يجد فلاحو المناطق الساحلية بولاية الشلف وخاصة أصحاب البيوت البلاستيكية والمستثمرات الفلاحية الممثلة في حقول بساتين الأشجار المثمرة المشهورة بالمنطقة صعوبات بالغة في تسويق منتجاتهم، وذلك بسبب عدم وجود سوق محلي قريب من منطقتهم، رغم اتساع رقعة المساحات المستثمرة وارتفاع عدد المستثمرين في القطاع الفلاحي سواء في زراعة البيوت البلاستيكية أو في إنتاج الأشجار المثمرة. مشروع إنجاز السوق الجديد ب«الداموس» تنتهي قريبا من المنتظر أن تنتهي معاناة فلاحي البلديات الساحلية لولاية الشلف وخاصة أصحاب البيوت البلاستيكية ببلدتي «بني حواء»، «برية» و«وادي قوسين» وحتى بلدية «تنس» بعد افتتاح أول سوق بالمنطقة القريبة والمتاخمة لحدود الولاية ببلدية «الداموس» بولاية تيبازة، حيث تشارف الأشغال حاليا على النهاية بالبلدية المذكورة ليتم افتتاح أول سوق للخضر والفواكه بالمنطقة، خصوصا وأن جميع فلاحي «سوق الاثنين» و«بريرة» و«الداموس» إضافة إلى «بني حواء» وحتى جزء من ولاية عين الدفلى ينتظمون في مكان واحد ومتقارب، الأمر الذي يسهل عملية التموين بالخضر والفواكه لولايات الشرق الجزائري، بالإضافة إلى الولايات المجاورة كتيبازة وعين الدفلى، ويتكون سوق الجملة المنتظر تدشينه قريبا من 3 مستودعات كبيرة بغرفة تبريد واسعة فضلا عن تجهيزات أخرى ضرورية لنشاط التجارة بهذا السوق هذا الأخير الذي سيكون بديلا عن الأسواق البعيدة ك«الحطاطبة» التي يتوجه إليه حاليا فلاحو المنطقة.
البيوت البلاستيكية تبحث عن دعم وكان الكثير من فلاحي المنطقة قد طالبوا في العديد من المرات بسوق أسبوعي محلي لتسويق منتجاتهم الفلاحية التي تمون جزءا كبيرا من العاصمة وولاية تيبازة، إضافة إلى ولايات الشلف وعين الدفلى، حيث عبر العديد منهم عن تذمرهم الشديد من الوضع الذي آلت إليه الزراعة البلاستيكية بالمنطقة، وعن الإهمال الذي أصبح يميز هذا الجانب المهم من الفلاحة، والتي أضحت تغطي جزاءًا كبيرا من السوق الوطنية بفعل المنتجات الكثيرة والمتنوعة بالمنطقة، إلا أن المشاكل التي يعرفها هذا النوع من الفلاحة أثر على مردوديته وكذا على أسعار كثير من أنواع الخضر والفواكه المزروعة بهذه المناطق.
غلاء المواد الفلاحية، الأسمدة وضعف جودة الأدوية سبب تلف المنتوج
ويأتي على رأس هذه المشاكل غلاء المواد الفلاحية من أسمدة وأدوية كان السبب الرئيس فيها عزوف الكثير من الفلاحين على الاستثمار في الميدان، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار مزروعات البيوت البلاستيكية، كما أن بعض هذه الأدوية غير أصلية وفي معظمها مقلدة وغير مجدية بالنسبة للمزروعات، الأمر الذي يعرضها ففي أحيان كثيرة إلى التلف والفساد، بفعل المواد الكيميائية المتضمنة فيها، إضافة إلى غلاء البلاستيك اللازم للبيوت، حيث أن سعر البلاستيك يتعدى ال20 ألف دينار جزائري للقنطار الواحد، وهذه الكمية لا تكفي لتغطية بيت بلاستيكي واحد، دون الحديث عن المستلزمات الأخرى ونفقات العمال والكهرباء.
نقص مياه السقي مشكلة تؤرق الفلاحين ويطرح هؤلاء الفلاحون الذين يتمركزون بمنطقة تقع ما بين ولايتي الشلف وتيبازة في الحدود المتاخمة لولاية عين الدفلى، نقصا واضحا في مياه السقي اللازمة لمزروعاتهم التي تتطلب مياها بكميات كبيرة، وهو الشيء غير المتوفر بكثرة بالمنطقة، وهذا نظرا لقلة الآبار المتواجدة وصدور قرار ولائي منذ فترة يحضر عملية حفر آبار جديدة، كما أن أسعار الوقود اللازم للمحركات مرتفعة هي الأخرى، وتنعكس حتما على تكاليف مزروعاتهم، حيث يتم جلب مادة المازوت اللازم للمحركات بوسائلهم الخاصة وأحيانا عن طريق كراء سيارات تقوم بجلب المادة من محطات بعيدة بعشرات الكيلومترات عنهم وبمبالغ تزيدهم معاناة أكبر.
البيوت البلاستيكية تكتسب شهرة بالولاية هذا وتشتهر مناطق «بريرة»، «وادي قوسين» و«بني حواء» وكذا بلدية «الداموس» بولاية تيبازة بزراعة البيوت البلاستيكية، الطماطم والفلفل الحلو والحار، إلى جانب الأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص المعروف بجودته، حيث يصل عدد البيوت البلاستيكية بالمنطقة إلى 10آلاف بيت بلاستيكي بتعداد عمالي يصل إلى ألفي فلاح بصفة دائمة، وما يصل إلى 1200 عامل موسمي، وتضمن المنطقة تموين العاصمة وولاية مستغانم إضافة إلى ولايتي الشلف وعين الدفلى بمختلف منتجات البيوت البلاستيكية على مدار العام.