لم يهضم عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم المكلف بالتخطيط و التطوير ، وهو أحد رجال الثقة لدى أبوجرة سلطاني، وعدد من إطارات و مناضلي حمس ممن وجدناهم في مقر الحركة أمس في حالة صدمة، الانتقاد العنيف الذي شنه الرئيس بوتفليقة على رئيس الحركة، و قال مقري مخاطبا رئيس الجمهورية في تصريحات هي الأولى من نوعها أنه " قبل أن تطلب من رئيس الحركة تسليم ملفات الفساد ، وهذا من حقك، عليك كذلك أن تقدم أسماء رؤوس الفساد ال 15التي تحدثت عنها في وسائل الإعلام عشية استلامك رئاسة البلاد". وعندما سئل مقري عن المخرج الذي يراه مناسبا لرئيس الحركة بعد الإحراج الذي تعرض له على يد القاضي الأول في البلاد، أجاب مقري بأنه " يفضل شخصيا استقالة أبوجرة من الحكومة رغم أن هذا الأمر يعود في النهاية لمؤسسات الحركة للفصل فيه" دون أن يقدم تاريخا محددا لدراسة مسألة الاستقالة من الحكومة. و في لقاء مع " الشروق اليومي " أمس بمقر حركة حمس بالمرادية وجد عبد الرزاق مقري الفرصة مناسبة للرد على ما أسماه ب" الهجمة الشرسة" على رئيس الحركة، مؤكدا " رفض إطارات ومناضلي الحركة أن يكون أبوجرة كبش فداء على مذبح ملف الفساد" على حد تعبيره. و في رده على سؤال يخص معنويات أبوجرة عقب انتهاء لقاء الولاة بقصر الأمم قال مقري أنها " كانت عالية جدا و أنه تلقى اتصالات هاتفية من طرف أشخاص كثر مثلما تلقى مكتب الحركة استفسارات من مناضليها يطلبون تفسيرا لخرجة الرئيس بوتفليقة من رئيس حركتهم حيث قيل لهم أنه لا خوف على الحركة لأنها حزب قائم على فكرة و ليس على أشخاص و كلما ضعف شخص نهض عشرة " بحسبه. على صعيد آخر، كشف مقري عن إصرار حركة حمس في مواصلة محاربة الفساد حتى و إن لم يوافقها في هذا الطرح طرفا التحالف الآخرين وهما جبهة التحرير و التجمع الوطني الديمقراطي، مؤكدا في سياق متصل أن" نواب الحركة سيقومون باستجواب حكومة بلخادم في الأيام القليلة المقبلة حول ملف الفساد فضلا عن تفعيل عمل لجان التحقيق البرلمانية في ملفات الفساد التي كشفت عنها الصحافة إلى جانب تدشين موقع إلكتروني مفتوح للمواطنين للتبليغ عن الفساد". و في إجابته على سؤال يتعلق بالموقف من تكذيب النائب العام لمجلس قضاء الجزائر لتصريحات أبوجرة، قال عبد الرزاق مقري أن" الجزائر ليس فيها نائب عام واحد يمكن الاتصال به فربما يكون أبوجرة قد تكلم مع قضاة يعرفهم في الموضوع". و في تعليقه على اتهام رئيس الحركة باستغلال ملف الفساد لتحقيق مكاسب انتخابية، لاحظ نائب رئيس حمس أن" الحركة لم تركب موجة مكافحة الفساد و لكن صعدت اللهجة بشأنه لما استفحل فقط"، مجددا رفض الحركة " اختزال ملف الفساد في الشق المتعلق بذكر أسماء المفسدين" على حد تعبيره. من جهته، نصح القيادي السابق في حمس النذير مصمودي "صديقه" أبوجرة بتقديم استقالته من الطاقم الحكومي مع الاحتفاظ بموقعه في التحالف الرئاسي و ممارسة معارضة ذكية تبقي على الأقل الحركة متماسكة و فعالة في إطار مبدأ التحالف و المشاركة ". رمضان بلعمري