قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «الصادق دزيري» إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تتحمل قسطا من مسؤولية ما حدث في الجزائر مؤخرا «بسبب ضعف الوازع الديني»، داعيا إلى «بلورة مجتمع مدني واع ومسؤول لإعادة الأمل في نفوس اليائسين من الشباب بدل الانتحار والحرقة واليأس جراء سياسة الهروب إلى الأمام، والتنصل من المسؤولية وإلقاء اللائمة على الغير». أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في بيان تلقت الأيام نسخة منه، أنه «في الوقت الذي كان الاتحاد ينتظر من وزير الشؤون الدينية الاعتراف بالسياسة الفاشلة المنتهجة للحكومة المشكلة من أحزاب التحالف التي يعد حزبه أحد الأطراف فيها -على حد تعبيره- نتيجة خنق الحريات وتدجين أغلب المجتمع المدني الذي، كان من المفروض أن يؤدي دورا إيجابيا لتفعيل الطاقات الشبانية وتأطيرها بما يخدم الوطن، وفتح المجال واسعا للحريات الفردية والجماعية، والتفكير مليا وبكل موضوعية في كيفية إيجاد السبل الكفيلة لضمان رفاهية المواطن باتخاذ إجراءات استعجالية في خدمته، واقتراح مشاريع للقضاء على البطالة المتفشية حتى في أوساط خريجي الجامعات بدل منحة البطالة التي تعتبر مسكنا إلى حين»، مضيفا بالقول «غير أنه اتهم الأساتذة ومن ورائهم النقابات المستقلة بالضلوع في الفوضى العارمة، والتخريب الذي عم أرجاء الوطن في خضم الأحداث التي عاشتها الجزائر أخيرا»، يضيف البيان. وأشار البيان في السياق ذاته إلى أن هذه الأحداث «تتحمل مسؤوليتها الحكومة لأنها نتاج تفشي البطالة وتدهور القدرة الشرائية جراء الغلاء الفاحش للمعيشة، وضعف الوازع الديني الذي تتحمل وزارة الشؤون الدينية القسط الوافر منه». وأضاف البيان ذاته أن الهدف من تصريحات «غلام الله» «سوى تحويل الأنظار عن قطاعه الذي يعرف مشاكل جمة، كمعاناة حجاجنا الميامين ومعاناة موظفي الشؤون الدينية عموما والأئمة خصوصا، موضحا أن هؤلاء في مؤخرة سلم ترتيب الموظفين، فلا أجرة يتقاضونها بانتظام، ولا حرية تعبير لتوجيه الأمة ولا نقابة تدافع عنهم، ولا خدمات اجتماعية يستفيدون منها على غرار القطاعات الأخرى تقلل من معاناتهم». وأكد رئيس الاتحاد أنه لم يجد تفسيرا لاتهام وزير الشؤون الدينية لقطاع التربية. وذكر البيان أن الأساتذة هم الذين رفعوا العلم الوطني خفاقا في كل المؤسسات التربوية في قمم الجبال وفي أقصى الجنوب طيلة الأزمة الوطنية في الوقت الذي فكر فيه الكثير الهروب إلى الخارج، مشيرا إلى أن «الأساتذة والأولياء هم من قاموا بحماية المؤسسات التربوية من التخريب في بعض المناطق وتصدوا للشباب الغاضب من الأوضاع الاجتماعية المتردية، وكانوا الحصن المنيع لها.» وأضاف البيان أنه كان الأولى ب«غلام الله» أن يفكر في كيفية بلورة مجتمع مدني واع ومسؤول لإعادة الأمل في نفوس اليائسين من الشباب، بدل الانتحار والحرقة واليأس جراء سياسة الهروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية وإلقاء اللائمة على الغير.