ارتفاع مخيف لقضايا الخلع و100ألف طفل ضحية التشرد وانفصال الوالدين لم تشهد الجزائر في تاريخها نسبة خلع وتطليق مثلما سجلته سنة 2010 التي وصفها المختصون بسنة الزلزال الأسري، جراء الأرقام المرعبة التي كشف عنها أحدث تقرير لوزارة العدل التي بينت فيه أن11 ألف امرأة طلبت الانفصال عن زوجها في المحاكم عن طريق الخلع والتطليق، وهذا ما يدل حسب حقوقيين أن الطلاق لم يعد هاجسا للمرأة الجزائرية المتهمة بقلة الصبر على زوجها وتفكيكها ل11 ألف أسرة. * تحول الرجل في الجزائر من متهم إلى ضحية في قضايا الطلاق الذي عرف سنة 2010 مستويات قياسية بلغت 50 ألف قضية، وهو ما لم تسجله الجزائر خلال 30 سنة أعقبت الاستقلال، والجديد في قضايا الطلاق مؤخرا هو ارتفاع نسب الخلع، خاصة خلال أربع سنوات الماضية التي سجلت أزيد من 15 ألف قضية وبوتيرة متزايدة، حيث ارتفعت من 2466 حالة سنة 2007 إلى 5628 سنة 2010. * كما ارتفعت أيضا نسب التطليق بإرادة من المرأة من 2721 سنة 2007 إلى 5135 سنة 2010، وهذا ما اعتبره مختصون بالظاهرة المخيفة التي تتطلب دراسة عميقة من اجل وضع حد للتفكك الأسري الذي يخلف سنويا أزيد من 100 ألف طفل ضحية لسوء المعاملة والتشرد بين الوالدين المنفصلين، وفي هذا الإطار، بينت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في تصريح ل"الشروق" أن المرأة هي السبب الرئيسي في الكثير من حالات الطلاق بسبب افتقادها لحسن المعاشرة الزوجية، فالرجل الجزائري حسبها لم يتزوج لكي يطلق وما حدث من ارتفاع لمعدلات الانفصال راجع لحالة التوتر التي تعيشها العائلة الجزائرية. وعن ارتفاع معدلات الخلع والتطليق، قالت المتحدثة أن المرأة باتت واثقة في نفسها وتعرف حقوقها أكثر من أي وقت مضى، ولكن هذا لا يعطيها الحق في تفكيك أسرتها وتشريد أبنائها، فالمرأة الجزائرية في السابق، كانت تحتمل الظلم والقهر من أجل أبنائها، وكانت تفضل الموت 100 مرة على الطلاق، أما اليوم تضيف بن براهم تخلع المرأة زوجها لأتفه الأسباب، وقالت أن قانون الأسرة الحالي شجع على ارتفاع معدلات الخلع لعدم اشتراطه موافقة الزوج على طلب الخلع.