لازالت عملية التضامن مع المنكوبين من ضحايا الفيضانات الأخيرة، التي شهدتها دائرة "وادي الزناتي" بالجهة الجنوبية الغربية لإقليم ولاية قالمة متواصلة، منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، أين تسبب فيضان الوادي العابر بوسط المدينة في مقتل أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من عائلة واحدة. وذلك بسبب تساقط كميات معتبرة من الأمطار فاقت 105 ملمتر، ويتعلق الأمر بسيدة تبلغ من العمر 35 سنة وطفليها اللذين تتراوح أعمارهما بين ثلاث سنوات وثمانية سنوات، بعدما غرقوا داخل المياه المتسربة إلى غرفة نومهم بمسكنهم المتواجد بحي "الإخوة كعاص"، إضافة إلى شيخ يبلغ من العمر 57 سنة جرفته مياه السيول وأغرقته وسط مياه الوادي العابر على جوانب بلدية "عين رقادة" ناهيك عن تصنيف أزيد من 120 عائلة كاملة مقيمة في مختلف الأحياء الموٌزعة على ضفاف الوادي العابر وسط المدينة كعائلات منكوبة، بعد أن غمرت مياه الأمطار مساكنها وتسببت في إتلاف تجهيزاتها وأفرشتها المنزلية. هذا وقد اتخذت خلية الأزمة التي أشرف على تنصيبها والي الولاية بمقر الدائرة منذ وقوع الكارثة جملة من الإجراءات المستعجلة المتضمنة أساسا ضرورة التكفل التام والعاجل بالعائلات المتضررة من خلال تمكينها من الأفرشة، الأغطية ومختلف المواد الغذائية الأساسية، حيث تم توزيع 1038 بطانية كاملة، إضافة إلى 150 قفة تحتوي على مختلف المواد الغذائية تجاوز سعر الواحدة منها مبلغ 7000 دينار، كما طمأنت الخلية المحصيين منها في إطار السكنات الهشٌة، بحصولها على سكنات جديدة ابتداء من الصائفة القادمة. وفي سياق متصل علمنا أن السلطات الولائية بقالمة، التي ومنذ وقوع هذه الكارثة سارعت إلى تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية للوقوف ميدانيا إلى جانب المتضررين، فقد بادرت أول أمس إلى حث المقاولين والصناعيين على ضرورة المساهمة في هذه العملية التضامنية، وتوفير كل الظروف المواتية للعائلات المنكوبة حتى تتجاوز محنتها الصعبة، والتي لم تشهد المنطقة مثلها حادثا مماثلا من قبل منذ عدٌة سنوات، بعد أن أقدمت السلطات الولائية على إعداد دراسة تخص تهيئة مجرى الوادي وتهيئته ثم تغطيته بالخرسانة الإسمنتية، قبل إلغاء المشروع الذي خصصت له الدولة غلافا ماليا يفوق 70 مليار سنتيم كمرحلة أولى.