في سن الخامسة والثمانين، يتعرض الدكتور يوسف القرضاوي لأعنف هجوم في حياته، خاصة أن أطرافا متعددة من العالم الإسلامي، لم يعد لها الآن شأن سوى الشيخ يوسف القرضاوي، بين شيعة طالبوه بالاعتزال بسبب سنّه، حيث بلغ في التاسع من شهر سبتمبر الماضي سن الخامسة والثمانين.. إلى علويين من سوريا.. * وعائلة القذاذفة التي قامت باستخراج ونشر العشرات من صور الشيخ القرضاوي مع معمر القذافي، وهو باسم الثغر، لتتساءل لماذا انقلب في المدة الأخيرة إلى بيدق في يد الأمريكان والقطريين، وأفتى بقتل ابنهم، حيث هددته بالقصاص، وقالت إنه المتسبب الأول في ما أسمته بالجريمة المقترفة ضد معمر القذافي، والنهاية البائسة جدا للزعيم الليبي، وتساءلت لماذا لم ينتقد بقاء جثة القذافي عدة أيام من دون دفن، والتنكيل الذي حدث للجثة؟ * أما الهجوم الأخطر، فهو الذي يتعرض له الشيخ القرضاوي في الأيام الأخيرة من طرف السلفيين، خاصة بعد المراسلة التي بعث بها للعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث بدأها بالثناء على خادم الحرمين الشريفين، لأنه سمح للمرأة السعودية بالترشح لمختلف الاستحقاقات، وبالتصويت مثلها مثل المواطن السعودي، واعتبرها بادرة خير وتقدم في الفكر، ولكن في خاتمة الرسالة، طالب العاهل السعودي بإكمال إصلاحاته، وإبطال فتوى تحريم السياقة على المرأة السعودية، والسماح لها بقيادة السيارة بمفردها.. وبمجرد أن نقلت الصحف والتلفزيون السعودي المراسلة، حتى هبت عاصفة من الانتقاد، وفيها من حملت سموم التجريح في شخص الشيخ القرضاوي، ونعتته بأوصاف كادت أن تخرجه عن الملة، حيث قال محمد بن سليمان البراك، وهو أستاذ في جامعة أم القرى مختص في الدراسات العليا، ذكّر الشيخ القرضاوي بإجماع العلماء السعوديين على تحريم السياقة للمرأة، وكلهم من العلماء المعترف بهم في العالم الإسلامي، واعتبر ما قام به القرضاوي محاولة يائسة لإقناع السعوديين بفتوى مستوردة، لأجل تطبيقها في شأن محلي داخلي. * أما شبكة طريق السنة المعروفة بكونها شبكة إلكترونية سلفية بحتة، فقالت إن الراحل عالم الحديث الشهير ناصر الدين الألباني، سبق له أن حذر من الشيخ القرضاوي ومن فتاويه، وهو ما جعل سلفيي المملكة العربية السعودية بالخصوص، يعتبرون الشيخ القرضاوي مجرد داعية لا يختلف عن عمرو خالد، ولا علاقة له بالعلوم الشرعية كما قالوا، رغم أن بعض الدعاة، ومنهم عائض القرني، قال إن فتوى تحريم السياقة لا تستند إلى أي دليل، إلا أن العاصفة التي هبّت على الشيخ القرضاوي تضاعفت بشكل كبير، واستثمر فيها الشيعة والعلويون والبعثيون ومختلف المذاهب.