انحراف قطار لنقل البضائع في بن عزوز بسكيكدة احتجاجات عارمة لسكان عدد من أحياء عنابة بعد أن غمرت المياه منازلهم عمليات تجديد قنوات الصرف الصحي التي انطلقت بداية السنة الجارية كلفت 300 مليار ساعات فقط من تساقط الأمطار الرعدية، حولت مدن الشرق خلال اليومين الأخيرين إلى برك ومستنقعات كادت أن تحدث كوارث بكل المقاييس، هذه الأمطار استطاعت أن تفضح للمرة الألف عيوب مشاريع التهيئة العمرانية التي صرفت فيها الخزينة العمومية مئات المليارات، وكانت وراء هجرة الآلاف من العائلات لبيوتها واتخاذ من العراء مأوى لها، بعد أن اقتحمت السيول الجارفة المساكن وفاضت الأودية وانسدت البالوعات وقنوات صرف الصحي· الفيضانات إن لم تخلف لحسن الحظ ولطف الله خسائر في الأرواح، إلا أنها أرعبت سكان أحياء عنابةوسكيكدة وفالمة والطارف وسوق أهراس وكذا قسنطينة، ودفعت العشرات من المواطنين إلى الاحتجاج على تراخي السلطات المحلية التي لم تتخذ -حسبهم- أي إجراء لحماية السكان رغم النشرية الخاصة لمصالح الأرصاد الجوية التي حذرت فيها من خطورة الوضع· عيوب التهيئة تخرج سكان عنابة والطارف إلى الشوارع تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة عنابة، خلال اليومين الفارطين، في وقوع احتجاجات عارمة بعدة مواقع متفرقة تنديدا بسوء التهيئة بشكل سمح للمياه أن تغزو الشقق والمنازل وحتى المحلات التجارية ·وشملت هذه الاحتجاجات أحياء لاكولون، واد فرشة، السانكلو، واد القبة، الجسر الأبيض، لكن أكثرها سخونة كان بحي سيدي إبراهيم حين أقدم السكان المحتجون ليلة الخميس الماضي، على قطع مداخل ومنافذ المدينة بواسطة الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، ما أدى إلى حرق مركبتين تابعتين للخواص قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، وسارع الوالي محمد الغازي إلى محاورة الغاضبين وأمر بتشكيل خلية أزمة تضم مختلف الأجهزة المعنية قصد المتابعة والتكفل بانشغالات المنكوبين الذين طالبوا السلطات بالإسراع في نقلهم إلى مراكز عبور وإعادة إسكانهم على الفور· إلى ذلك كشفت مديرية الحماية المدنية عن تسجيلها لأزيد من 174 تدخلا في مختلف أحياء المدينة، كما نجحت فرقة الغطاسين التابعة لها في إنقاذ 6 بحارة من موت محقق بعرض البحر بعد أن حاصرتهم الأمواج من كل جانب بفعل التقلبات الجوية وهم على متن ثلاثة زوارق صيد·أما في بلديات سيدي عمار والحجار وكذا الشرفة والعلمة، فقد خرج مئات المواطنين إلى الشوارع لمطالبة السلطات بإعداد مخططات استعجاليه لإعادة هيكلة شبكات التزود بالكهرباء، وتجديد قنوات الصرف الصحي وتعبيد الطرقات التي تحولت إلى برك ضخمة تتجمع فيها المياه الراكدة· أما بولاية الطارف فقد سجلت وحدات الحماية المدنية عشرات التدخلات في مناطق متفرقة من أنحاء الولاية، وانتفض سكان قرى ومداشر بلديات بوثلجة، بحيرة الطيور، بوحجار والبسباس على مساوئ التهيئة، ولم يسلم حتى الشارع المؤدي إلى مقر الولاية من الأوحال والبرك التي شكلت ديكورا مقرفا وكذلك الشأن بالنسبة إلى بقية الشوارع الرئيسية· قسنطينة