أقدمت، عصر أمس الأول الأحد، مجموعة أشرار مجهولة الهوية، متكونة من أربعة أشخاص، على اختطاف الطفل معيوف شارف خوجة، البالغ من العمر 5 سنوات، بهدف إبتزاز والده شارف خوجة مبروك (50 سنة) المقاول المعروف المنحدر من منطقة أولاد عمار والقاطن ببريكة قرب حي 1000 سكن، المكان الذي وقعت فيه عملية الاختطاف بعد الثالثة وقبل الرابعة من مساء الأحد. مصادر أمنية معتمدة أكدت للشروق اليومي صباح أمس، أن المجموعة المختطفة، أرادت إبتزاز الأب المقاول الذي يشتغل في مقاولات النقل العمومي وتأجير عتاد الأشغال العمومية ويملك عدّة سيارات، وأجرت معه إتصالا هاتفيا في نقاله الشخصي بواسطة مكالمة مخفية، وسألوه عن "مصير إبنه" بلهجة بريكية، ما يرجح أن الفاعلين من أبناء المنطقة، ليهرع بعد ذلك إلى المنزل ويتضح له عقب مساءلة زوجته أن الطفل معيوف لم يعد إلى المنزل واختفى عن الأنظار، لتتأكد عملية اختطافه عقب خروجه من المدرسة التحضيرية "سلالي فرحات" الواقعة في طريق مڤرة التي كان يزاول بها الدراسة التمهيدية على أمل التحاقه بالمدرسة الإبتدائية السنة المقبلة، لتتوالى بعدها المكالمات المجهولة في هاتف نقال المقاول وشقيقه عدة مرات، طالب خلالها الخاطفون بدفع مبلغ 300 مليون سنتيم مقابل إطلاق سراح الطفل الذي تمّ اقتياده إلى منزل مجهول ببريكة. وبالنظر إلى خطورة الوضع، أخطر المقاول مصالح الشرطة التي طوقت عدّة أحياء واقعة في محيط مكان الاختطاف وداهمت عدّة أماكن مشتبه بها، وفرضت ضغطا أمنيا وسدت كافة مداخل ومخارج المدينة، وعقب عدّة إتصالات بين الخاطفين ووالد المخطوف، تلقى الأخير مكالمة أخيرة في تمام العاشرة ليلا من أحد الخاطفين يخبر بإطلاق سراح الطفل الذي تمّ العثور عليه من طرف أهله ومواطنين في طريق مڤرة غير بعيد عن موقع "الحادث" الذي انتهت فصوله بعد 6 ساعات كاملة من الاحتجاز، لتنطلق بعدها الإشاعات والتأويلات التي تحدثت عن اشتراط الخاطفين مبلغ 10 ملايير سنتيم، تمّ تنزيله إلى 300 مليون سنتيم، في حين فتحت مصالح الأمن تحقيقا لتحديد هوية الفاعلين بالتنسيق مع مصالح البريد لكشف مصدر المكالمات المخفية وهو أمر ممكن تقنيا حسب مصدر أمني تحفّظ عن كشف هويته، ويبقى التساؤل الكبير والمجهول: هل دفع الوالد الفدية المطلوبة للخاطفين بعد ما راجت عدّة إشاعات، لكن الثابت حسب محاضر الشرطة التي دونت تصريحات المقاول أن "الفدية لم تدفع" ما رجح أن عملية إطلاق سراح الطفل حدثت بسبب "ضغط مصالح الأمن والطوق الأمني الذي هدّد الفاعلين بقرب انكشاف أمرهم" وللحديث بقية. طاهر حليسي أكد أمس السيد شارف خوجة مبروك، المقاول المشهور ببريكة ووالد الطفل المختطف أن الخاطفين اتصلوا به أول وهلة في تمام الرابعة إلا عشر دقائق ليخبروه بالحادثة، ثم اتصلوا به مرة ثانية في الساعة الخامسة، وعاودوا الكرة مع شقيقه، وقد طلبو رسميا "مبلغ 300 مليون سنتيم"، وقد أخبرتهم حسب تصريحه "إن المبلغ المطلوب ليس متوفرا في الحال، وعرضت عليهم أخذ إحدى سياراتي مقابل إطلاق سراح إبني الصغير" وأن اتصال "تحرير الطفل" تمّ حوالي الساعة التاسعة والنصف. وفيما نفى المتحدث "طلب الخاطفين مبلغ 1 مليار"، مؤكدا "أن الرقم الحقيقي 300 مليون سنتيم، ولم أدفع منه فلسا واحدا ومصالح الأمن على علم بذلك". أشار أن منفذي العملية أربعة أشخاص، يتكلمون لهجة محلية ما يرجح أنهم من المنطقة، حسب ما أكده له إبنه المختطف، مستغربا أن تقع له هذه "المحنة" لكونه "لا يملك عداوات في وسطه القريب والبعيد، وأنه لا يتهم أحدا حتى لو ساورته بعض الشكوك" في انتظار "تحقيق مصالح الأمن التي قامت بواجبها وأكثر من الواجب وقدمت له المعونة اللازمة". ط.حليسي