رشيد ولد بوسيافة: [email protected] "حرب عالمية ثالثة" هو عنوان التحذير الذي أطلقه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جون أبي زيد ذي الأصول العربية اللبنانية، وقد يكون في كلام أبي زيد شيء من الحقيقة، فالعالم مقبل، بل يعيش، على وقع حرب عالمية ثالثة، إذ لا يمكن فصل ما يحدث في العراق على ما حدث ومازال يحدث في أفغانستان، وكذلك الشأن بخصوص ما حدث في لبنان، وفي مناطق أخرى كثيرة في العالم يحارب فيها عدو هلامي افتراضي يسقط دونه ضحايا وتدك من أجله حصون. قد يكون توقع أبي زيد صادقا، لكن تشخيصه فيه كثير من المغالطات، لأنه تحدث عن "التشدد الإسلامي" وأن الحرب العالمية الثالثة ستقوم ما لم يجد العالم وسيلة لمواجهة هذا التشدد، وتجاهل حقيقة أن سياسة بلاده التي انتمى إليها، رغم خلفيته العربية، هذه السياسة هي التي أوجدت نموذجا من المسلمين لتستخدمهم في تبرير حروبها وغزواتها سواء بالأصالة في العراق وأفغانستان أو بالنيابة في فلسطين ولبنان. لم يذكر لنا أن "التطرف باسم الإسلام" لم يكن موجودا قبل أن تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية الساحة الأفغانية وتؤسس بأموالها وتجهيزاتها وعملائها في الميدان تنظيما مسلحا يحمل إيديولوجية عدمية سيكون بعد بضع سنوات عدوها البديل في حرب عالمية ثالثة، ولم يذكر لنا أن سياسة بلاده المتحيزة من حيث المبدأ للورم الذي زرعته بريطانيا في قلب المنطقة العربية، وفي بقعة هي الأقدس بعد الحرمين الشريفين هي السبب في تصاعد مشاعر الكره والعداء لأمريكا ومن ناصرها. هل يتوقع "أبي زيد" وأمثاله أن ينشأ جيل محب لأمريكا وإسرائيل في لبنان وفي كافة البلدان العربية، بعد كل ما فعلته القنابل الذكية الأمريكية والصواريخ الموجهة، بأطفال لبنان؟ وهل تتوقع الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تكون مقبولة في العالم العربي وهي التي تكافئ إسرائيل بهدية "الفيتو" بعد كل مجزرة في حق الفلسطينيين؟ وهل فعلا سيتجنب العالم حربا عالمية ثالثة ما دام يسمح لجون وبوش وأمثالهما بزرع المزيد من بذور الكره والعداء و"التطرف".