تعيش 9 عائلات بالبناية رقم 6 بشارع مختار زواوي بالقصبة السفلى بالجزائر العاصمة رعبا دائما وخوفا مستمرا من انهيار البناية في أية لحظة والتي تعود حسب السكان إلى الفترة العثمانية والمصنفة درجة حمراء عقب زلزال 2003. لا تقل مدة تواجد أغلب السكان بالبناية عن 50 سنة، فهي تتكون من ثلاثة طوابق زيادة على الطابق الأرضي مفصلة بطريقة تقليدية، وقد أكد السكان الوضعية المتدهورة التي آلت إليها البناية والتي لم تعرف أي ترميم منذ الفترة الاستعمارية، وأن الوضعية التي آلت إليها في الآونة الأخيرة، تدعو بالفعل إلى التدخل العاجل ودق ناقوس الخطر، خاصة بعد ما صنفتها المصالح التقنية ضمن الدرجة الحمراء، بعد ما أصبحت آيلة للانهيار في أي لحظة. وما زاد من مخاوف العائلات سقوط جزء كبير من السلالم مؤخرا، ولحسن حظ العائلات لم يخلف الحادث أي ضحايا، إلا أن أعوان الحماية المدنية حذروا السكان من التنقل إلا عند الضرورة، لأن وضعية البناية ومنظرها يؤكدان خطورتها على حياة قاطنيها. وفي زيارة قادتنا للبناية المذكورة، تأكدنا فعلا من خطورة الوضع الذي تعرفه أغلب الغرف المتواجدة بالبناية، فكل جزء منها كان أكثر تدهورا من الآخر بسبب كثرة التصدعات والتشققات زيادة على الرطوبة العالية والتي تسبب الإختناق، ولتفادي ذلك لجأ السكان إلى ترميمها باستعمال أعمدة خشبية كبيرة، إلا أنها لم تمنع من انهيار سقف إحدى الغرف أدى إلى إصابة طفلة صغيرة، ولحسن حظها لم تكن بليغة. معاناة سكان البناية تتكرر صيفا و شتاء بسبب تسرب مياه الأمطار إلى الداخل مما أدى إلى تدخل الحماية المدنية في كل مرة، خوفا من ملامستها للكهرباء.ونتيجة لخطورة وضعية البناية وخطورة السير عليها، عمدت العائلات التي طرقت أكثر من باب إلى ملازمة غرفها ومنع الأطفال من التنقل إلا عند الضرورة، في انتظار ترحيلها إلى سكنات أخرى والاستفادة من البناية ضمن التراث الثقافي الذي تزخر به القصبة، بعد الوعود الكثيرة التي قدمت للسكان عقب الزيارات التي قامت بها مديرية الثقافة للبناية والتي أكدت فعلا عدم صلاحيتها للسكن. ولمعرفة مصير هاته العائلات الذي يبقى مجهولا في ظل معايشتهم اليومي لخطر حقيقي، حاولنا مقابلة رئيس بلدية القصبة، إلا أننا لم نتمكن من ذلك.