يعيش سكان قرية "بوميدول" الحدودية بين بلديتي "الشقفة" و"برج الطهر" بولاية جيجل، حياة بدائية وذلك في ظل العزلة التي تعرفها قريتهم النائية، والتي بلغت حدا لا يطاق مما حولّ حياة قاطني هذه القرية النائية إلى مغامرة خصوصا خلال السنوات الأخيرة. ورغم الحركية التنموية التي تشهدها العديد من المناطق المجاورة للقرية المذكورة أعلاه، إلا أن الزائر لهذه الأخيرة يتخيل بأن سكان قرية "بوميدول" لا نصيب لهم في هذا الانتعاش والحركية التي تكاد تكون غائبة بهذه القرية النائمة تحت سفوح جبال "الكلة" المتاخمة لجبل "سدّات" الشهير، وهو ما يفسر الحياة البدائية التي يعيشها سكان "بوميدول"، حيث لازال هؤلاء يعتمدون على الأحمرة لنقل المواد الغذائية إلى بيوتهم انطلاقا من مقر بلدية "برج الطهر" وحتى قرية "الشقفة"، وذلك في ظل انعدام وسائل النقل كباقي المناطق الأخرى وحتى المتوفرة منها، كما أنها توجد في حالة جد متقدمة من الاهتراء، وهو ما جعلها غير صالحة تماما للاستعمال خاصة وأن المسلك الوحيد المؤدي إلى قرية "بوميدول"، والذي يعود شقه إلى الحقبة الاستعمارية لم تمسها عملية التزفيت بعد إلى يومنا هذا، مما جعل أصحاب السيارات والمركبات يحجمون عن زيارة القرية واستغلال فضاء النقل بها لخدمة المواطنين خاصة في فصل الشتاء. ولعل ما ساعد أكثر في عزل سكان قرية "بوميدول"، هو الغلق غير المُعلن للطريق الرابط بين بلديتي "الشقفة" و"برج الطهر" مرورا بمنطقة "بوديال" القابعة على الحدود مع بلدية "الجمعة بني حبيبي" بولاية جيجل، وذلك من جراء الظروف الأمنية الصعبة التي لا تزال تعيشها هذه المنطقة، وهو الغلق الذي عزل أكثر سكان منطقة "بوميدول" وأدخلهم في طي النسيان بل ودفع بالكثير من أهالي هذه القرية إلى الفرار نحو العديد من مدن الولاية، وحتى باتجاه ولايات أخرى مجاورة تاركين بقية أهالي القرية ممن سحقهم الفقر والحاجة يواجهون مصيرهم المحتوم، حيث عبر السكان عن معاناتهم الكبيرة بجملة واحدة وهي أن "التفاتة واحدة من طرف السلطات قد تساعدهم في تجاوز المحنة، وتعيد لهم الأمل في الحياة" في قرية تبدو للوهلة الأولى أنها ماتت منذ قرون.