بلغت نسبة تهاطل الأمطار بولاية الطارف، خلال اليومين الماضيين 153 ميليمترا، وهي حسب مصالح الأرصاد الجوية تعادل نسبة التهاطل خلال ثلاثة أشهر بهذه المنطقة. حيث تسببت غزارة الأمطار المتهاطلة على مناطق ولاية الطارف، في تشكل سيول جارفة تسببت في خسائر كبيرة لمئات العائلات بالولاية. كما ساهمت في تعطل العشرات من المؤسسات العمومية والإدارية، وكانت أكبر البلديات تضررا من هذه السيول الجارفة بلدية "بحيرة الطيور"، والتي أدت شدتها إلى غلق الطريق الوطني رقم "44" لمدة زمنية طويلة وذلك نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحيرة، الذي تسبب أيضا في غلق ثانوية البلدية ليومين متتاليين، بالإضافة إلى مدرسة "الحوايشية". في سياق موازي تكبدت العديد من العائلات المجاورة للثانوية، خسائر كبيرة في الأثاث وذلك بعد تسرب مياه الأمطار إلى منازلهم، وهو ما عانت منه بيوت أخرى بكل من بلدية "بريحان"، "شبيطة مختار"، "الشط" "الزيتونة" و"القالة"، التي تدخلت بها مصالح الحماية المدنية لضخ المياه من جهة، وكذا سحب بعض السيارات العالقة وسط هذه السيول الجارفة من جهة أخرى، أما بمدينة الطارف فقد توقفت الدراسة صبيحة يوم أمس بثانوية "مرزوق الشريف"، بعد أن سدت المياه مدخلها إلى حين ضخ المياه من قبل أعوان الحماية المدنية، فيما وجد المواطنون صعوبة كبيرة في الوصول إلى العديد من المقرات الإدارية، على غرار صندوق الضمان الاجتماعي، وحدة سونلغاز والوكالة العقارية، هذه الأخيرة أغلقت أبوابها بصفة كلية. وفي مقابل ذلك تكبد العديد من الفلاحين خسائر كبيرة في محاصيلهم، بعد أن غمرت المياه أراضيهم أياما فقط بعد قيامهم بكل التحضيرات للدخول في الموسم الفلاحي لهذه السنة، وحسب بعض هؤلاء الفلاحين فإن تهاطل الأمطار بهذه الغزارة لفترات أطول سيشكل كارثة حقيقية على الفلاحة بولاية الطارف، وهو ما طمأن بشأنه مسؤول بمصالح الأرصاد الجوي بالطارف الذي أكد أن الجو سيعود إلى الاستقرار بداية من يوم الخميس من الأسبوع الجاري، في الوقت الذي ستتواصل فيه الأمطار على بعض المناطق خصوصا الساحلية منها على غرار "القالة" و"أم الطبول".