"غرينتش خط وهمي ليس له أي أساس علمي، والخط الأصح هوخط مكةالمدينة لأنه خط حقيقي!!"، هذه هي الحقيقة التي توصل إليها دكتور التقنيات الفضائية وعلم الفلك لوط بوناطيرو بعد بحث علمي دقيق، إستند فيه إلى حسابات فلكية عميقة وإلى ملاحظة مستمرة لحركة الشّمس والقمر. يقول بوناطيرو إن العالِم الإنجليزي "غرينتش" لم يضع خَطّه المعلمي العالمي المعروف باسمه على أسس علمية وحسابات فلكية، وكل ما قام به هو محاولة إيجاد حلّ لمشكلة قياس الزمن في العالم الغربي بأية طريقة، وكان أن اختار الحلّ بطريقة وهميّة جُزافية ألقت "بكوارث" فيما بعد على حساب الزمن. ويضيف بوناطيرو "إنّني أُثبت اليوم- وبالأدلّة العلمية- بأن خط مكة- المدينة هو أدق معلم لقياس الزّمن، أكان ذلك بالنّسبة للأمة الإسلامية أو العالم أجمع". في هذا الحوار الذي قال فيه أشياء أخرى أخطر، يتحدّى الدكتور بوناطيرو العالَمين ويُثبت لهم بالأدلّة العلمية القاطعة، أن خط مكة- المدينة هو الأصحّ وأن غرينتش خطّ وهمي وصاحبه واهِمٌ. الشروق اليومي: لم تُفاجئنا نحن كمسلمين لأنّنا نثق فيما يقوله عالم مسلم، بل لقد أثَرْت فينا ذلك المجد الإسلامي الضّائع، مجد الاكتشافات والاختراعات التي برع فيها المسلمون الأولون، ولكنّنا نريد أن نسمع منك أكثر، أحقيقة هو خط مكة- المدينة!؟ بوناطيرو: نعم إنه كذلك. إنّه حقيقة علمية لن يُجادلني فيها أحد. الشّروق اليومي: كيف فعلتها؟ بوناطيرو: بالملاحظة والتّفكر، ألا يقول الله تعالى "..ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض.."، وبتوفيق من الله. إن كل شيء موجود في خلق الله، وكل ما علينا فعله هو الملاحظة والتّفكّر والتّدبّر. وبالعودة إلى موضوعنا، أقول إن القضيّة بدأت من عدم معرفتنا نحن المسلمين أيام مناسباتنا الدّينية، المُرتبطة مباشرة بالكون وتحديدا بحركة الشّمس والقمر. لقد تساءلت، لماذا نتّبع الغرب في حساب أيّامنا! لماذا نُصرّ على ذلك ونحن نملك تقويمنا الهجريّ الذي تركه لنا خير الأنام، محمّد صلّى الله عليه وسلم، منذ هجرته. الملاحظة أوصلتني إلى أنّ خط غرينتش الذي يعتمده العالم أجمع لحساب الزّمن هو خطّ يعتمد على حركة الشّمس وحدها، وهو خطّ وهمي من وَضْع عالم غربي، وهنا تساءلت أيضا عن فائدة التقويم الهجري الذي هو من خصوصياتنا، لماذا نسيناه، وبدأت أبحث عن ما له وما عليه ووصلت إلى نتائج عجيبة. وجدت أنّنا نحن كمسلمين، بإمكاننا أن نضع تقويما خاصّا بنا، تقويم لا يعتمد على حركة الشّمس وحدها بل والقمر أيضا، لأنّه من المُستحيل أن تصنَع ساعة بعقرب واحد، والسّاعة التي يعتمدها الغرب تسير بالشّمس فقط وينقُصُها القمر. ما وجدته هو أنّ الشّمس والقمر يقترنان وتنتظم حركتهما في استقامة كاملة وواحدة على هذا الخطّ، خط مكة- المدينة، واقتران الشّمس والقمر وانتظام حركتهما يعني فلكيّا بداية شهر قمري جديد، وما هو جدير بالذّكر أن هذا الاقتران والانتظام لا يحدث على مستوى خط غرينيتش، وهو ما يُسقط اختياره كخط معلمي لقياس الزّمن. إنّ الفرق بيننا وبين الغرب، أنهم يملكون معلما على الأرض لقياس الزمن وهو غرينتش رغم أنّه معلم وهمي غير علمي، وهو بالإضافة إلى وهميّته خط منكسر تجنب واضعوه المناطق الآهلة بالسكان، وهذا ما يطعن في دقّة حساباته من جهة أخرى. أمّا نحن فنملك معلما الآن- بل منذ زمان بعيد جدا- هو خط مكة- المدينة مرورا بمدينة قباء، ولكنّنا نُصرّ على اتّباعهم رغم أن معلمنا أصحّ من معلمِهم!؟ الشّروق اليومي: ما هو العيب في التّقويم الشّمسي الذي يجعلك تطعن فيه؟ الدكتور بوناطيرو: أنا لا أعتبره تقويما البتّة، لأنّه تقويم قائم على "الترقيعات"، ألا ترون أنّهم يُضيفون يوما لشهر فيفري كلّ أربع سنوات ويحتجّون بالقول إن الشّمس سبقتهم! لا يُمكن أن تكون في هذا الوجود ساعة متأخّرة بيوم كامل كل أربع سنوات ونحن لسنا بحاجة إلى ساعة متأخّرة. هذا بالنسبة للتّرقيع الذي يقومون به كل أربع سنوات. كما أنّ هناك ترقيعا ثانيا يقومون به كل أربعة قرون، وقد أضافوا بموجبه يوما كاملا لفيفري في 1998 ثمّ أعادوها في 2002، دائما بحجّة أن الشّمس سبقتهم، هذا بالإضافة إلى ترقيع ثالث يقومون به كل 3333 سنة، حيث يُنقِصون يوما من فيفري! هذا هو تقويمهم الذي نتّبعهم فيه، إنّه تقويم لا يُساير الحركة الحقيقية للكواكب. لقد مسّوا بالسّاعة وبالتّالي باليوم، نحن الآن نسير بساعة زيادة عن الشّمس، وخذ فرنسا كمثال على ذلك، حيث تزيد ساعة في توقيتها الوطني كل ستة أشهر، هذا ليس علما، هذا "بريكولاج علمي" وكل العلماء يقولون بذلك. على هذا الأساس، لا يمكن أن نعتبر الشّمس وحدها معيارا لقياس الزّمن، ثمّ إنّي أقول بكلام بسيط جدّا يفهمه كلّ النّاس، إنّه من غير الممكن النّظر إلى الشمس مدّة طويلة لقياس الزّمن لأنّها ضوء والضّوء يعمي، بينما بإمكاننا النظر إلى القمر لأنّ القمر نور والنّور لا يعمي، إنّه بإمكان الأمي أن يحسب الزّمن بواسطة القمر بينما لا يمكنه ذلك بواسطة الشمس. الشروق اليومي: وماذا عن التقويم القمري، أين تكمُن قوّته؟ الدكتور بوناطيرو: قُوّته تكمن في أنّه تقويم علمي محض، لا نقص فيه ولا زيادة، النقص الوحيد فيه أنّه لا يملك معلما على الأرض، وهذا عيبنا نحن لا عيب القمر. يجب أن يعلم الجميع في العالم كلّه أننا لسنا نحن من يقرّر بداية الأشهر ولا نهايتها أيضا، وعليه فإن احتمال اللجوء إلى الترقيعات في التقويم القمري غير وارد أبدا، ولا يمكننا أن ننقص أو نزيد يوما أو ساعة لأن الفلك هو الذي يقرّر، وهذه قمّة علمية لا يداريها أو يشكّ فيها أحد، ثم، هل رأيتم يوما يبدأ من منتصف الليل!؟ طبعا هذا غير معقول، لكنّه ولهول الكارثة موجود في التقويم الشمسي الذي يعتمده الغرب، ألا يبدأ اليوم عندهم في الساعة الثانية عشرة ليلا، ألا يقول بعضهم لبعض، صباح الخير في الواحدة ليلا! هذا أمر غير علمي. بينما يبدأ اليوم الجديد في التّقويم القمري مع غروب الشّمس، وهنا أنبّه إلى أن الأمي بإمكانه أن يعرف بأن يوما جديدا قد بدأ دون أن يكون بحاجة إلى ساعة في يده! إن تقويمنا خاص بكل فئات الناس وطبقاتهم، وهو تقويم علمي يساير حركة الشّمس والقمر، بل إن كل الحضارات التي سبقتنا كانت تبدأ حساب أيامها من غروب الشّمس، إلا هذا الغرب الذي جاءنا "ببريكولاج" علمي غريب، حتى هنا في الجزائر، بدأ العمل بالتّقويم الشمسي سنة1831 أي عاما واحدا بعد الاستعمار، أمّا قبل ذلك فكان تقويمنا قمريّا. الشروق اليومي: في بحثك عن خط معلمي صحيح، وجدت بأنّه الخط الرابط بين مكةوالمدينة مرورا بقباء، وهذا الخط الذي وجدته مطابق تماما للخط الذي سار عليه الرسول عليه الصلاة والسّلام في هجرته. هل تعتقد أنّه صلى اله عليه وسلّم أراد أن يقول لنا بهجرته أشياء كثيرة أخرى، منها أنّه ترك لنا خطّا زمنيا خاصا بنا؟ الدكتور بوناطيرو: يجب أن ألفت الأنظار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لقد استدار الزّمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض"، وقد قال كلامه هذا في خطبة الوداع في مكّة المكرّمة وفي تلك الخطبة أسقط الشهر النسيء وهو الشهر الثالث عشر الذي كانت قريش تتعامل به، والذي استمرّ هو في التعامل به طيلة حياته إلى أنْ أسقطه في حجة الوداع! لقد كان بإمكان الله تعالى أن يأمره بأن يسقط هذا الشهر منذ بعثته ولكنّه لم يفعل وإنما ترك الأمر إلى آخر المطاف، ولا أظن أن هذا الأمر كان عبثا. أنا أرى في هذا إشارة إلى أن مكة المكرمة هي مركز المكان- وهذا أمر أصبح معروفا الآن- لكنّها زيادة على ذلك أصبحت مركز الزّمان أيضا للأرض كلّها ولنا نحن المسلمين على وجه الخصوص. لقد أراد الرسول أن يقول لنا بأنّ الزّمان قد استوى في هذا اليوم وأنّ الشهر النّسيء قد رحل إلى غير رجعة، وبإمكانكم أن تبدأوا الحساب أو أن تضبطوا حساباتكم منذ اليوم. نعم لقد أراد الرسول الكريم أن يقول لنا الكثير من الأشياء بهجرته ومنها هذه، وقد أثبتُّ علميّا أن خط مكة- المدينة مرورا بقباء، هو الخط الأصح، إن محمدا لا يتكلم عن هوى كما أنّه لا يتحرّك عن هوى أيضا. ومن حكمة القدر أنّ خطّ مكّة- المدينة معروف في الحزم السّاعية التي وضعها الغرب بالخط 40، وهذا الخط يمرّ بقباء أيضا، وأنا اليوم أثبت أن هذا الخط صحيح مائة بالمائة، حتّى وإن كان مروره من هناك لم يكن على أساس علمي تماما مثلما حدث مع غرينيتش. الشّروق اليومي: تحدّث العالم الإسلامي في مرّات عديدة عن وضع مرصد واحد في مكّة المكرّمة لرصد هلال رمضان ولمعرفة المواقيت الأخرى التي تهم الأمة الإسلاميّة. في حدود علمكم، أين وصل هذا المشروع العظيم الذي ننتظره جميعا؟ الدكتور بوناطيرو: أولا عليّ أن أشكر هؤلاء العلماء والخيّرين الذين اجتمعوا في إسطنبول سنة 1973 وتوّجوا اجتماعهم ذلك بقرار سياسي. وأنا اليوم أثبت بأن ذلك القرار كان سليما ورشيدا، وأن أولئك النّاس كانوا على حق باختيارهم مكّة، فهي الأولى -علميّا- من أيّ مكان آخر في الأرض بإعلان دخول شهر جديد، وكذلك الأمر بالنسبة لليوم، وبالوحدات الزمنيّة جميعها من الثّانية والدقيقة والسّاعة إلى القرن. حتّى هذه اللحظة لا أعلم أين وصل المشروع لكن أحثّ هؤلاء على الإسراع بإنجازه لأنّه السبيل الوحيد الذين سيجمع كلمة الأمّة الإسلامية فيما يتعلّق بالمواقيت والشعائر الدّينية. أنظروا، لقد قسّمنا الاستعمار إلى دول ودويلات وفرّقنا، وأصبح لكلٍّ منّا هلاله وشهره الجديد، وهذا غير جائز لأمّة يجمعها دين واحد وولسان واحد! حوار : حمزة هدنه