احتشد أكثر من مليون شخص في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة تلبية لدعوة القوى السياسية لمظاهرة مليونية للمطالبة برحيل الرئيس "حسني مبارك" وسط احتجاجات في باقي المدن، بينما تواردت أنباء عن اندساس أشخاص يرتدون زيا عسكريا بهدف الوقيعة بين الجيش والمتظاهرين. وقالت مصادر صحفية إن عدد المتظاهرين تجاوز المليون رغم إغلاق الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير، وسط هتافات تطالب برحيل مبارك "يا شعب قوم من النوم، النهار ده آخر يوم". وأشارت المصادر إلى أنه تم قطع إرسال شبكات الهاتف المحمول في منطقة ميدان التحرير، حيث سبق أن ذكر وزير الإعلام في الحكومة المصرية "أنس الفقي" أن شبكة الهاتف المحمول ستتوقف كإجراء استباقي لقطع الاتصال بين الناشطين المصريين المنظمين للمظاهرة المليونية. وذكرت أن آلاف المصريين ما زالوا يتدفقون على ميدان التحرير وأن الجيش المصري سمح بعبور عشرات المتظاهرين الذين كانوا عالقين على نقاط التفتيش. وبرزت مع بدء الاستعدادات للمظاهرة المليونية في القاهرة تطورات ملموسة على مستوى الهتافات والتعابير المستخدمة التي وصل بعضها حد المطالبة بإعدام الرئيس كما تجلى ذلك -بحسب وكالة رويترز للأنباء- بقيام بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة برفع دمية تصور الرئيس "حسني مبارك" يعدم شنقا بعد محاكمة أقيمت له في الميدان. كما شملت المحاكمة ثلاثة من كبار مسؤولي النظام المصري وهم فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وأحمد عز رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم الذي قدم استقالته من منصبه الحزبي قبل أيام، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي. وفي الجانب الأمني عادت قوات من الشرطة إلى الانتشار في الشوارع بشكل حذر، في حين تواصل لجان شعبية عمليات حماية المنشآت العامة والخاصة بالتعاون مع عناصر الجيش التي انتشرت بمعظم المحافظات، وسط قلق مستمر بسبب عمليات سلب ونهب تزامنت مع هروب أعداد كبيرة من السجناء. وأكدت مصادر أمنية أن مهام قوات الأمن ستقتصر على حفظ الأمن وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين. على الجانب الحكومي أعلن وزير الإعلام المصري "أنس الفقي" أمس توقف جميع شبكات الاتصال الخلوي في البلاد في إطار الإجراءات التي اتخذت استباقاً للمظاهرة المليونية في العاصمة القاهرة والمدن المصرية الكبرى. ومن جهة أخرى أجمعت عدة صحف أوروبية تناولت الأحداث الجارية في مصر من زاوية علاقة القاهرة بإسرائيل على أن نظام الرئيس حسني مبارك يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأشارت إلى المخاوف الإسرائيلية من سقوط مبارك. وتناولت صحيفة "إلباييس" الإسبانية في عددها الصادر أمس بالتحليل ما يمكن أن يسفر عنه سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك وتداعيات ذلك على العلاقة بالكيان الصهيوني. وأشارت إلى مخاوف كبيرة تنتاب صناع القرار السياسي في إسرائيل إزاء سقوط مبارك، ولفتت إلى أن إسرائيل تخشى من العزلة في المنطقة إذا سقط مبارك. أما صحيفة ليبراسيون الفرنسية التي استهلت بداية تعليقها ب"صدق" مقولة الزعيم السوفياتي فلاديمير لينين من أنه "إذا أعربت الطبقة الدنيا عن عدم رغبتها وأعربت الطبقة العليا عن عدم استطاعتها فلا بد أن تنجح الثورة"، وأردفت بالقول إن الشعب المصري أعلن أنه لم يعد راغبا في استمرار النظام. وفي إشارة إلى إعلان الجيش المصري اعتزامه عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين قالت الصحيفة اليسارية إن الجيش أعلن بذلك أنه "لم يعد يستطيع" عندما أعلن "مجبرا بعض الشيء" تفهمه لمطالب المتظاهرين. وأضافت الصحيفة أنه حان الوقت للاحتفال "ببطولة شعب بسيط أثار رعب الطغاة وغير مجرى التاريخ"، وذكرت الصحيفة أن نورا كبيرا سطع "على غير المتوقع" من الشرق. أما صحيفة سفينسكا السويدية المحافظة التي شددت على أن ثورة تونس هي بداية لاحتجاجات أخرى في كل من المغرب واليمن والأردن فقد خلصت إلى القول إن "النظام في مصر على حافة الانهيار". وحملت الصحيفة الولاياتالمتحدة مسؤولية نشوء ورعاية تلك الأنظمة "المعتدلة" في العالم العربي، اقتصاديا وعسكريا، ومساعدتها على امتلاك سلطة مطلقة"، وتابعت "لا بد من إنهاء هذه السياسة".