تشهد أسعار المواشي بولاية بسكرة تذبذبا وتفاوتا كبيرين بين سوق وسوق، ومن يوم إلى آخر وإن كانت منذ أكثر من أسبوع مناسبة إلى حد مقبول بالنسبة للمواطنين، مما جعل الكثير من المربين يحجمون على بيع ماشيتهم، إلا أنه مع اقتراب العيد ارتفعت الأسعار بشكل محسوس لكن هناك إمكانية كبيرة لذوي الدخل الضعيف من اقتناء أضحيتهم. وهذا في ظل تنوع المواشي بين الخروف، الكبش، الشاة، الماعز، الجدي والتيس، ولكل واحد من هذه الأسماء أصناف ولكل صنف سعره الخاص، حيث تعد الأسعار بأسواق "الزاب الغربي" مرتفعة جدا مقارنة بالضفة الشرقية، وهذا لعدة اعتبارات حسب بعض الموالين فماشية الجهة الغربية على غرار "أولاد جلال"، "الدوسن" و"رأس الميعاد" لها سلالة مميزة من جميع النواحي، سواء تعلق الأمر بمنظرها العام، وزنها الكبير، أو نوعية صوفها ومذاق لحمها، مما أهلها لتكون ذات شهرة عالمية، كما يعد توافد التجار من عدة ولايات سببا مهما في ارتفاع الأسعار وذلك بعد تزايد الطلب مقابل محدودية العرض، يضاف إلى هذا انتشار وازدياد التجار الوسطاء أو ما يعرف محليا "بالعواطة" يشترون ويعيدون البيع داخل نفس السوق، كما تعتبر ظاهرة المربين أو التجار المؤقتين أو المناسبتيين سببا مساهما في هذا الارتفاع، حيث يشترون مجموعة من الخرفان الصغار والضعاف قبل موعد العيد بأشهر ويقومون بتسمينها وتوليتها عناية كبيرة لتكون جاهزة لمثل هذا اليوم ويعرفون محليا "بالقراسة"، كما أن غلاء وارتفاع أسعار الأعلاف التي اعتبرها المربين نتيجة طبيعية للجفاف الذي مس المنطقة. وفي مقابل ذلك فإن أسواق "الزاب الشرقي" وإن كانت أقل غلاء مقارنة بالجهة الغربية، فهذا لا يعني أنها أسعار مغرية فمسببات الغلاء هي نفسها ولكن بدرجات متفاوتة، وما ميز تجارة الأضاحي هذه السنة انتشار كبير للأسواق الفرعية، إذ تكاد تجد في كل حي سوقا رغم تعليمة والي الولاية بتحديد فضاءات البيع لتسهيل عمل البياطرة في مراقبة المواشي، حيث تم تسخير كل البياطرة لمراقبة الأضاحي قبيل العيد من خلال زيارتهم للأسواق ويوم العيد بالمسالخ، إلا أن الواقع يكشف بأن تعليمة السيد الوالي لم تحترم، وأكثر من ذلك فآخر إبداعات البيع والتي ظهرت بولاية بسكرة حديثا هو عرض الخرفان والكباش عبر الطرقات، حيث تجد البعض يقوم بعرضها وهي طليقة والبعض الآخر يقوم بتسييجها كما تبقى عملية البيع بالزرائب هي الوسيلة الأكثر شيوعا خاصة من قبل الموظفين، أو الذين لا يملكون فضاءات لوضع أضحيتهم حيث تبقى عند البائع إلى غاية ليلة العيد مقابل تسديد 1000 دينار على كل ليلة، هذا وقد أكد لنا العديد من المربين والتجار أن غالبية المواطنين يفضلون الزرائب ويعتمدون على التسديد بالتقسيط، ومن خلال زيارتنا إلى عدة أسواق معتمدة دائمة وأخرى فرعية مؤقتة ك"فوغالة"، "لوطايا"، "أوماش"، "طولقة"، "الدوسن"، "سيدي عقبة" و"زريبة الوادى" لاحظنا أن الخروف ذو اللون الأبيض الناصح أو ما يعرف باسم "الربعي" هو الأكثر طلبا وغلاء، كما يبقى الجنس الذكري مفضلا على الجنس الأنثوي إضافة إلى هذا لفت انتباهنا بعدة أسواق عرض الجدي بأعداد كبيرة. في سياق موازي وحسب بعض الموالين فالجدي إضافة إلى سعره المناسب مقارنة مع الخروف، فمذاق لحمه ليس بالبعيد على الضان، وفي المقابل تجارة الشاة سجلت انخفاضا محسوسا هذا العام مقارنة بالعام الماضي من جهة أخرى، وفي ظل تضارب الأسعار فضل العديد من المواطنين الانتظار إلى اليوم الأخير طمعا في انخفاض الأسعار خاصة عند التجار والمربين المؤقتين، وهذا بناء على ما شهدته السنوات الماضية وما يمكن أن يلخص في أسعار الماشية، فإن الأسعار محصورة بين 13000 و18000 دينار، في حين بلغ سعر أحد الكباش بسوق "فوغالة" 50000 دينار، ويبقى سعر تيس بسوق "سيدي عقبة" 20000 دينار حديث العام والخاص، كما أننا قمنا بمقارنة الأسعار المتداولة بين العديد من الأسواق فكانت النتيجة أن متوسط الفرق بينهم محصور بين 1500 إلى 2000 دينار، أي أن سعر خروف ما بسوق "زريبة الوادى" يكون 18000 دينار في حين لو عرض بسوق "أولاد جلال" سيكون 20000 دينار، ومن خلال تجوالنا عبر هذه الأسواق لاحظنا تفحص دقيق للأوراق النقدية من قبل الباعة في خضم إشاعة وجود أوراق مزورة بناء على اكتشاف مبالغ مالية مزورة خلال الأسابيع الماضية، وفي ظل كل هذا يبقى الأكيد أن الأولياء يتحصرون آلما والأكيد أيضا أن أكثر من 95 بالمائة، سيقتنون الأضحية ولو اظطروا إلى الاقتراض إرضاء للأسرة والأطفال، واتقاء الطمع في الغير ولو كان من ذوي القربى.