قررت شركة توتال الفرنسية الانسحاب هي أيضا، من مشروع بناء خط "مدغاز" لتمديد اسبانيا بالغاز الطبيعي الجزائري مرورا بالبحر الأبيض المتوسط. وأعلنت الشركة الفرنسية استنادا الى وكالة "بلونبرغ" المختصة في الأسواق المالية أمس الإثنين، أنها باعت حصتها في المشروع المقدرة ب 12 بالمائة في نفس الفترة التي أعلنت فيها شركة بريتش بيتروليوم البريطانية بيع حصتها هي أيضا، في المشروع. وكانت بريتش بيتروليوم قد أعلنت مند يومين على لسان مدير وحدتها باسبانيا لويس خافيير نفارو التنازل عن حصتها المقدرة أيضا ب 12 بالمائة من مجموع أسهم المشروع. وأكدت "باتريسا ماري" الناطقة باسم شركة توتال بباريس هذه الصفقة دون أن تحدد مبلغها، مكتفية بالإشارة الى أن قرار البيع قد اتخذته إدارة الشركة مند عشرة أيام. وقد صرح السيد "نفارو" خلال ندوة صحفية بمدينة "بالما دي مايوركا" بأن قيمة التنازل عن الحصص كانت متواضعة، لكنها سمحت لشركة بريتش بيتروليوم بتغطية نفقاتها التي كانت مرتبطة الى حد الآن بتكاليف دراسة المشروع. وقد أرجع هذا الانسحاب الى أسباب استراتيجية داخلية، مشيرا إلى أن بريتش بيتروليوم مستعدة للعودة للمشروع، إذا سنحت الفرصة في المستقبل. وكانت بريتش بيتروليوم قد باعت مؤخرا حصصها في مشاريع التنقيب واستغلال النفط في بحر الشمال، إضافة الى حصص أخرى في مصانع للتكرير في أوروبا. وأكد السيد "نفارو" أن الأسهم قد تم بيعها للمساهمين الآخرين في المشروع نظرا لامتلاكهم حق شراء حصص كل طرف يتنازل، كما نص عليه اتفاق إنشاء مجمع مدغاز. وقبل انسحاب بريتيش بيتروليوم وتوتال كان المجمع يتشكل من شركة سوناطراك التي تمتلك 20 بالمائة من رأسمال المشروع بالتساوي مع شركة "سيبسا" الاسبانية، إضافة الى شركات "انديسا"، "ابردولا"، و"غاز دو فرانس" التي تمتلك كل واحدة 12 بالمائة من مجموع الأسهم. ويرى "لويس بنغيرال" الخبير في أسواق المال لدى مكتب "اتربروكر" ببرشلونة بأن هذين الإنسحابين سيسمحان للشركاء الآخرين بتعزيز أرصدتهم في المشروع، علما أن تزويد السوق الأوروبية بالغاز الجزائري مرورا باسبانيا سيدرّ أرباحا طائلة في المستقبل، لاسيما لأصحاب أكبر الحصص مثل سوناطراك و"سيبسا". للعلم يبلغ طول أنبوب مدغاز 1050 كلم، 550 كلم منه ستنجز في التراب الجزائري. وينتظر أن يبدأ تشغيله سنة 2009 بسعة أولية قدرها 8 ملايير متر مكعب سنويا، تصل بعد ذلك الى 16 مليار متر مكعب سنويا. وقد تلقى المساهمون شهر نوفمبر الفارط، الضوء الأخضر للشروع في عملية إنجاز الأنبوب. ويأتي انسحاب توتال وبريتش بيتروليوم أياما قبل الاجتماع المقرر بين الشركاء لدراسة ملف زيادة في رأسمال المشروع الإجمالي المقدر حاليا ب 600 مليون أورو. وقد أعلن المدير العام لسوناطراك محمد مزيان أول أمس، بأنه سيتم رفع تكلفة المشروع بنسبة قليلة وسيتخذ القرار أثناء الاجتماع بين الشركاء المقرر من 14 الى 21 ديسمبر الجاري. ورغم انسحاب شركة توتال من مشروع مدغاز، فإنها لاتزال شريكة لسوناطراك وسيبسا في شركة تسويق الغاز باسبانيا، لاسيما عبر مركب "ريغنوسا" شمال اسبانيا. كمال منصاري