يعيش سكان قرية محسن الواقعة على بعد حوالي (8) كلم عن مقر بلدية برج الطهر في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي وذلك جراء سوء المسالك المؤدية إلى هذه القرية ناهيك عن انعدام وسائل النقل التي تربط هذه المنطقة سواء بمقر بلدية برج الطهر أو ببقية التجمعات الحضرية الأخرىوقد انعكس هذا الوضع المأساوي الذي ماانفك يتفاقم مع مرور الأيام والشهور على طبيعة الحياة بقرية محسن التي غادرها أكثر من (80) بالمائة من سكانها خلال السنوات الأخيرة باتجاه مختلف مناطق ولاية جيجل وخاصة الشقفة والطاهير وذلك هروبا من قساوة الحياة بهذه القرية التي تحولت في ظرف وجيز إلى قرية أشباح بفعل النزوح الكبير الذي عرفته رغم أنها كانت مصنفة الى وقت ليس ببعيد في صدارة القرى الجيجلية التي تنبض بالحياة والإبداع سيما في ظل الثروة الحيوانية والنباتية التي تزخر بها وتوفرها على حقول كبيرة من أشجار الزيتون وبقية الأشجار المثمرة وقد شهدت القرية المذكورة خلال الفترة الأخيرة عودة تدريجية لبعض سكانها الذين هجروها خلال الأزمة الأمنية وذلك بعد استفادة بعضهم من المساعدة الخاصة بالسكن الريفي وهي المساعدة التي مكنت هؤلاء من إعادة ترميم بيوتهم التي تهدمت بشكل شبه كلي على عهد الأزمة الأمنية فيما تمكن آخرون من بناء بيوت جديدة معتمدين على إمكاناتهم الخاصة رغم صعوبة إيصال مواد البناء إلى منطقتهم بفعل غياب وسائل النقل وحتى الطرقات وهو ما يفسر لجوء هؤلاء إلى الطرق البدائية في نقل هذه السلع وحتى المواد الغذائية عن طريق “الأحمرة” التي وجد فيها رجال محسن البديل الأمثل بعد أن احدودبت ظهور نسوتهم التي أتت عليها الأثقال وفيما تتواصل العودة التدريجية لأبناء محسن إلى قريتهم المهجورة ناشد سكان هذه الأخيرة السلطات الولائية لجيجل ومن ورائها مسؤولي بلدية برج الطهر بالإسراع في فك العزلة عن قريتهم من خلال تعبيد المسلك الوحيد الذي يربطهم بمقر البلدية المذكورة والذي أضحى غير صالح تماما للإستعمال بفعل انجراف معظم أجزائه ناهيك عن منح قريتهم الأولوية المطلقة في برامج السكن الريفي قصد إعادة إعمارها من جديد سيما في ظل رغبة أغلبية سكانها الذين هجروها خلال السنوات الأخيرة في فتح صفحة جديدة من خلال العودة إلى ديارهم بدل الإستمرار في حياة الذل والمهانة التي يعيشونها بمختلف المدن التي هاجروا إليها والتي جعلت منهم عالة على المجتمع بعدما كانوا قوة منتجة تزوّد عديد التجمعات الحضرية للولاية (18) بمختلف الخيرات التي تنتجها أراضيهم الخصبة .