يبقى قطاع التهيئة والتحسين الحضري في برج بوعريريج من القطاعات التي مازالت ولا تزال تعاني من التهميش رغم ضخ الملايير. لعل قدوم مدير جديد للبناء والتعمير الذي تم تنصيبه مؤخرا من قبل والي ولاية برج بوعريريج من شأنه أن يحسن وينمق في عملية التهيئة الحضرية عبر الولاية والتي تقتصر اساسا على تهيئة وتحسين المناطق الحضرية الرئيسية واهمال البعض منها. حيث وبالنظر إلى الأرقام التي استحوذ عليها هذا القطاع نجدها في واد، والوضعية التي آل وسيؤول إليها القطاع في الواقع في واد آخر . إذ أن التهيئة الحضرية بالولاية وعلى مدار خمس سنوات من 2004 إلى 2009 صرف عليها أكثر من 640 مليار سنتيم، في حين أنه في العام 2008 استفاد القطاع من 98 عملية برخصة برنامج تقدر ب: 2.906.143.000 دج وبنسبة تقدر 23،49 بالمائة من الغلاف الإجمالي للولاية، منها 94 عملية برخصة برنامج 366.143.000 دج في إطار المخططات البلدية للتنمية، بهدف التحسين الحضري على مستوى 404 موقع عبر الولاية، أين تم إنجاز 84،3 كلم من الطرقات، 276.577 م2 تهيئة خارجية،18.64 كلم من شبكة المياه والتطهير، 1355 وحدة إنارة عمومية وذلك عبر 98 موقع . وفي رؤية إلى الواقع الذي تعيشه التهيئة الحضرية عبر الولاية فهناك عدة أحياء وتجزئات عبر بلديات الولاية لم تمسهم العملية أين تنعدم فيها الأرصفة بصفة كاملة في بعض الأحياء ك "تجزئة 473 قطعة ببلدية اليشير" وبعض أحياء بلدية "رأس الواد"، في حين الأحياء التي توجد بها أرصفة تفتقر إلى التبليط وهذا ما يعيشه سكان حي " 150 مسكن" و" 100 مسكن" بالبرج وأحياء أخرى، وإن كان هناك أحياء يكسوها التبليط ووضع لأرصفتها البلاط، فخلال أيام يتم نزعه سواء من طرف عمال البلدية ومصالح البريد أومصالح سونلغاز الذين اشتهروا في الآونة الأخيرة بالحفر بداعي الأعطاب في شبكات الإنارة أوالهاتف أووضع وإيصال أنابيب الغاز . ولعل الوافد إلى مدينة برج بوعريريج يرى تلك الطرق المتهرئة والتي ألف المسؤولين في إعادة تهيئتها مرتين وأكثر في السنة، حيث ما إن يتم تعبيد وتهيئة شارع ما حتى تأتي مصالح البلدية وتشرع في الحفر في الطريق بسبب تجديد قنوات صرف المياه وحتى تجديد شبكات التزويد بالمياه ويتم ردم تلك الحفر بالأتربة فقط دون أن يتم إعادتها مثلما كانت عليه، الأمر الذي يكون عائقا أمام المارين وحتى المركبات خاصة في فصل الشتاء أين تتحول تلك الحفر إلى برك ومستنقعات بفعل الأمطار والطين مما يزيد من استياء المواطنين. أما فيما يخص الإنارة العمومية فنجد أحياء قليلة فيها الإنارة أما الباقي فتنعدم فيها وإن كانت هناك إنارة فأعمدتها تكون بعيدة كل البعد عن بعضها مما يبقي حالة الظلام تسود على تلك الأماكن. يحدث هذا رغم أن هناك أحياء وبعض الأماكن بدت عليها التهيئة الحضرية بشكل لافت للانتباه على غرار الأحياء المقابلة لمقر الولاية وبعض أحياء بلدية "مجانة " وحتى في بعض البلديات الأخرى. ويبقى الشيء الوحيد الهام وهو الرقابة الصارمة من الجهات المعنية على القائمين بأشغال التهيئة والتحسين الحضري عبر كامل الولاية لضمان عدم بقاء الطرق متهرئة – إن صح القول مكسرة- تعجز المركبات السير عليها، والأرصفة مسكرة أومنعدمة التبليط يستاء المواطن من المشي عليها، والإنارة العمومية تغيب عن كل حي من أحياء بلديات الولاية، ولا حتى أن تكون قنوات صرف المياه وشبكات التزويد بالمياه غير صالحة وما كانت أن تبدد الملايير. لاتزال تعاني عائلة "ابن زيد" من برج بوعريريج والتي كانت تقطن في حي 500 مسكن من ويلات التشرد وقساوة العيش بعد أن رمى بها الدهر وسط أحضان الشارع لمدة فاقت الثلاثة أشهر، حيث أوضح رب العائلة" بن زيد العيد" في لقاء مع "الأمة العربية " أنه راح ضحية تلاعب وتزوير مفضوح من طرف أحد الأشخاص الذي استغل سذاجته وجهله للوثائق الإدارية واستولى على مسكنه بحي 500 مسكن. القضية وقعت بعد أن اتفق المعني مع ذات الشخص أواخر الصيف الفارط على عملية التبادل التي تمت بين الطرفين على أساس منحه مسكنه الكائن بحي 08 ماي 1945 "الباطوار" والمتكون من طابق أرضي مقابل حصوله على مبلغ 75 مليون سنتيم إضافة إلى مسكن المتبادل معه والمتواجد ب "عمارات 500 مسكن" بالبرج وهوما تم فعلا عن طريق توثيق عقد مبادلة بين الطرفين تحصلت " الأمة العربية" على نسخة منه. ويضيف المتحدث ويؤكد أنه كباقي