أكد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب، «جون برينان»، أنه أبلغ الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» بأن واشنطن تدعم موقف الجزائر الذي يقضي برفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في منطقة الساحل تحت مبرّر مكافحة الإرهاب، إلى جانب كونها تُعارض قطعيا دفع الفدية للإرهابيين، واصفا مستوى العلاقات بين البلدين في الجانب الأمني على أنها «قوية جدّا». أفاد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب، أنّ المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية شملت العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وقال إن «النقاش كان صريحا ومفتوحا»، مشيرا إلى أنه جاء الجزائر حاملا معه رسالة من «باراك أوباما» إلى نظيره «عبد العزيز بوتفليقة» يُبلغ فيها «رغبته في إقامة علاقات قوية مع الجزائر»، إضافة إلى تأكيده أن «أوباما أبرز جهود الجزائر وتعاونها في مجال مكافحة تنظيم القاعدة وفروعها». وضمن هذا السياق كشف مستشار «أوباما» بالمناسبة أنه نقل إلى الرئيس «بوتفليقة» موقف الرئيس الأمريكي الداعي إلى «احترام قرارات الشعب التونسي وإرادته، والحوار بين الأطراف المعنية من أجل إيجاد الحلول المناسبة من أجل تفادي سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء»، إضافة إلى «منع استغلال هذه الأحداث من بعض المتطرفين بما يتسبب في إراقة مزيد من الدماء»، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تدعم الشعب التونسي من أجل تفادي استمرار العنف وتحقيق استقرار البلاد. وأشار «جون برينان»، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر السفارة الأمريكية في ختام زيارة رسمية دامت يومين، إلى أن «الشعب الأمريكي يُقدّر كفاح الشعب الجزائري ضد الإرهاب، ونحن نستخلص الدروس من هذه التجربة»، مضيفا في سياق حديثه أن «البلدان خرجا من هذه التجربة أكثر قوة»، وهو ما يستدعي، على حدّ تعبيره، بذل مزيد من الجهود والتعاون والتنسيق الأمني من أجل ضمان النجاح في مكافحة «القاعدة»، كما أوضح أن واشنطن لن تتوقف في حربها إلا إذا قضت على هذا التنظيم بشكل نهائي. وحسب ما جاء على لسان الأمين العام السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أي»، فإن الإدارة الأمريكية «ترفض قطعيا دفع فدية للإرهابيين، وهي تُعبّر عن تضامنها مع الجزائر في هذه المسألة..»، ورأى أنه من الأهمية اعتماد الخيار الذي أسماه «الشراكة» مع الجزائر ودول المنطقة بديلا عن «التدخل الأجنبي»، قبل أن يُضيف «الولاياتالمتحدة عازمة وعلى استعداد دائم للتعاون في هذا المجال من أجل تعزيز قدرات هذه الدول في مكافحة الإرهاب في إطار احترام سيادتها». وردّا على سؤال آخر يتعلق بموقف واشنطن من تدخل الحكومة الفرنسية في منطقة الساحل بعد احتجاز عناصر «القاعدة» رعايا فرنسيين رهائن لديها، اكتفى المسؤول الأمريكي بإجابة مقتضبة «على الحكومة الفرنسية أن تتحمل مسؤولية حماية مواطنيها»، ثم استطرد «إننا نعمل مع الحكومة الفرنسية مثلما هو الشأن مع حكومات بلدان منطقة الساحل لأن الأمر يتعلق بالنسبة إلينا بالحفاظ على استمرارية الحوار». كما لم يتوان «جون برينان» في الاعتراف بأن هذا الملف كان ضمن دوافع قدومه إلى بلادنا «لهذا الغرض قمت بهذه الزيارة إلى الجزائر لأن الأمر يتعلق بالنسبة إلينا بتعزيز الحوار أكثر فأكثر»، وبعدها أجاب بشكل صريح أنه من حق فرنسا اللجوء إلى التدخل العسكري من أجل حماية رعاياها المختطفين، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة ستستنفذ كافة الحلول الممكنة في سبيل تحرير رعاياها في حال ما إذا تعرضوا لنفس السيناريو. وعلى صعيد آخر، اعتبر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب أن بعض القضايا العالقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستوجب الحل، وأن واشنطن تقدم المساعدة اللازمة لمساعدة الأطراف المعنية على حل مشاكلها، في إشارة واضحة منه إلى القضية الفلسطينية والنزاع في الصحراء الغربية.