استبعد أحمد الدان، القيادي في حركة الدعوة والتغيير، وجود أي تطور حاصل فيما يخص مساعي رأب الصدع بين حركته من جهة وحركة مجتمع السلم من جهة أخرى. وقال العضو السابق في المكتب الوطني لحزب سلطاني بصريح العبارة ''لا علم لي بأي تطور يخص حركة الدعوة والتغيير وحمس''. واستغرب أحمد الدان، في اتصال مع ''البلاد''، تصريحات أبو جرة سلطاني الأخيرة، عندما أشار في حديثه ل''وكالة قدس برس'' إلى أن الخلافات مع رموز حركة الدعوة والتغيير قد أخذت طريقها للحل النهائي. بعد قبول الحركة كامل بنود لجنة الوساطة التي نصبت بين الطرفين والتي تضم 13 مادة، وهو الأمر الذي استبعده الدان نهائيا. من جهته، كان أبوجرة سلطاني قد وصف ل ''قدس برس''، حركة حمس بأنها النموذج الإسلامي الناجح الذي استطاع ردم الهوة بين الديمقراطيين والوطنيين والإسلاميين، داخل الساحة السياسية في الجزائر، وهو الأمر الذي دفع بخصومها إلى إثارة الخلافات الداخلية في الحركة عبر وسائل الإعلام. كما تطرق أبو جرة إلى قضية الرجل الثاني في الحركة الدكتور عبد الرزاق مقري، وعمله في منظمات دولية غير حكومية، لا سيما مشاركته مع منظمة ''فريدم هاوس'' المثيرة للجدل، وأوضح أن ''المشاركة في الفضاءات الدولية كان ديدننا منذ زمن الشيخ محفوظ نحناح، وكنا نقول إن غيابنا عن هذه المنظمات يوجد فراغ، وكنا نعمل على التواجد في أي فضاء لنقول كلمتنا''. واعتبر سلطاني أن ''وجود الدكتور مقري في بيت الحرية يأتي ضمن هذه السياسة، لنقول كلمتنا وندافع عن قناعاتنا، ومقري موجود في هذه المنظمة وهو رئيس فرعها في الجزائر، وهو يدافع من موقعه عن القضية الفلسطينية وعن مبادئ حركة مجتمع السلم وتوجّهاتها، وعندما تنعدم فرصة ذلك سوف يتركها بالتأكيد''. وأضاف سلطاني أن محاولة الحديث عن علاقة نائبه بمنظمة ''فريدم هاوس'' الأمريكية، ثم مشاركته في منتدى رجال الأعمال باعتباره ''رجل أعمال''، هي أخبار تندرج كلها في إطار إضعاف حمس. من جهته، رفض أول أمس الدكتور عبد الرزاق مقري تقديم قراءة تهويلة للخلاف الذي عاشته حركة مجتمع السلم إثر إعلان بعض قياداتها السابقة عن إنشاء تنظيم جديد، في إشارة إلى حركة الدعوة والتغيير. وقال نائب رئيس حركة مجتمع السلم، في حوار مقتضب مع قناة الجزيرة، إن الخلاف الذي وقع في حركة مجتمع السلم ليس بدعا من الخلافات التي شهدتها الأحزاب السياسية والتنظيمات سواء في الجزائر أو غيرها. كما كشف مقري أن مساعي تسوية الخلاف والصلح لاتزال قائمة بين الطرفين، دون أن يخفي أن آمال تحقيق المساعي ذاتها لأهدافها تبقى كبيرة. وأبدى مقري تفاؤلا كبيرا لمساعي الصلح القائمة ومبادرات تطويق الأزمة، مؤكدا في السياق ذاته أن الحركة تستعد لتقديم نموذج إسلامي في تجاوز الخلافات والتوترات التي تعصف بالأحزاب، كاشفا أن التوتر بين الطرفين قد انحسر كثيرا.