عبر العديد من أصحاب مقاهي الأنترنت بدائرة بوسعادة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب مدينة المسيلة، عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من رداءة خدمات الأنترنت، وهذا جراء الانقطاعات المتكررة واليومية، وكذا من عدم تدخل الجهات المعنية لحل المشكل، بالرغم من المراسلات المتكررة التي رفعوها إليهم. وأكد أصحاب مقاهي الأنترنت ببو سعادة، أن الانقطاعات أصبحت تمتد لفترات طويلة في اليوم، وتتكرر باستمرار، ومست كل المناطق التابعة لدائرة بوسعادة، حيث لم يخف بعضهم أن هذا الانقطاع المتكرر دفعهم إلى غلق أبواب محلاتهم في وج الزبائن، وهو الشيء الذي جعلهم يعيشون استياء كبيرا، كون هذا المشكل عرقل نشاطهم. وفي هذا الصدد يقول "م · سعيد"، وهو عامل بمقهى أنترنت ببوسعادة ''الإنقطاعات اليومية والمتكررة في شبكة الأنترنت ببوغني، جعلتنا نعيش حالة من التذمر والاستياء''· وفي نفس السياق يقول شريكه ''هذا الوضع دفعنا إلى غلق باب المحل في وجه الزبائن، ومداخلنا في اليوم أصبحت قليلة جدا، ولا تكفي حتى لتغطية نفقات الإشتراك في الهاتف والإنترنت''، وذكر هؤلاء أن تكرار الانقطاع دفع كذلك، بالعديد من الزبائن إلى هجرة مقاهي الأنترنت. وفي سياق آخر، أشار أصحاب مقاهي الأنترنت ببوسعادة إلى أن منطقتهم استفادت منذ مدة، من خدمة الربط بشبكة التدفق العالي و المعروفة ب ADSL، لكن هذه التقنية المتطورة، حسب تصريحاتهم، لم تأت بجديد لقطاع الأنترنت في المنطقة، إذ أكدوا أن الانقطاعات تحدث بصفة يومية، ومتكررة بالرغم من استحداث نوع شبكة الربط، حيث تبقى خدمة الأنترنت في المنطق حسبهم، إلى يومنا هذا رديئة. إلى جانب ذلك، أشار بعض المشتركين في خدمة الأنترنت من أصحاب مقاهي الانترنت والزبائن، على حد سواء، أنهم قاموا برفع عدة مراسلات للمصالح المعنية بما فيها مصالح اتصالات الجزائر، مؤكدين أنها لم تحاول التدخل لحل المشكل، أو وضع حد لهذه الانقطاعات، فهذا الإهمال أصبح يقلقهم، خصوصا وأن هذه الوسيلة المتطورة أصبحت تستعمل بصفة كبيرة في مجال البحث والاتصال. ومن جهة أخرى، عبر العديد من المواطنين الذين يستخدمون الأنترنت عن استيائهم من تفاقم هذا المشكل، وخصوصا فئة الشباب البطالين الذين لا يجدون في المنطقة مكانا آخر لقضاء أوقات فراغهم سوى مقاهي الأنترنت، وهذا المشكل جعل الكثير منهم يعيشون حالة من الملل ويقضون جل أوقاتهم في المقاهي، لاسيما في ظل النقص الفادح للمرافق الترفيهية. وفي هذا الصدد، يقول أحد الشباب '' نلجأ يوميا إلى مقاهي الأنترنت لقضاء معظم أوقاتنا بهدف التقليل من الملل الذي نعيشه، خصوصا وأن البطالة في هذه المنطقة فاقت كل الحدود، لكن الانقطاعات المتكررة واليومية لشبكة الأنترنت في بوسعادة جعلتنا لا نجد فضاء آخرا غيره'' وهذا ما أكده مراد (25سنة)، بقوله ''هذا المشكل دفع بفئة البطالين إلى قضاء الوقت في المقاهي للعب الأوراق أو الدومينو ما جعلنا نعيش نوعا من الملل والقلق''، وجراء استمرار انقطاع شبكة الأنترنت بدائرة بوسعادة والبلديات التابعة لها، يطالب أصحاب مقاهي الأنترنت والزبائن، مصالح اتصالات الجزائر بالتدخل لحل هذا المشكل وتوفير خدمات جيدة في مجال.