سكان حي "الباطوار" لا يملك دفترا عقاريا للمسكن المتبادل به والذي تم على أساسه إبرام عقد المبادلة مع الطرف الآخر ليتفاجأ في الأخير بتسوية الدفاتر العقارية لكل سكان حي "الباطوار " وهو ما استغله الشخص الثاني لصالحه والذي قام برفع دعوى قضائية مصحوبة بالوثائق مرغما إياه على الخروج من مسكنه ب"حي 500 مسكن" رغم أن الملكية ترجع إليه حسب عقد المبادلة المبرم بين الطرفين، وبهذا أصبح الشخص المتبادل معه يملك مسكنين الأول ب"الباطوار" والثاني ب"حي 500 مسكن " ومع إصراره وتمسكه بالمسكن الذي يأويه هو وعائلته المكونة من 07 أفراد تم إخراجه بالقوة العمومية من طرف الشرطة أسبوع قبل رمضان الفارط دون منحه أي مهلة للبحث عن سكن يأويه هو وعائلته. ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني التشرد بعد أن تفككت أسرته مؤكدا أنه راح ضحية ظلم وأنه على أتم الاستعداد لمواجهة الطرف المتسبب في القصية بالأدلة الدامغة والحجج مطالبا السلطات المحلية والجهات القانونية والعدالة الجزائرية بإعادة كل ذي حق حقه لاسترداد مسكنه الكائن ب"حي 500 مسكن" أو الزام الطرف الآخر بتعويضه ماديا وهذا لإخراجه من ويلات التشرد والمعاناة بعد أن كان يعيش رفقة عائلته بمسكن هو في الحقيقة ملكا له . لونيس رضوان يطالب العديد من سكان بلدية" بن داود " التي تقع على بعد حوالي 60 كم غرب الولاية بترميم وتجهيز قاعة العلاج المتواجدة على مستوى والتي تفتقر إلى أدنى الشروط الأساسية منها انعدام التجهيزات الطبية . إضافة إلى كونها القاعة الوحيدة التي لا تتوفر على أي لافتة تدل على وجودها ومعظم جدران وأسقف العيادة معرضة للانهيار في أي لحظة نظرا لهشاشتها بفعل العوامل الطبيعية خاصة واقتراب فصل الشتاء. سكان البلدية أوضحوا أن المرضى في غالب الأحيان يعانون ظروفا قاسية في ظل انعدام الوسائل الطبية والتجهيزات الحديثة رغم النداءات والشكاوي التي أطلقها المواطنون إلا أن السلطات المعنية لا تزال تقف موقف المتفرج على الوضع. يحدث هذا رغم أن ذلك لم يشفع لهذه العيادة الاستفادة من مشروع إعادة ترميمها وتجهيزها وفق الشروط التي أقرتها وزارة الصحة والسكان فيما يتعلق بالصحة الريفية. الأمر الذي دفع العديد من المرضى إلى التنقل بتكاليفهم الخاصة إلى البلديات المجاورة بهدف الاستفادة من العلاج رغم المسافة البعيدة وظروف العيش القاسية بالمنطقة كبلدية "المهير" و"المنصورة" و «اليشير» وأمام هذا الوضع المزري يطالب سكان بلدية بن داود السلطات المحلية باعادة ترميم وتجهيز العيادة بالوسائل الطبية وفك المعاناة عن عشرات المرضى في أقرب الأجال . خصص المجلس الشعبي البلدي لبلدية "المهير" الواقعة في المدخل الغربي لولاية برج بوعريريج. غلافا ماليا يقدر ب 200 مليون سنتيم موجه لإنجاز ثلاثة ملاعب جوارية بمختلف قراها. هذه العملية هي جزء من مخطط البلدية للتنمية لهذا العام والتي تم توزيعه حسب أولوية كل قرية التابعة لذات البلدية وعددها يفوق 07 قرى ريفية وقد استفادت من هذا المشروع المهم قرية" السلاطنة" التي معظم سكانها شباب وقرية" حراشن مشتة " بالإضافة إلى قرية "معايزة ".وقد لاقت هذه العملية استحسانا كبيرا عند الشباب حيث تعتبر مطلبهم الأساسي في الآونة الأخيرة لقضاء بعض أوقاتهم حيث أنه في الماضي كانت المرافق الرياضية شبه غائبة .. وعن استفادة القرى الاخرى التابعة لبلدية المهير ففي المستقبل سوف تستفيد هي الأخرى على حصصها من المرافق. لونيس انتهت معاناة سكان قرية "عين التراب" التابعة إقليميا إلى بلدية" سيدي مبارك " الواقعة في المدخل الشرقي لولاية برج بوعريريج على بعد 9 كلم عن مقر الولاية من قارورات غاز "البوتان" وذلك باستفادتهم من هاته المادة الحيوية والتي تعتبر شغلهم الشاغل في السنوات الأخيرة،حيث استفادت 510 عائلة من العملية وبغلاف مالي قدر ب " مليار ونصف " دينار جزائري. وبهذا تنتهي معاناة هؤلاء السكان حيث تزامن هذا مع قرب فصل الشتاء واشتداد البرد .في ظل وصول سعر قارورة الغاز 400 دج أوأكثر في حين امتلكت الفرحة والسعادة سكان القرية. خصص المجلس الشعبي لبلدية "العناصر" شرق الولاية غلافا ماليا معتبرا يقدر ب 600 مليون سنتيم تم توجيهه إلى تعبيد طريق "الحوجي" بذات البلدية على مسافة تقدر ب 800 متر وهي عملية تهدف إلى تهيئة الطريق والتحسين الحضري للبلدية.