الطرفين تعهدا بفض النزاعات بعد نجاح مساعي رجال الدرك عاشت المنطقة الصحراوية بولاية خنشلة على مشارف البوابة الجنوبية عند الشريط الحدودي لولايتي "الوادي وبسكرة" وتحديدا بمنطقة "أولاد بلقاسم" منتصف الأسبوع الجاري، على وقع حدث تاريخي هام مكن من إعادة لم شمل أعراش أبناء المنطقة الواحدة. هذا ومن خلال ذلك تم وضع النقطة النهائية وفض قضية النزاعات والصدامات والمواجهات التي كانت تندلع بين الفينة والأخرى، وذلك بين أبناء العرش الواحد من فلاحي ومواطني مدينتي "المحمل" و"بابار" بولاية خنشلة، حول قضية استغلال أراضي الصحراء وملف "النفايض" والمحيطات بمختلف أنواعها، حيث نجحت مساعي رجال الدرك الوطني في عقد جلسة صلح بحضور كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي لكل من بلدية "بابار" و"المحمل" إلى جانب كبار أعيان أعراش المنطقتين، وممثلين عن العائلات على مستوى منطقة "أولاد بلقاسم"، توصل عن طريقها الطرفين إلى عقد وثيقة للسلم والمصالحة، تضمنت أساسا العمل انطلاقا من تاريخ التوقيع بطريقة الأجداد والآباء في عملية استغلال الأراضي الفلاحية بالمنطقة الصحراوية، والتعهد على فض كامل النزاعات والصدمات بين أبناء الأعراش، والكف عن المواجهات قصد تهدئة الوضع والاستغناء عن القوة العمومية، بعد اختيار التفاوض واحترام وساطة الهيئة التنفيذية بالولاية، حيث انتهى هذا الحدث التاريخي بإعداد وليمة أأعلن خلالها كبار وأعيان الأعراش بعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي. في سياق موازي تجدر الإشارة إلى أن جلسة الصلح التي انعقدت بين كبار الأعراش ب "المحمل" و"بابار"، تعد حدثا تاريخيا هاما في تاريخ ولاية خنشلة، يضاف إلى الرصيد الإيجابي الذي حققته السلطات المحلية وهي تنجح في إنهاء مشكلة مرت عليها أزيد من 130 سنة، بعمر فترة بقاء الاحتلال الفرنسي في الجزائر منذ سنة 1880 تاريخ قسمة الشيوخ لما يسمى بأراضي "النفايض" على أساس الحبال الأرضية على سكان المنطقة الجنوبية الشرقية من تراب الولاية، وذلك بين أعراش بلديتي "بابار" و"المحمل" وهي مجتمعات تؤلف النسيج الاجتماعي للعرش الأكبر في الولاية عموما، وهو عرش "النمامشة" المعروف تاريخيا بتحمل العبء الأكبر من ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. حيث كان الشيوخ في ذلك الوقت قد اهتدوا إلى حل تقسيم الأراضي الفلاحية الصحراوية، بين عائلات هذا العرش الكبير على أساس منطقي وحكيم، يتثمل في توزيع الأرض على العائلات على أساس الحبال لكل فرد ولكل عائلة مساحة منها بعرض خطوة أو خطوتين وبطول يتعدى الكيلومتر الواحد، أو يزيد بقليل أو كثيرا بحسب ما يطرأ على الأرض من توسع بفعل الظروف الطبيعية وسنوات الخير والعطاء، حيث يتجدد على أساس ذلك هذا التقسيم كل أربع سنوات يتم في نهايتها تشطيب الأموات من قائمة الاستفادة، على أن يدرج ضمنها كل من يشكل عائلة دون إدخال العزاب، وهو التقسيم الذي ظل سائدا ومطبقا دون مشاكل أو صدامات أو ضغائن وفتن حول الملكية، وهو ما اتفق على إعادته كبار أعراش منطقتي "بابار" و"المحمل" في جلسة الصلح التاريخية التي عقدت بمنطقة "أولاد بلقاسم" منتصف الأسبوع الجاري. خنشلة: زين الدين. ع