كان عمر هؤلاء الأطفال " المجرمين " في سنوات العنف ، لا يتجاوز 8 و 10 سنوات و كان أغلبهم شهودا على فظائع المجازر و التفجيرات و حتى إغتيال أوليائهم ذبحا ليجدوا أنفسهم ضحايا التشرد و التفكك الأسري و الإنحراف في غياب التكفل النفسي ، الذي لم يمس حسب البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة و البحث العلمي إلا 2 بالمائة من الأطفال المصدومين. و تشير إحصائيات الدرك إلى توقيف 2759قاصر منذ بداية السنة أغلبهم متورطين في الضرب و الجرح العمدي بإستعمال السلاح الأبيض و سرقة السيارات و التهريب مقابل 547 قاصر كانوا ضحايا العنف من طرف أهاليهم أحيانا ، خلايا حماية الأحداث من الإنحراف " البديل " طرحت أمس حصيلة نشاطها التي تعكس جانبا من هذا الواقع. تم من مجموع 43851 شخص أوقفوا في قضايا إجرام من طرف مصالح الدرك الوطني خلال 11 شهرا الماضية ، تسجيل تورط 2759 قاصر تقل أعمارهم عن 18 عاما ، متورطين في مختلف الجرائم منها المصنفة ضمن الجريمة المنظمة مثل التهريب و السطو بإستعمال سلاح ناري ، و يلاحظ من تقرير خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني ، أن أغلب الأطفال يرتكبون جرائم الضرب و الجرح العمدي بإستعمال خناجر و سكاكين و حتى سواطير ، إضافة إلى سرقة سيارات الخواص مع تورط 94 قاصر في قضايا إعتداء جنسي بإستعمال العنف ، و إستنادا إلى التقرير دائما ، فقد تم توقيف أطفال متورطين في الجرائم الخطيرة مثل تهريب المخدرات و الوقود و التقليد و التزوير و سرقة الكوابل الكهربائية و الهاتفية. على صعيد آخر ، سجلت نفس المصالح ، تعرض 547 طفل لجميع أشكال العنف الجسدي و الجنسي و حتى النفسي خاصة الإختطافات المتبوعة بالحجز و الإغتصاب و إنتهاك العرض حيث تعرض 85 قاصرا للإختطاف المتبوع بسوء المعاملة و الإغتصاب و الحجز و إنتهاك العرض و توفي 7 صغار بسبب الضرب و الجرح العمدي المفضي إلى الوفاة إضافة إلى 15 آخر تم إغتيالهم خلال 11 شهرا مايعادل أكثر من طفل واحد قتل في الشهر الواحد في الجزائر . و أجمع المختصون أمس خلال اللقاء الصحفي الذي نشطته خلايا حماية الأحداث التابعة لقيادة الدرك الوطني بالعاصمة ، وهران ، و عنابة ، بمقر المجموعة الولائية للدرك بالعاصمة ، أن الطفل في الشارع معرض لجميع أشكال المخاطر و منها الإنحراف " و هذا القاصر هو في الواقع ضحية " و طرح هؤلاء نشاط الخلايا التي تم إنشاءها في مارس 2005 و يتمثل دورها في التكفل بالأحداث ، و بلغة الأرقام ، كشف منشطو الندوة عن إدماج 99 طفل متشرد و متسول و هارب من منازلهم على مستوى ولاية عنابة شرق البلاد و نجح أفراد خلية حماية الأحداث من الإنحراف في إدماج 55 طفل هارب في الوسط العائلي و 44 آخر في مراكز حماية الأحداث مقابل 48 آخر على مستوى العاصمة حيث قامت خلية العاصمة بلم شمل 73 عائلة من خلال إدماج أبنائها في الوسط العائلي مجددا بعد فرارهم من المنزل و إيداعهم مراكز إعادة التربية عند توقيفهم من طرف مصالح الأمن ، حيث توسط أفراد الخلية لدى عائلاتهم خاصة الفتيات و نجحوا في إقناعها بإستقبالهم مجددا. أما بولاية وهران فقد قامت الخلية بإدماج 73 طفلا في الوسط العائلي ووضع 48 آخر في المراكز المتخصصة . و كان النقيب سويدي بوصيف رئيس خلية حماية الأحداث من الإنحراف بولاية الجزائر قد عرض في تدخله الوضع بالأرقام و أشار إلى أن 6092 طفل أقل من 16 عاما تعرضوا لإعتداءات جنسية عام 2004 و 3526 كانوا ضحايا عنف جسدي داخل أسرهم و في الشارع و أختطف 168 طفل في نفس السنة مقابل 82 قاصر كانوا ضحايا زنا المحارم مما يعني أن الطفل لم يعد آمنا في بيته كما أن هذه الأرقام حسب النقيب لاتعبر عن الواقع لخصوصية الموضوع و بلغ عدد القصر الذين أودعوا مراكز حماية الأحداث عام 2005 ، حوالي 800 طفل و إستفاد أكثر من 11 ألف من الإفراج المؤقت ، وشدد رؤساء الخلايا على أن عملها وقائي و تشكل حلقة وصل بين الحدث و عائلته و دورها توعوي. نائلة.ب: [email protected]