رعب أكبر وخسائر أقل عاش سكان عدد من أحياء مدينة قسنطينة ساعات طويلة من الخوف والرعب بعد كميات الأمطار الرعدية التي تساقطت على مدى الأيام الأخيرة، والتي تجاوزت07ملمترا بعد أن حولت المدينة إلى برك ومستنقعات ودفعت السكان إلى المبيت في العراء خوفا من سقوط المساكن فوق رؤوسهم خاصة بحي القصبة العتيق، كما غمرت السيول الجارفة العديد من المساكن بأحياء210مسكن بوادي الحد وشلّت حركة المرور بكل من ديدوش مراد وأحياء القماص وسيساوي، لتفضح بذلك عيوب التهيئة العمرانية التي استهلكت مليارات السنتيمات في الآونة الأخيرة لتسقط أمام أول اختبار لها· قرى معزولة·· عائلات تبيت في العراء·· وخسائر بالملايير في سكيكدة كارثة حقيقية تلك التي سببتها الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول بمختلف بلديات ولاية سكيكدة، ففي وسط مدينة سكيكدة تسببت الفيضانات في غلق العديد من المحلات التجارية بأحياء مرج الذيب والممرات و20 أوت 1955· وتعطلت الحركة في العديد من الشوارع بسبب الفيضانات، أمام بلديات الولاية ال 38 فقد فعلت الأمطار والفيضانات فعلتها بعد أن تسببت في مبيت عشرات العائلات بالعراء وقطع العديد من الطرق الولائية والوطنية، وهدم عدد آخر من الجسور وكذا إتلاف عشرات الهكتارات من حقول الفلاحة الموسمية، وأدت إلى حرمان مئات التلاميذ من الدراسة في بلدية بين الويدان التي غمرت السيول عددا من شوارعها وحولتها إلى أودية مملوءة بالأوحال، وحطمت فيضانات الأودية التي وصل ارتفاعها إلى10أمتار جسرين رئيسيين يربطان مقر البلدية بما يزيد عن 05 قرى عزلت بصفة تامة عن العالم الخارجي، وحرم عشرات التلاميذ من التوجه إلى مدارسهم، كما جرفت السيول محول رئيسي كان موجودا بالقرب من جسر في طور الإنجاز يؤدي إلى قرية تاغراس، حيث بقي المقاول المكلف بإنجاز الجسر يتماطل في الإنجاز لمدة فاقت ال 07 أشهر حتى جرفت مياه الفيضانات ما وجدت من مواد بناء وتجهيزات مختلفة كالصهاريج والعربات اليدوية وغيرها من تجهيزات البناء المختلفة· وفي قرية الطاحونة غمرت المياه مجموعة من المساكن الموجودة بالقرب من الوادي، وتدخلت مصالح الحماية المدنية ورجال الدرك الوطني لمساعدة الساكنين· أما في بلدية عين قشرة إلى الغرب من ولاية سكيكدة فقد تسببت الفيضانات في قطع الطريق الوطني رقم 43 الذي يربط بين سكيكدةوجيجل عند منطقة وادي زقار وتسبب ذلك في مبيت عشرات المواطنين في العراء بينهم موكب حفل زفاف كان متوجها من جيجل نحو سكيكدة في عين قشرة شأنه في ذلك شأن عشرات الحافلات التي باتت ممتلئة بالمواطنين، كما تحطم جسر صغير بقرية بودوخة وحرم عشرات المواطنين من التوجه إلى مساكنهم وتضرر جسر كبير بمنطقة حزوزاين متواجد على مستوى الطريق الوطني رقم 43، مما تسبب في شل الحركة على هذا الطريق نهائيا وتسببت الأوحال والسيول الجارفة بإلحاق أضرار بليغة بطريق السكة الحديدية بعين قشرة· وحدث كل هذا في غياب كلي للمسؤولين المحليين الذين لم يبادروا لفعل أي شيء· سكان تمالوس يقطعون الطريق الوطني رقم 43أقدم نهار أمس سكان