شهدت مختلف مناطق التراب الوطني، شرقا وغربا ووسطا، شمالا وجنوبا، في اليومين الماضيين تقلّبات جوّية مفاجئة تسبّبت في خسائر كبيرة وأدّت إلى مقتل عجوز في بسكرة وعرقلة حركة المرور في العديد من المحاور الطرقية عبر الوطن، كما نجم عنها إتلاف بعض المحاصيل الزّراعية في بعض المناطق، تزامنا مع الانطلاق الرّسمي لحملة الحصاد والدرس. أفادت مصالح الحماية المدنية بأن امرأة مسنّة لقيت حتفها بولاية بسكرة إثر انهيار سقف منزلها العائلي بفعل التقلّبات الجوّية التي شهدتها المنطقة خلال الساعة الأخيرة أمس الثلاثاء. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن تساقط الأمطار وهبوب رياح قوية أدّى إلى تدمير سقف المنزل ووفاة هذه المرأة (86 سنة) بالتجمّع السكني المسمّى »وادي السدّ« ببلدية »مزيرعة« بناحية الزّيبان الشرقية. وتمّ نقل جثمان الضحّية من طرف أعوان الحماية إلى الوحدة الاستشفائية لمدينة زريبة الوادي المجاورة وفقا لنفس المصدر. وكانت واحات بسكرة قد شهدت خلال اليومين الأخيرين تساقط كمّيات من الأمطار مصحوبة برياح قوية تسبّبت كذلك في إلحاق أضرار جزئية بمساحات فلاحية بالولاية. وحسب فلاحي مناطق لغروس وليوة وأورلال، فإن الرّياح الشديدة أسفرت عن إتلاف بعض مساحات الزّراعات الحقلية كالحبوب وتدمير عدد من البيوت البلاستيكية المخصّصة للزّراعات المحمية. وبالإضافة إلى الخسائر الزّراعية، فإن الغبار المتطاير نتيجة الرّياح الهوجاء التي هبّت على المنطقة أدّى إلى حجب الرّؤية نسبيا لدى مستعملي الطرق حسب ما تمّ رصده ميدانيا عبر عدد من مقاطع شبكة الطرق. *** أمطار طوفانية تساقطت بعديد المناطق بولاية سطيف صباح أمس الثلاثاء كمّيات معتبرة من الأمطار فاقت ال 40 ميليمترا بشمالها و19 ميليمترا بجنوبها مصحوبة برعود حسب ما علم من ضابط بالحماية المدنية. وتسبّبت هذه الأمطار الرّعدية في تسجيل خسائر مادية »بسيطة«، خاصّة بالمناطق الشمالية من الولاية. حيث قامت فرق الحماية المدنية بعديد التدخّلات ببلديات كلّ من سطيف وعين الروى والأوريسيا وعموشة حسب ما أوضحه الّرائد أحمد لعمامرة. كما أشار إلى تسجيل انهيار أسقف بعض البنايات والسكنات الهشّة على مستوى حيّ »المستقبل« والحيّ السكني الجديد »ڤاوة« و»عين الطريق« ببلدية سطيف وكذا بحيّ البساتين ببلدية عين الروى شمال سطيف. كما تسبّب ارتفاع منسوب مياه الأمطار بالمجرى المائي لمنطقة الشيخ العيفة (فرماتو سابقا) بالمخرج الشمالي لمدينة سطيف، والذي بلغ 40 سنتيمترا -حسب نفس المسؤول- في عرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 9 الرّابط بين سطيف وبجاية. وببلدية عموشة شمال سطيف، ارتفع مستوى مياه الأمطار المتساقطة عبر الشوارع إلى 40 سنتيمترا ممّا تسبّب في تسرّب سيول الأمطار إلى بعض المنازل، فيما لم تسجّل أيّ أضرار مادية أخرى، بالإضافة إلى سقوط عمود كهربائي بحيّ 122 تحصيص ببلدية الأوريسيا. وأشار نفس الضابط إلى أن فرق الحماية المدنية تواجدت منذ صباح أمس عبر جميع النّقاط رفقة مصالح كلّ من البلدية والأشغال العمومية للتحكّم في الأوضاع. وقد تحسّنت الظروف الجوّية مع بداية ظهر أمس بعد زوال فترات الأمطار الرّعدية حسب ما أفادت به من جهتها مصالح الأرصاد الجوّية. *** اضطراب حركة المرور تسبّبت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مساء الاثنين على مناطق مختلفة من ولاية باتنة، والتي كانت مصحوبة أحيانا بحبّات البرد ورياح قوّية، في تسرّب المياه إلى عشرات المنازل وعرقلة حركة السّير جرّاء ارتفاع منسوب المياه بالشوارع والطرقات حسب ما أفادت به أمس الثلاثاء مصالح الحماية المدنية. وأوضح ذات المصدر أن أعوان الحماية المدنية تدخّلوا ببلدية مروانة التي سجّلت بها تسرّبات مياه الأمطار إلى العديد من المنازل والمؤسسات الصحّية ومؤسسات تربوية بأحياء متفرّقة من المدينة، حيث تمثّلت الأضرار المسجّلة في تشقّق بعض جدران المنازل وسقوط أسقف أخرى مع إتلاف المياه للأغطية والأفرشة والألبسة. وتدخّلت مصالح الحماية المدنية أيضا ببلديات وادي الماء وكذا عين التوتة التي سجّل بها تسرّب لمياه الصرف الصحّي إلى 3 منازل بوسط المدينة، بالإضافة إلى تسرّب آخر للمياه إلى المنازل الواقعة بحيّ أولاد عيش ببلدية بيطام، حيث تمكّنت من ضخّ المياه إلى خارج المنازل المتضرّرة. وكانت مدينة باتنة قد شهدت خلال ذات الفترة تهاطل أمطار غزيرة حوّلت العديد من الشوارع والطرقات إلى برك من المياه، في حين أعاقت حركة السّير، خاصّة بحيّ بوعقال الشعبي أين وجد الرّاجلون وحتى المركبات صعوبة كبيرة في المرور بعد أن امتلأت الطرقات بسيول جارفة من المياه المحمّلة بالأتربة في ظل انسداد تامّ لأغلب البالوعات. وقدّرت مصادر الرّصد الجوّي المتواجدة على مستوى مطار بن بولعيد الدولي كمّية الأمطار الملتقطة به ب 19 ميليمترا، مشيرة إلى أن الكمّية المسجّلة بباتنة تفوق ذلك.