أبدت شركة «سونلغاز» تخوفها من الاستهلاك المفرط للطاقة الذي صنفته بأنه قياسي وتاريخي في حال استمرار التقلبات الجوية وموجة البرد التي تشهدها مختلف مناطق الوطن منذ أسبوع تقريبا، وهذا بعد أن شهدت المناطق الشمالية من الوطن كتلة هوائية باردة جدا قادمة من أوروبا الشرقية أدت إلى تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج بالأخص على المرتفعات الشمالية الوسطى والشرقية التي يزيد علوها عن ال600 متر، الأمر الذي أثّر على درجات الحرارة التي وصلت إلى ما دون الصفر على بعض المناطق الداخلية وهو ما استدعى المواطنين إلى الزيادة في الطلب على الطاقة التي وصل استهلاكها الذروة يوم الأحد الماضي. وأفاد بيان لشركة «سونلغاز» والذي تحصلت «الأيام» على نسخة منه أن المركز الوطني لمتعامل النظام الكهربائي سجل استهلاكا قياسيا تاريخيا للكهرباء يوم الأحد الماضي على الساعة السابعة مساء وثلاثين دقيقة، وأوضحت شركة «سونلغاز» أن موجة البرد التي شهدها الوطن أدت إلى تسجيل طاقة قصوى مطلوبة قدرت ب7745 ميغاواط مسجلة ارتفاعا، معتبرا قدر ب8.13 بالمائة مقارنة بالطاقة القصوى المطلوبة المقدرة ب7163 ميغاواط التي سجلت يوم 10 جانفي 2010 مذكرة بأن الرقم القياسي السابق سجل يوم 24 أوت 2010 على الساعة الثامنة مساء وثلاثين دقيقة، حيث بلغت الطاقة القصوى المطلوبة 7718 ميغاواط، فيما أشار بيان الشركة إلى احتمال تسجيل طاقات قصوى مطلوبة أخرى إذا ما شهد الوطن موجات برد أخرى خلال هذه الفترة الشتوية التي تمتد إلى غاية شهر مارس، مما يعني أن مصالح «سونلغاز» متخوفة من استمرار مثل موجات برد كتلك التي تشهدها مختلف ربوع الوطن هذه الأيام والتي تؤدي إلى الاستعمال المفرط للطاقة وبالتالي يتسبب الأمر في إحداث أعطاب وانقطاعات في الكهرباء على بعض المناطق التي تشهد ضغطا كبيرا في نسبة السكان القاطنين بها، كما من شأن التقلبات الجوية التسبب في إتلاف وانهيار الأعمدة الكهربائية في حال هبوب رياح قوية مرفقة بتلك الاضطرابات الجوية المعهودة في مثل هذا التوقيت. وكان بيان الشركة قد ذكر بأن الطاقة القصوى المطلوبة هي الطلب الأقصى لكافة المستهلكين المربوطين بالشبكة وتعد ذروة الاستهلاك، كما ذكرت «سونلغاز» أن استهلاك الكهرباء يبلغ مستوياته القصوى عندما يجتمع جميع أفراد العائلة في البيت ويشغلون في آن واحد المصابيح والسخانات الكهربائية والأجهزة الكهرومنزلية الأخرى المعهودة كالتلفاز والمذياع. وعلى صعيد آخر ذكر بيان الشركة أن موجة البرد التي تجتاح الوطن هذه الأيام تسببت في إحداث اضطرابات بالتزود والتموين بالغاز الطبيعي في العديد من أحياء وبلديات كل من تيزي وزو وبومرداس شرق العاصمة، موضحا أن الارتفاع القوي لاستهلاك الغاز بأكثر من 20 بالمائة فضلا عن أشغال ترميم أنبوب الغاز الذي يمون منطقة وسط الوطن التي بادرت بها شركة سوناطراك تسبب يوم الأحد الماضي في تراجع مفاجئ لضغط الغاز وانقطاع في تموين ثمانية محطات عمومية للغاز، مست أساسا مناطق زموري، الناصرية وسي مصطفى بولاية بومرداس وكل من منطقة فريحة وياكوران وبوزقن وكذا تيزي راشد ومقلة في ولاية تيزي وزو، كما ذكر البيان أن أعوان فرق الصيانة لمجمع «سونلغاز» قد تجندوا للسهر على إعادة الغاز للمناطق المتضررة مما سمح باستئناف تموين 12700 بيت بالغاز الطبيعي تدريجيا. هذا وكانت سونلغاز قد ذكرت أن مصالحها المختلفة قد جندت طاقات الإنتاج المتنوعة والإضافية تحسبا لفصل الشتاء وما ينجر عنه من الزيادة والطلب المستمر على الطاقة.