رشيد ولد بوسيافة:[email protected] " نحن لا نرحل المعتقلين في غوانتانامو إلى بلدان تنعدم فيها الضمانات بخصوص معاملة إنسانية لهم"..هكذا علق الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " على النقاش الدائر والطلبات المعلقة بعدم ترحيل المعتقلين إلى بلدانهم ومن بينهم المعتقل بلباشا وجزائريون آخرون. تصريح يظهر مدى تمسك المسؤولين الأمريكيين بمعاني الإنسانية والحرس على كرامة الناس وسلامتهم، لدرجة يكونون أحرص فيها على سلامة المعتقلين من بلدانهم الأصلية، وكان يمكن تقبل هذه الإنسانية الزائدة على اللزوم لو صدر التصريح من أية جهة أخرى غير وزارة الدفاع الأمريكية التي تحتفظ في أدراجها بمئات الفضائح في الانتهاكات في حق المعتقلين في السجون والمعتقلات. لن ينس العالم بأسره ما حدث في سجن أبو غريب عندما أشرف ضباط الجيش الأمريكي، على التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين العراقيين، ولن تمحو التصريحات " البيضاء " لمسؤولي البنتاغون تلك الصور الشنعاء التي تظهر عدمية الجنود المتخرجين من المدارس العسكرية، وتجسد الانحلال الأخلاقي الذي يجعل الجندي يتجرد من كل الضوابط ويدخل في ممارسات شاذة لم يرى العالم مثلها من قبل. سجل طويل من التجاوزات في حق المدنيين ومنها ما يمكن تصنيفه في خانة جرائم حرب كان للأمريكيين دور فيها إما بشكل مباشر مثلما حدث في أفغانستان والعراق، أو بشكل غير مباشر مثلما حدث في لبنان أين تم قتل الأطفال والنساء بالأسلحة الذكية الأمريكية، فهل يرشح هذا السجل وزارة الدفاع الأمريكية لتكون الجهة الأحرص على سلامة وكرامة المعتقلين؟ هذا ليس دفاعا عن الأنظمة التي تحكم البلدان الأصلية للمعتقلين في غوانتانامو ، لكن الواقع يقول أن الأمريكيين هم آخر من يمكن لهم إعطاء الدروس في المعاملة الإنسانية للمعتقلين، فالتجاوزات التي حدثت في معتقل غوانتانامو وحده تعفيهم على الأقل من واجب تعليم العالم طرق صون كرامة المعتقلين.