تمالوس المحاذية للملعب البلدي بجانب الطريق الوطني رقم43الرابط بين ولايتي سكيكدةوجيجل، على قطع الطريق الوطني رقم 34 على خلفية الفيضانات الأخيرة التي غمرت منازلهم دون تدخل يذكر من السلطات المحلية -حسب ما يقول هؤلاء- وقد لجأ عدد من سكان هذا الحي إلى قطع الطريق أمام المارة لما يقارب ساعة من الزمن، قبل أن تتدخل مصالح أمن الدائرة ومصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية الأخرى التي تمكنت من السيطرة على الوضع وقامت بفتح الطريق أمام المارة · الأمطار فاقت 08 ملم بقالمة وسكان الأحياء القصديرية قضوا ليلة بيضاء ولاية قالمة لم تخرج عن الاستثناء، فقد خلّفت الأمطار المتساقطة طيلة الليلتين الماضيتين حالة من الخوف والذعر لدى بعض العائلات التي تقطن بالمساكن الهشة والقصديرية خاصة بأحياء الباطوار، مرابط مسعود وحي صديقي وسط المدينة وكذا بعض البلديات المجاورة، حيث أمضى العديد من المواطنين يومهم وليلهم يترقبون بسبب تسرب مياه الأمطار إلى بعض أصحاب السكنات القصديرية التي غرقت في الأوحال والمياه عن آخرها بعد أن اختلطت بالمياه القذرة، جراء انسداد بالوعات الصرف الصحي عبر مختلف أحياء وشوارع المدينة·من جهتهم سكان حي قرقور بأعالي مدينة فالمة أقدموا على قطع الطريق المؤدي إلى الحي صبيحة يوم الخميس المنصرم باستعمال الحجارة والمتاريس وكذا أغصان الأشجار وإضرام النيران في العجلات المطاطية احتجاجا منهم على وضعية شبكة الطرقات المؤدية إلى الحي التي تضررت بفعل الأمطار المتساقطة ليلة الأربعاء الفارط، مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار إلى المنازل وتشكل البرك المائية وتراكم الأوحال بالإضافة إلى تضرر مدرسة الحي الابتدائية ولم يتوقفوا عن حركتهم الاحتجاجية هذه إلا بعد تدخل رئيس دائرة وبلدية فالمة اللذان وقفا على وضعية الحي واستمعا إلى مطالب السكان، حيث تمكنا من إقناع المحتجين بفتح الطريق أمام حركة السير ووعدا بالتكفل بمطالب المحتجين في أقرب وقت ممكن خاصة ما تعلق بتهيئة شبكة الطرقات· هذا، وقد ألحقت الأمطار المتساقطة مؤخرا على إقليم الولاية بعض الأضرار على المحاصيل المبرمج جنيها، كما كشفت عن رداءة وعيوب العديد من مشاريع التهيئة والطرقات، ففي بلدية بلخير استيقظ سكان حي سهيلي محمد على تجمع مياه الأمطار بمداخل المنازل بسبب ارتفاع الرصيف على مستوى مداخل المساكن وعجز السكان عن صرف المياه إلى الطريق، وعلى صعيد آخر فإن الأمطار المتساقطة نهاية الأسبوع المنصرم، ساهمت بشكل أو بأخر في ارتفاع عدد حوادث المرور، حيث تم تسجيل خمسة حوادث مرور أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وجرح 14 آخرين وقعت أغلبها على مستوى الطريق الوطني رقم20الرابط بين ولايتي فالمة وقسنطينة· جدير بالذكر مصالح الرصد الجوي لبلدية بلخير سجلت خلا ال48 ساعة الماضية سقوط 80ملم من الأمطار عبر كامل تراب الولاية، في حين وصل معدل التساقط ببوشقوف شمال شرق عاصمة الولاية لوحدها إلى 70 ملم في الساعة· وقد فاقت الأمطار المتساقطة معدلها الفصلي حسب مصالح