عبر العديد من أصحاب مقاهي الأنترنات بدائرة «عين الحمام» المعروفة ب«ميشلي»، والواقعة على بعد 60كلم شرق مدينة تيزي وزو، عن تذمرهم واستيائهم الشديدين جراء رداءة خدمات الشبكة العنكبوتية بفعل الانقطاعات المتكررة والمسجلة بصورة يومية. وما زاد من تذمرهم عدم تدخل الجهات المعنية لحل المشكل، بالرغم من المراسلات المتكررة التي رفعوها للجهات الوصية، وفي هذا الصدد ذهب عدد من أصحاب مقاهي الأنترنات ب«عين الحمام» إلى القول بأن الانقطاعات أصبحت تمتد لفترات طويلة خلال اليوم الواحد، وتعرف التكرر المستمر، وقد امتد المشكل إلى كل المناطق التابعة لدائرة «عين الحمام»، وذلك على غرار بلديات «آيت يحيى»، «إفرحونان»، «إعطافان»، «إمسوحال»، «إبوذراران»، «أقبيل»، «إليلتان» وغيرها، هذا ولم يخف بعضهم أن هذا الانقطاع المتكرر دفعهم إلى غلق أبواب محلاتهم في وجه الزبائن، وهو الشيء الذي جعلهم يشعرون باستياء كبير، كون أن هذا المشكل عرقل نشاطهم، وفي هذا الصدد أكد «سفيان» وهو عامل بمقهى للانترنت وسط مدينة «بوغني» أن انقطاع الشبكة العنكبوتية اضطرهم إلى غلق أبواب محلاتهم ليومين متتالين وتحديدا منذ الأحد المنصرم، في حين لم يسجل أن نوع من التدخلات من قبل الجهات المعنية، لأجل حل لهذا المشكل، يحدث هذا رغم المراسلات التي رفعوها في العديد من المرات، وهو ما أكده «فريد» صاحب مقهى للإنترنيت، إذ أكد أن هذه الانقطاعات التي تشهدها الشبكة تمتد لعدة أيام متواصلة في بعض الأحيان، وهو ما يحرمهم العمل، رغم أن محلاتهم تعرف توافدا عدد كبير من الزبائن، والذين يقصدونه من مختلف القرى المجاورة على غرار «بومهني»، «آيث منداس»، «آيث كوفي» وغيرها. وفي سياق متصل، ذهب «س· حميد» وهو عامل بمقهى الأنترنات إلى القول بأن الانقطاعات اليومية والمتكررة في شبكة الأنترنات ب«بوغني» جعلتهم يعيشون حالة من التذمر والاستياء، وفي نفس السياق، أردف شريكه قائلا: "هذا الوضع دفعنا إلى غلق باب المحل في وجه الزبائن، ومداخلنا في اليوم أصبحت قليلة جدا، ولا تكفي حتى لتغطية نفقات الاشتراك في الهاتف والإنترنت''، وذكر هؤلاء أن تكرار الانقطاع دفع بالعديد من الزبائن إلى هجر مقاهي الأنترنت، هذا كما أشار أصحاب مقاهي الأنترنات ب«عين الحمام» إلى أن منطقتهم استفادت منذ مدة من خدمة الربط بشبكة التدفق العالي أو المعروفة ب«أديسال»، لكن هذه التقنية المتطورة -حسب تصريحاتهم- لم تأت بجديد بدليل أنها لم تكفل وضع حد لسلسة الانقطاعات المسجلة ، كما ذهبوا إلى التأكيد بأن الانقطاعات تحدث بصفة يومية ومتكررة ما جعل نوعية الخدمات تكون رديئة· رغم الشكاوى المرفوعة إلا أن المشكل لا يزال قائما وأشار بعض المشتركين في خدمة الأنترنات بمن فيهم الزبائن أنهم قاموا برفع عدة مراسلات للمصالح المعنية خاصة مصالح اتصالات الجزائر، غير أن لم يسجل أي تدخل لحل المشكل ة ووضع حد لهذه الانقطاعات، وهذا الإهمال على حد تعبيرهم أصبح يقلقهم، خصوصا وأن هذه الوسيلة المتطورة أصبحت تستعمل بصفة كبيرة في مجال البحث والاتصال. وفي سياق موازي، صرح ل"الأيام" بعض الشباب من مدينة «بوغني»، الذين يترددون على مقاهي الأنترنات بشكل دائم، بأن هذه الأخيرة صارت ملجأهم الوحيد في ظل غياب المرافق الترفيهية على مستوى مقرات سكناهم، إلى جانب البطالة الخانقة التي تلازم باستمرار يومياتهم، ومن ثمة فإنهم -يضيف هؤلاء- لا يجدون متنفسهم إلا في الإبحار عبر مواقع «النيت»، ويضيف «حسين» وهو طالب جامعي أنه يضطر إلى التنقل إلى غاية البلديات الأخرى ك«ذراع الميزان» و«تيزي وزو» من أجل تسيير شؤون تعليم، وتبعا لذلك يناشد هؤلاء التسوية العاجلة لمشكل الانقطاعات الحاصلة والتي حالت السير الحسن لعمل أصحاب مقاهي الأنترنات والزبائن على السواء. هذا كما ذهب عدد من الشباب البطال بدائرة «عين الحمام» إلى التصريح بأنهم لا يجدون في المنطقة مكانا آخرا لقضاء أوقات فراغهم سوى مقاهي الأنترنات، فتواصل هذا المشكل جعل الكثير منهم يعيشون حالة من الملل ويقضون جل أوقاتهم في المقاهي، لاسيما في ظل النقص الفادح للمرافق الترفيهية، وفي هذا الصدد، يقول أحد الشباب '' إننا نلجأ يوميا إلى مقاهي الأنترنات لقضاء معظم أوقاتنا بهدف التقليل من الملل الذي نعيشه، خصوصا وأن البطالة في هذه المنطقة فاقت كل الحدود، لكن الانقطاعات المتكررة واليومية لشبكة الأنترنات في عين الحمام جعلتنا لا نجد فضاء آخرا للترفيه عن أنفسنا''، وهو ما أكده محمد صاحب ال26عاما بقوله: ''هذا المشكل دفع بفئة البطالين إلى قضاء الوقت في المقاهي للعب الأوراق أو الدومينو أو الشطرنج، وهذا جعلنا نعيش الملل والقلق الدائم''· وفي ظل تواصل استمرار انقطاعات شبكة الأنترنات بمدينة «بوغني» وكذا دائرة «عين الحمام» والبلديات التابعة لها، يطالب أصحاب مقاهي الأنترنات والزبائن على السواء من مصالح اتصالات الجزائر بالتدخل العاجل لحل المشكل الحاصل.