه جدي أحسن شريف جامع الذي يسكن مع أولاده بقرية الولجة ببلدية أولاد أعطية غربي سكيكدة يناهز عمره 116 سنة ولكنه مثبت في سجلات الحالة المدنية عام 1909حكم 16 ماي 1963، لكنه يؤكد أن في هذه السنة أي 1909 كان عمره 14 سنة، أي أنه ولد سنة 1895 بعرش أولاد أعطية، ويعتبر بذلك ثاني أكبر معمر في العالم بعد الروسي محمد لابازانوف 122عام، والذي يعيش بقرية كوفكا في منطقة قزلار بداغستان إحدى جمهوريات القوقاز، حيث ولد عام 1890 في جمهورية الشيشان الروسية. * نعود إلى الشيخ أحسن شريف جامع بن علي الذي له أزيد من 120حفيد، توفي منهم 9 مابين الذكور والإناث، مازال يتمتع بصحة جيدة، يتناول في الصباح الباكر ملعقة من زيت الزيتون على الريق وفي المساء ملعقة عسل ثم ينام نوما صحيا بعد أن يصلي العشاء، لم يأكل الخبز ولو مرة واحدة في حياته بل أكلته المفضلة الكسرة، يتذكر جيدا أن من علمه الصلاة هو شخص من قبيلة الغزاغزة التابعة لقرية بوتوية مواظب على الصلاة في وقتها، لكن في المنزل، يسكن في بيت مصنوع من الطين والحطب منذ سنة 1963 يقع بقرية الألف دراجة نارية، الولجة التابعة لبلدية أولاد أعطية غربي سكيكدة، يتذكر كذلك أن تكاليف مهر زواجه بلغت 20 دورو، حمد الله على استقلال الجزائر سنة 1962 يعلم جيدا أن رئيس البلاد هو فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة، ويتمنى له طول العمر ويرى في شخصيته الرجل المناسب لرئاسة الجمهورية الجزائرية، يعتبر من بين المشاركين الأوائل في ثورة نوفمبر الخالدة، واسترجع لنا ذكرياته الثورية بدقة، أما ابنه أحمد 72سنة، فقد حدثنا عن والده الذي لم يشتك من مرض طيلة حياته، مضيفا أن والده ما يزال مواظبا على أداء الصلاة، لكن منذ عامين عجز عن المشي ولازم منزله، كما رخص له الطبيب بعدم صوم شهر رمضان لتقدمه في السن، وعاد بنا جدي أحسن شريف جامع إلى شبابه، حيث أخبرنا أنه كان يقطع مسافة 38 كلم يوميا مشيا على الأقدام، خاصة إبان الاستعمار الفرنسي، وأضاف أنه كان يقطن في مسكن على شاكلة مسكنه الحالي مبني من الطين والحجر، يشاركه في النوم بداخله الأبقار والماعز، كما تأسف لهذه الحياة المعيشية الصعبة الناتجة عن الفقر المدقع الذي أدى سنة 1927 إلى إبادة سكان عدة قرى بأكملها بسبب مرض الجدري الذي قضى على 17 شخصا في يوم واحد، وفي نهاية حديثنا معه لم يطلب أي شيء، بل وجه نداؤه للسلطات المحلية على مستوى بلدية أولاد أعطية وولاية سكيكدة لأجل أن تنظر إلى ثاني أكبر معمر في العالم وأكبر مجاهد على مستوى التراب.