الرصد الجوي، كما أن مصالح الحماية المدنية للولاية شكلت خلية مداومة على مستوى مركز التنسيق العملياتي تحسبا لأي طارئ· أمطار غزيرة تشل حركة المروروتسد البالوعات بخنشلة وفي السياق ذاته، تسببت الأمطار المتهاطلة بغزارة على مختلف ربوع الولاية خلال الأسبوع الأخير، لا سيما ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين في ارتفاع منسوب مياه الوديان والشعاب، مما جعلها تفيض إلى الخارج على مساحات الأراضي الفلاحية التي تشقها والطرقات الواقعة بجوارها التي غمرتها المياه مما عرقل حركة المرور بها وتسبب في بعض الحوادث· وفي ذات السياق فقد سجلت شوارع مدن الولاية الكبرى على غرار مدينة تازوقاغت شرقي الولاية والحامة غربا تساقط كميات معتبرة من الأمطار التي تسببت في عرقلة حركة المرور وانتشار الأوحال وانسداد البالوعات المخصصة لذلك، الأمر الذي استدعى تدخل أعوان ديوان التطهير بالولاية في الوقت المناسب لتسريح البالوعات ومجاري المياه على حواف الطرقات لتمكين المواطنين وحركة المرور من استئناف نشاطها بشكل عادي، ولم تخلف خسائر تذكر· سلطات الشلف لا تحفظ دروس الماضي إلا بعد وقوع الكوارث كشفت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت في أوائل الخريف على مناطق متفرقة على ولاية الشلف، مرة أخرى عن اختلالات عميقة في الإجراءات الوقائية من مخاطر الفيضانات الجارفة التي عادة ما تكبد العائلات القاطنة على ضفاف الأودية وتلك المحتمية بأسقف البيوت الهشة خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات·والواضح أن جزءا من الأسر المنكوبة في منطقة عين حمادي بالمرسى الساحلية كانت ضحية سياسات البريكولاج والترقيع التي لم تجد نفعا بل عادت وبالا على ''الغلابى''، ليس فقط بسبب فساد قنوات تصريف مياه الأمطار أوبدافع غيابها تماما عن المنطقة، بل إلى غياب الرعاية اللازمة من قبل المسؤولين المحليين الذين أثبتوا خمولهم وجمود المبادرة في التكفل بأمهات المسائل الاجتماعية التي تعتري الأسر في مثل هذه الظروف المناخية دون أن تكلف نفسها عناء تقديمئالخدمات الضرورية لها على خلفية الأضرار التي لحقت بمنازل طوبية كان من المفترض تفاديها أوعلى الأقل التقليل من حدتها·وإذا كانت الحكومة قد اتخذت التدابير اللازمة للتكفل بشاغلي السكنات الطوبية والهشة على حد سواء، فإن سلطات الشلف تكون تعامت عن هذه الإجراءات وارتدت نظارات سوداء بخصوص وضعية هؤلاء السكان المهدّدين بالموت في أية لحظة، حيث لا تتفكرهم إلا بعد وقوع الكارثة، وهي التفاتة عبثية تنم عن ركود وعدم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق هؤلاء المنتخبين المحليين، وإلا كيف نفسر خرجة المنتخبين وبعض المسؤولين الإداريين الذين هرعوا إلى المواقع التي عاشت ساعات حالكة ميزتها صعوبة الطقس، ليس لإنقاذ المنكوبين ولكن لمعرفة الأضرار الناجمة عن ثلاثة أيام من تساقط الأمطار الغزيرة، وهو مشهد بعث الاشمئزاز والتقزز لدى المنكوبين في المرسىوالشلف لاسيما حي المصالحة القصديري الذي لا تصلهأقدام أعضاء المجلس الشعبي البلدي،