عادت أمس صحيفة «أنباء موسكو» الروسية إلى الزيارة التي قادت الرئيس الروسي «ديمتري مدفيديف» في السادس أكتوبر الماضي إلى الجزائر، والتي جاءت في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين اللذين يربطهما اتفاق شراكة إستراتيجية منذ عام 2001، معتبرة أن هذه الزيارة أعطت دفعة قوية نحو الأمام للعلاقات الجزائرية - الروسية. وقالت الصحيفة الروسية إن "العلاقات الجزائرية - الروسية تلقت دفعة قوية نحو الأمام، منذ زيارة الرئيس الروسي السابق «فلاديمير بوتين» إلى الجزائر في العام2006، وحتى زيارة الرئيس «ديمتري مدفيديف» في السادس أكتوبر الماضي"، معتبرة أن الجزائر شريك مهم للروس، باعتبار أن "لديها أوراقا مهمة، فهي تعتبر ثاني دولة بعد نيجيريا في إنتاج الغاز الطبيعي في القارة، إضافة إلى احتياطي ضخم يعادل 4.550 مليار متر مكعب". وذكر ذات المصدر أهم الاستثمارات الروسية في الجزائر، مشيرا إلى أن الشركات الروسية بدأت بمد أنابيب الغاز من جنوبالجزائر إلى شرشال، وبالإضافة إلى ذلك فإن «روس نفط» المتخصصة في الحفر والتنقيب البيولوجي تستكشف حقل نفط ضخم في صحراء الجزائر الكبرى، كما أن شركة «لوك أويل» النفطية العملاقة مهتمة بمشاريع النفط والغاز في الجزائر. وفي ذات السياق أكدت «أنباء موسكو» على أهمية قطاع النفط والغاز في مجال التعاون بين البلدين، والتي تم التأكيد عليها من خلال تشكيل المجلس الجزائري - الروسي؛ مضيفة أن "توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين خلال الاجتماع المنعقد في العام 2008 أثار قلقاً في أوروبا نتيجة المخاوف من الاحتكار والسيطرة على الأسعار المتعلقة بالتصدير إلى أوروبا من مورديهم الرئيسيين للغاز الطبيعي"، كما أشارت الصحيفة إلى أنّ المستثمرين الروس مهتمون أيضاً باستكشاف مصادر الفوسفات في الجزائر من خلال إنشاء مصنع لإنتاج النتروجين والفوسفات في الجزائر. وتطرقت «أنباء موسكو» إلى تاريخ علاقات التعاون بين روسياوالجزائر وأوردت أمثلة على ذلك، مشيرة إلى أن الخبراء السوفييت نشطوا في مجال تطوير الاقتصاد الجزائري والمشاريع المشتركة مثل مصنع الحجار للحديد والصلب في عنابة، والمحطة الكهربائية الحرارية في جيجل وسد بني زيد، هذا بالإضافة إلى الطلاب الجزائريين الذين يتخرجون من الجامعات الروسية، مؤكدة أن "العلاقات التي تربط بين هاتين القوتين أصبحت أقوى وبشكل مريح ومتبادل". ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى "الأزمات التي ميزت العلاقات بين البلدين أحيانا، ومن بينها رفض الجزائر استلام طائرات روسية من طراز «ميغ 29» لأنها لم تلب المواصفات العسكرية الجزائرية"، مضيفة أن "تداعيات هذه الأزمة استمرت، عندما أوقفت روسيا تسليم مقاتلات «سوخوي30» بسبب عدم الدفع". وكانت زيارة الرئيس الروسي قد شهدت التوقيع على ست اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والتقييس وتقييم المطابقة والنقل البحري والدبلوماسية، وعقد البلدان صفقة هامة في مجال التسليح بقيمة إجمالية بلغت 13 مليار دولار أمريكي تقتني الجزائر بموجبها سربا من الطائرات المقاتلة ودبابات وصواريخ وتتضمن ترميم سفن حربية، كما سيشهد العام المقبل قيام روسيا بتنفيذ عقد توريد 16 طائرة تدريب وقتال من طراز (ياك-130) إلى الجزائر، إضافة إلى 16 مقاتلة من طراز (سو-30 م ك أ) وتشكيلة واسعة من التقنيات البحرية العسكرية وزوارق هجومية صاروخية حديثة وسفن حربية وطائرات تدريب وطائرات نقل عسكري من طراز «ايل-76 م ف». بدر الدين شاعة