انتقد أمس، المعارض الليبي اشرف الثلثي الطريقة التي تتعاطى بها الحكومة المؤقتة مع الثوار الذين بذلوا أنفسهم في مقاومة القذافي والإطاحة بنظامه السابق تاركين عائلات كاملة بدون رعاية أو مال، وحملها في اتصال مع الشروق مسؤولية الفوضى وتمسك الثوار بخيار التسليح "إصرار الثوار على التسلح ليس وليد الفراغ فمعظم الليبيون اشتروا السلاح وضحوا من اجل تحرير طرابلس بالنفس والنفيس. كنا نعتقد أن الحكومة المؤقتة ستركز على الفراغ الأمني والعسكري وتقوم بإعادة بناء جيش حديث وقوي وتعويضهم واستقطاب الثوار للانضمام إلى صفوف الشرطة أوالجيش". * وأكد أن الحكومة إذا لم تتفطن إلى ضرورة الاهتمام بالأولويات "الأمن وبناء الجيش الوطني وحماية الحدود وإزالة الألغام وتوفير العلاج والأكل" وإذا لم تقم بشراء السلاح وتعويض الثوار عن الفترة التي جاهدوا فيها فإن الثوار لن يسلموا أسلحتهم. * وعلق في نفس السياق قائلا "يقولون لهم ارجعوا إلى مدنكم وقراكم وهم الذين خرجوا لتحصيل حقوقهم المهضومة من النظام البائد، يفاجؤون بالإقصاء من الحكومة المؤقتة. اقترح فرض ضريبة على الدخل الليبي كما هو الحال في أمريكا لفائدة هؤلاء الذين من حقهم ضمان حقوقهم وحقوق عائلاتهم وذويهم". * وعن تسجيل حالات تصفية جسدية أضاف "منذ 20 أوت الماضي وليبيا بدون جيش والتصفيات الجسدية هي ارث طبيعي من النظام السابق الذي قتل وذبح وسجن بقوة السلاح.هذه التركات السلبية الحمد لله لم تسيطر ولم تصل إلى حرب أهلية.ونحن متفائلون لان الثوار لا يوالون يتطلعون إلى الحكومة". * وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت أمس في بيان امني أنها منحت الميليشيات المسلحة مهلة أسبوعين لمغادرة طرابلس، مهددة بإغلاق العاصمة أمام حركة السيارات. ويأتي اتخاذ هذه المهلة في إطار سعي الحكومة لإنهاء حالة الفوضى التي تعم العاصمة بسبب انتشار السلاح بها من قبل مليشيات عديدة من كافة المدن، مما أحدث رعبا وفزعا بين السلاح وكانت الشوارع قد شهدت إغلاقا من العديد من الميلشيات المسلحة، مما أحدث إرباكا في حركات المرور وفى حياة العامة. * وقال مكتب رئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب في بيان "في حال لم تغادر الميليشيات العاصمة قبل العشرين من ديسمبر فإن سكان طرابلس والحكومة سيقفلون المدينة أمام حركة المرور". * وحسب مراسلين صحفيين متواجدين في ليبيا فإن ميليشيات خارج نطاق سيطرة الحكومة المركزية في ليبيا تمتلك مخزونات هائلة من الدبابات والصواريخ والأسلحة الصغيرة في مدينة مصراتة، وهي ترسانة تمثل اختبارا لمدى قدرة الحكام الجدد في البلاد على ترسيخ سلطاتهم. وتمكن فريق صحفي من الدخول إلى مخزن سلاح تابع لميليشيا في مصراتة وأحصى آلاف الصناديق من الأسلحة والذخيرة أغلبها تمت مصادرتها من القوات الموالية للزعيم المخلوع معمر القذافي وأعيدت إلى المدينة في شاحنات.