مع اقتراب الألعاب الأولمبية بلندن في 2012، وحفلة اليوبيل الماسي للملكة احتفالا ببلوغها 60 سنة على العرش، يبدو أن 2012 ستكون سنة واعدة وخالدة في التاريخ. كما اتخذت علاقاتنا مع الجزائر منحى مشجعا جدا. فمنذ زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى الجزائر في شهر أكتوبر من السنة الماضية حظينا ببرنامج ثابت من الزيارات على المستوى العالي. وتعمل هذه الزيارات على تطوير العلاقات الثنائية بشكل ملموس وذلك من خلال تبادل الآراء حول التحديات المشتركة التي نواجهها اليوم. وقد سررنا الأسبوع الماضي فقط باستقبال اللورد ريزبي، وهو برلماني بريطاني من غرفة الشيوخ، أي ما يقابل مجلس الأمة في الجزائر. كان حضوره استجابة للقدر الكبير من الاهتمام الذي يوليه العديد من البرلمانيين من كافة الأطياف السياسية. وتأمل المملكة المتحدة عما قريب في تأسيس مجموعة برلمانية متعددة الأحزاب لتكون توأم "مجموعة الصداقة البريطانية" الممتازة التي أسسها البرلمان الجزائري. ومن بين المواضيع المختلفة التي شملتها هذه الزيارة، كان أكثر ما أثار إعجاب اللورد ريزبي هو العدد الهائل من الجزائريين الذين يرغبون في تعلم اللغة الإنكليزية. وهو الموضوع الرئيسي الذي يتردد في كل زيارات عبر الوطن. فالجزائر تملك تنوعا ثقافيا وعرقيا كبيرا، وهو عامل يعطي الكثير قدرة طبيعية مذهلة على تعلم اللغات وهي ميزة مفيدة جدا. إذ أن الانتقال بسهولة تامة من لغة إلى لغة ثانية وبعدها إلى لغة ثالثة وفي بعض الأحيان ضمن جملة واحدة شيئ أسمعه مرارا في هذا البلد. إنه لشيء مثير للإعجاب وكثيرا ما يذكرني بأننا لا نزال متأخرين في هذا المجال في المملكة المتحدة لأننا لا نشتهر بقدرتنا على تعلم اللغات. إننا نعمل بجهد من أجل تغيير هذا الوضع في مدارسنا وجامعاتنا لأن كل الدراسات تظهر أنه إن أردنا النجاح في الاقتصاد الدولي اليوم، على مواطنينا أن يكونوا قادرين على التواصل بأكثر من لغة. وبالطبع فإن الوصول إلى الطلاقة في الحديث هو هدفنا الأسمى، لكننا نعلم من تجربتنا أنه يمكن لبضع كلمات باللغة المحلية أن تسهل التبادل الثقافي وتوقيع العقود والحوار السياسي. وذلك لأن بضع كلمات باللغة المحلية تعبر عن مدى احترامنا لمضيفينا وتعتبر من الأدب. إن اللغة الإنكليزي هي بحق لغة عالمية. وتعد ميزة حقيقية للذين يتكلمونها كلغة أم أو كلغة ثانية أو إضافية. فتعلم اللغة الإنكليزية سيسمح لكم بالتحاور مع حوالي 375 مليون متحدث باللغة الإنكليزية كلغة أم حول العالم، بالإضافة إلى حوالي مليار شخص يتقنون الإنكليزية كلغة ثانية أو أجنبية. وهي لغة الاقتصاد والدراسات الجامعية، إذ أن ثلثي علماء العالم يقرأون بالإنكليزية، 80 % من المعلومات المخزنة إلكترونيا في العالم هي باللغة الإنكليزية. ومن العادي بالنسبة إلي أن الشباب في الجزائر ينظر إلى الإنكليزية كمفتاح لمستقبلهم. وكأي شخص مقبل على سوق عمل يتميز بمنافسة شرسة، فإنهم يعلمون أن الاقتصادات الناجحة والأعمال الناجحة والأشخاص الناجحين يشكلون جزءا لا يتجزأ من شبكة عالمية. فالاتكال المتبادل حقيقة بسيطة وليست خيارا وتلعب اللغة دورا مهما في هذا السياق. هناك طلب كبير على اللغة الإنكليزية هنا، فكيف لنا كمملكة متحدة أن نستجيب؟ إننا جد سعداء بالعمل مع وزارة التربية والتعليم للنظر في الطريقة التي تدرس بها الإنكليزية في المدارس. وهذا جزء واحد فقط من ميدان التعليم. فالقطاع الخاص هو الآخر يلعب دورا مهما هنا. وأنا متأكد من أن القطاع الخاص هو الأقدر على استيعاب الطلب الهائل على تعليم اللغة الإنكليزية للبالغين ورجال الأعمال في الجزائر على المدى الطويل. في عالم تعليم اللغة الإنكليزية، يوجد سوق عالمية شديد التنافس حيث لا يوجد مكان سوى للمدارس التي تضع نوعية الدراسة في قلب نشاطاتها. وللمساعدة على ذلك فإننا محظوظون بوجود مكتب ممتاز للمجلس الثقافي البريطاني في الجزائر. إذ أن المجلس الثقافي، الذي يعتبر الأداة الثقافية للحكومة البريطنية في الخارج، هو الأنسب لتقديم منافع دروسه المشهورة عالميا بجودتها إلى القضاع الخاص في الجزائر. فهو يعلم كيف يضمن الجودة ويعلم من يمكنه توفير الجودة ومن يمكنه منح التفويض للمدارس حتى يضمن الطلاب الأحرار والمديرون المتربصين في الشركات الجزائرية أنه يدفعون مقابل منتج ذي جودة. في الجزائر، يعمل المجلس الثقافي البريطاني بجهد لتوفير الموارد اللازمة لمدرسي الإنكليزية. كما ينظم المنتديات لفائدة الذين يسعون إلى فتح مراكز جديدة لتعليم الإنكليزية وسينظم المنتدى الموالي من 29 إلى 31 جانفي. إن أردتم الحصول على مزيد من المعلومات حول ذلك أرجو أن تزوروا موقع السفارة (http://ukinalgeria.fco.gov.uk) أو موقع المجلس الثقافي البريطاني (http://www.britishcouncil.org/algeria.htm). ستهاهم هذه التدابير في تطوير وتنمية القطاع الخاص لتعليم اللغة الإنكليزية. ونحن عازمون على استغلال سنة 2012 للعمل بشكل مكثف مع الحكوم الجزائرية والقطاع الخاص للاستجابة بشكل استباقي وخلاق لهذا الطلب على اللغة الإكليزية. أما الآن، فما بقي إلا أن أتمنى لكم عاما سعيدا، وسنة 2012 مليئة بالازدهار والنجاح لجميع قراء الشروق اليومي وعائلاتهم. *سفير بريطانيا بالجزائر