لم يتخلص سكان قرية “مشاط” الواقعة شمال بلدية الميلية بجيجل من آثار التخلف والحرمان، حيث لا تزال البداوة بكل مظاهرها تصبغ حياتهم اليومية أوضح عدد من مواطني القرية في حديثهم ل “الفجر”، بأن معضلة الماء تبقى تلاحقهم في عز الشتاء؛ إذ يتزودون بمياه غير معالجة، الأمر الذي جعل معظم أرباب العائلات يتنقلون مسافات طويلة لجلبها من ينابيع وعيون يثقون في نوعيتها بواسطة السيارات والأحمرة ضمانا لتزويد عائلاتهم بمياه صافية ونقية. وفي هذا السياق، اتهم مواطنو القرية المجلس الشعبي الحالي بالتقاعس في حل معضلة المياه لكونه فشل في إنشاء شبكة خاصة بالقرية، مبرزين بأنهم أوصلوا انشغالهم هذا في الكثير من الأحيان للسلطات المحلية التي لم تستجب لهم لحد الآن. وفي ذات الوجهة، تأسف سكان مشاط لغياب فرع بلدي يخلصهم من معاناة التنقل اليومي إلى مدينة الميلية لاستخراج مختلف الوثائق الإدارية. كما أن افتقار المنطقة لعيادة أو مستوصف قد زاد من تعقد وضعهم الاجتماعي وتردي وضعهم الصحي الذي يحتم عليهم التنقل اليومي لعيادات ومستشفى المدينة إذ يكلفهم ذلك أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها. رئيس البلدية : “فتحنا مدرسة من أجل 4 تلاميذ فقط” !! ومن جانب آخر، كشف عمر بولجويجة، رئيس المجلس الشعبي لبلدية الميلية ل”الفجر” عن برنامج لتزويد مشاتي شمال البلدية على غرار مشاط وزرزور والعتقة وأولاد الصالح انطلاقا من سد بوسيابة، موضحا بأن الأزمة ستنتهي ريثما يتم الانتهاء من مد القنوات وإقامة الشبكات التي ستسمح بربط البيوت وتزويدها بالمياه بشكل كاف ونوعي. وعلاوة على ذلك، أوضح مصدرنا بأن سكان مشاط محظوظون لكونهم استفادوا من مشروع هام يتعلق بتعبيد الطريق الذي يربط قريتهم بمركز البلدية إذ يعود إليه الفضل في تخليصهم من العزلة التي صارت من الماضي، لا سيما مع عودة مئات المواطنين إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجروها في عشرية الدم والدموع. وفي نفس السياق أكد لنا المسؤول الأول على ثاني أكبر بلدية بالولاية جيجل على تمكّن البلدية من إدخال الكهرباء لكل بيوت القرية دون استثناء وقد سمح استتباب الأمن بالمنطقة في العقد الأخير من عودة سكان القرية لخدمة الأرض وبعث النشاط الفلاحي من جديد، إذ يرتكز خلال الأيام الحالية على جني الزيتون. ونفى رئيس المجلس أن تكون البلدية قد قصّرت في حق سكان القرية وأبنائها، ضاربا مثالا بفتح مدرسة ومطعم في إحدى جهاتها لأجل تمدرس 04 تلاميذ فقط.