هل لكم أن تقدموا لنا توضيحات بشأن التصريحات الأخيرة بأن تواريخ الأعياد الدينية كانت خاطئة؟ بداية، أود القول إن مسألة التصريحات المتضاربة بخصوص الأعياد الدينية وعملية رصد الأهلة تظهر كل عام مع حلول شهر رمضان المعظم• وبشأن تواريخ الأعياد الدينية الخاطئة، فهذا معروف منذ مدة، لأن عملية رصد الأهلة توكل إلى رجال السياسة ورجال الدين بدلا من العلماء الذين يبقون دائما في المرتبة الثالثة، وهو ما يعني إقصاءهم من المشاركة العملية التي تعتبر جد حساسة، بالنظر إلى مكانتها في الدين الإسلامي وما ورد في القرآن والسنة النبوية الشريفة• تنتقدون الطريقة التي تجرى بها عملية رصد الأهلة؟ المسألة هنا لا تتعلق بالانتقاد بقدر ما تتصل مباشرة بممارسة فريضة من الفرائض وهي الصوم، ولأن الأمر يحتم علينا التحري والتحقق من ثبوت رؤية الهلال من عدمها، يتوجب على رجال السياسة والدين ترك المهمة للعلماء وخاصة الفلكيين، لأنهم أولى بذلك، وهنا لا أريد أن أقصي أي طرف بل يجب التريث والتعامل مع المسائل المتعلقة بالدين بدقة عالية، حتى لا نقع في الأخطاء لأن تداركها أمر صعب• وما هي توقعاتكم بخصوص شهر رمضان للعام الجاري بحكم خبرتكم وتجاربكم التي تمليها مؤهلاتكم العلمية؟ بالنسبة لنا شهر رمضان للعام الجاري سيكون إن شاء الله يوم 22 أوت الحالي، تبعا للأوضاع الفلكية الراهنة التي تجبر التوحيد بالنسبة للدول العربية، وهذا من منطلق أن اقتران الشمس بالقمر يكون يوم 20 من الشهر الجاري في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت الجزائر، ويسمى هذا الشهر الفلكي، وغروب الشمس يكون في نفس اليوم على الساعة السابعة و35 دقيقة مساء بتوقيت العاصمة، وفي هذا التوقيت بالذات، بين الاقتران صباحا والغروب مساء يكون القمر قد ابتعد عن الشمس ب 4 درجات والربع• بالنسبة لكم، هذا يعني أن هذه الحسابات غير خاطئة فلكيا؟ بالطبع، هذه الحسابات غير خاطئة، وبالتالي هذه الزاوية أي ''4 درجات وربع'' لا تسمح بظهور أصغر هلال، وبالتالي الرؤية شبه مستحيلة في ليلة 20 أوت الجاري• أما بالنسبة لليوم الموالي، أي 21 أوت سيكون متمما ل 30 شعبان 1430 هجري، وليس أول أيام رمضان، ما يعني أن شهر الصيام يكون في 22 أوت الجاري، وسيكون في الدول العربية بإجماع كبير ماعدا الجمهورية العربية الليبية• لماذا ليبيا في رأيك، وما هي الأسباب في ذلك؟ المتعارف عليه أن ليبيا لا تعتمد على الرؤية، ولكن على طريقة الاقتران، ومنطقيا هذا مفروض لديها وحدث مثل هذا في الماضي• ذكرتم خلال حديثكم أنه يجب الرجوع والعودة إلى خط ''0''، ماذا تقصدون بذلك؟ المقصود بخط ''''0 خط مكةوالمدينة وهو الخط المعلمي للزمن، الذي يمكن من خلاله تحديد الحسابات الفلكية بدقة، شأنه شأن خط ''غرينتش'' لباقي دول العالم، وعلى الدول العربية الإسلامية العمل بهذا الخط، والاستعانة به لأنه عام 1973 عقد مؤتمر في العاصمة التركية اسطنبول وتم التطرق فيه إلى قضية ''خط ''''0 مكة- المدينة المحدد للزمن، وأعيد فتح القضية وإثارتها من جديدة في مؤتمر جدة عام 2001، وعليه فالدول العربية ملزمة باتباع خط الزمن لتوحيد رصد الأهلة، لأنه الحل الوحيد لها لتفادي الاختلاف في ذلك• نرجع قليلا إلى الوراء، ومسألة تشعب وتعدد المصطلحات والكلمات حول عملية رؤية الهلال ورصده، تنوعت في الدول الإسلامية ويطلق عليها ''ليلة الشك'' ودول أخرى ليلة ''الاستطلاع''، وأخرى ''ليلة التحري'' ما رأيك في ذلك؟ حقيقة يجب التطرق لهذه المسألة التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، وأصبح تداول بعض المصطلحات بشأن عملية رصد الأهلة ورؤيتها بعشوائية، وديننا الإسلامي الحنيف خال من هذه الخلطات اللغوية الغريبة وفق ما حدده القرآن والسنة النبوية الشريفة، والتزاما بها يجب توحيد المصطلحات في كافة الدول الإسلامية، والأصح من بينها ''ليلة التحري'' بدلا من ''ليلة الشك''، لأن الحديث الشريف يقول''صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا''، بمعنى احسبوا وعدوا، ومعظم الأحاديث الواردة في كتاب ''رياض الصالحين'' تشير إلى ذلك وبالتالي فعلينا احترام قدسية الأحاديث النبوية الشريفة•