تعرف ظاهرة احتلال البنايات القديمة التي خضعت لعملية ترحيل وإخلاء ببلدية القصبة، استفحالا كبيرا، بالرغم من خطر الانهيار الذي يهدد السكان الجدد جراء تصنيف البنايات في الخانة الحمراء· قدم النسيج العمراني ببلدية القصبة العتيقة، لم يمنع العائلات من المغامرة واقتحام السكنات التي تم ترحيل سكانها الأصليين، بالرغم من أنها مهددة بالانهيار في أية لحظة·· فمنذ انطلاق عملية الترحيل نهاية الثمانينيات، تحولت القصبة الى مركز عبور وورشة عمل كبيرة، نتيجة عملية الترميم العشوائية التي يجريها السكان بمفردهم··· وقد وصل عدد البنايات التي تم ترحيل سكانها ببلدية القصبة منذ الثمانينيات إلى 600 بناية ذات طابع عثماني تقليدي، 20% منها هدمت كليا وتحول بعضها الى مساحات احتلت أغلبيتها وأصبحت تضم بناءات فوضوية·· أما 80% المتبقية والتي تعادل 450 بناية، فتم احتلالها في الفترة بين سنة 82 و1991 من طرف عائلات جديدة، مثلما هو الحال لكامل بنايات شارع بورحلة الذي يضم 42 دويرة، وبعض بنايات شارع بربروسي، بوعلام بوشلاغم، بن علي، بوبريقة، إسماعيل بودربة، عبد الرحمان بوصورة، شارع الهرم، الخادمة··· أما بخصوص الفترة الحالية، فبعد فيضانات 2001، تم احتلال بعض البنايات بشارع سيدي ادريس، حميدوش، أحمد علام، الإخوة مغراوي··· بالرغم من تدخل المصالح المعنية التي وقفت عاجزة أمام الظاهرة، بعد أن عمد ملاك البنايات التي تم إخلاؤها إلى كراء الغرف من جديد·· متجاهلين بذلك خطر الانهيار الذي يحدق بالسكان، كما شهدت البنايات التي تم اخلاؤها إثر تضررها جراء زلزال 2003، عمليات مماثلة في غياب رقابة السلطات وتجاهل العائلات التي لا تبالي بخطر الانهيار ولا تكترث بعواقب البقاء في بنايات مصنفة في الخانة الحمراء بسبب أزمة السكن الخانقة··· لكن المؤسف أن أغلب العائلات الجديدة الوافدة قد جاءت من خارج إقليم بلدية القصبة· *