يواصل سكان قرية "مشاط" 15 كيلومترا شمال شرق "الميلية" بولاية جيجل، اعتراضهم على تفريغ القمامة مانعين بذلك الشاحنات الخاصة من ولوج المفرغة العمومية المتواجدة بمنطقة "أسردون"، بمدخل القرية لليوم العاشر على التوالي. وهو الأمر الذي أدخل السلطات المحلية لبلدية "الميلية" في دوامة جديدة من المشاكل مع سكان المنطقة المذكورة، الذين ما يزالون مصرين على التصدي لشاحنات جمع القمامة القادمة من مختلف أحياء وشوارع المدينة، وبالتالي إجبار البلدية على تنفيذ الاتفاق الذي كان بينهم وبين الوالي السابق لولاية جيجل، والذي يقضي بتحويل المفرغة إلى مكانها الجديد بمنطقة "زرزور" قبل نهاية سنة 2010، وهو ما يساعد على طي ملف المفرغة التي سببت معاناة كبيرة لسكان "مشاط" وكذا لبعض سكان حي "تانفدور" على اعتبار أن جزءا كبيرا منهم يقبع بالقرب من المفرغة، والذي يعمه الدخان يوميا ولعدة كيلومترات من جراء حرق تلك النفايات، ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة، أين خلفت تلك الوضعية العديد من الإصابات بين السكان بمختلف الأمراض الفتاكة وفي مقدمتها مرض الربو الذي أصاب الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص. هذا وإذا كان سكان "مشاط" قد نفذوا تهديداتهم من خلال اعتراض شاحنات نقل القمامة، فإنه وبالمقابل تم وضع سكان بلدية "الميلية" في موقف لا يحسدون عليه، وذلك بعد تكدس الفضلات المنزلية بمعظم الساحات والشوارع العامة والتي تركت لعدة أيام دون أن تجمع من طرف عمال النظافة التابعين لذات البلدية، والذين لم يجدوا مكانا يضعون فيه القمامة يكون بديلا لمنطقة "أسردون"، وأدى إلى تدمر سكان المدينة الذين لم يجدوا من جهتهم حلا لهذه المعضلة بعدما باتت تهدد صحتهم، وبات الوضع حديث العام والخاص وانتشرت مناظر تجمعات أكياس القمامة بالقرب من المطاعم والمقاهي، وباتت الديكور السائد في المدينة. هذا واتهمت البلدية أعضاء جمعية حي "أسردون" بالوقوف وراء عملية تحريك سكان القرية ودفعهم إلى الوقوف في وجه الشاحنات، وعلى هذا عملت البلدية على جر الجمعية إلى أروقة المحاكم مما زاد من تعفن الوضع على اعتبار أن الجمعية ممثلة للسكان كما يقول هؤلاء، والذين يرون في بقاء هذه المفرغة في تلك المنطقة تهديد واضح لصحتهم وبالتالي لابد من تطبيق الاتفاق الذي كان مع الوالي السابق لولاية جيجل، والذي يقضي بتحويلها قبل نهاية 2010، وهو القرار الذي يقول بشأنه السكان أنه كان مناسب وبعث فيهم بصيصا من الأمل بنهاية مسلسل عنوانه مفرغة "أسردون".