طالب العديد من سكان بعض قرى بلدية "الظهرة" التابعة لولاية الشلف، بتجهيز قاعات العلاج المنجزة مؤخرا والتي تم تسليمها منذ أيام قليلة دون تهيئة حضرية ودون ربطها بمختلف الشبكات الأمر الذي جعل هذه الهياكل الصحية بدون روح، كون أن وجودها من عدمها بالنسبة لسكان المنطقة أصبح أمر شبه عادي. إذ يجد سكان قرى ومداشر"أولاد الشيخ"، "أولاد عبد القادر" و"المهارزية" ببلدية "الظهرة" صعوبات بالغة في الاستفادة من الخدمات الصحية بمناطقهم الأصلية، بالرغم من افتتاح ثلاث قاعات علاج جيدة بهذه المد اشر، لكن بدون شبكات المياه الصالحة للشرب، التطهير الصحي والكهرباء، الأمر الذي جعل هذه المرافق الصحية الجوارية بدون فائدة، لأن السكان لا يزالون يتجهون إلى العيادات المتعددة الخدمات بمقر الدائرة ب"تاوقريت" على بعد أكثر من 20 كيلومترا أو التوجه غربا نحو بلدية "مازونة" التابعة إداريا لولاية غليزان. حيث ناشد سكان هذه القرى والمداشر السلطات المحلية ضرورة الإسراع في إنجاز التهيئة الحضرية لهذه القاعات، لتمكين سكان مناطق الجهة الغربية من البلدية النائية من الاستفادة من خدماتها الصحية كونهم يقطنون في مناطق شبه معزولة، وإمكانياتهم محدودة للتوجه إلى مراكز العلاج البعيدة مع ما يكلفهم ذلك من أتعاب ومصاريف إضافية هم في غنى عنها، فضلا عن خطورة نقل بعض الحالات المرضية لمسافات بعيدة كالحالات المستعجلة والولادة بالنسبة للنساء الحوامل، اللواتي يعانين الأمرين في التنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات بمدينة "تاوقريت" ومشاق الطريق البعيدة جدا عن مقر إقامتهم. كما يجد سكان المناطق المجاورة كمنطقة "سيدي موسى" نقائص كبيرة بالمركز الصحي الوحيد المتواجد بالمنطقة، والذي لا يتوفر على طبيب دائم حيث يأتي هذا الطبيب مرتين في الأسبوع، ولا يلبث أكثر من ساعة للكشف عن المرضى وهي مدة غير كافية لضمان تغطية صحية كافية لسكان المناطق النائية، خصوصا في أيام نهاية الأسبوع أين يضطر المواطنون إلى منازل الممرضين وشبه الطبيين للتداوي وتلقي الحقنات، كما يضطر آخرون إلى التوجه إلى مناطق بعيدة بولاية غليزان المجاورة على اعتبار أن منطقتهم تقع في الحدود المتاخمة لهذه الولاية، هذا وطالب سكان هذه المنطقة بتحويل هذا المركز الصحي إلى عيادة متعددة الخدمات لضمان نوعية الخدمات الصحية وتعزيزه بالاختصاصات القاعدية الأساسية لضمان تغطية صحية كاملة لأبناء المنطقة.