استقبل مساء أوّل أمس المسرح البلدي لبلدية سطيف الشّاعرة والأديبة زينب الأعوج في إطار افتتاح موسم المقهى الأدبيّ بمبادرة من المجلس الشّعبي البلدي، بحضور لافت لمثقفي الولاية على رأسهم الشّاعرة نوّارة لحرش وعلاوة كوسة وقيس راهم والشّاعر الطّيب طهوري وعبد الحميد شبيح وغيرهم من طلبة وأساتذة ومهتمين بالشّأن الثّقافي.. كانوا جميعا على موعد فيما يزيد عن الأربع ساعات مع إلقاءات شعرية مميزة للدّكتورة زينب الأعوج من قديمها على غرار نوارة لهبيلة؛ وجديدها متمثّلا في مرثية لقارئ بغداد.. لتدور في المقهى نقاشات وقراءات وسؤالات عن الرّاهن الثقافي الجزائري والعربي خاصة في ظل أحداث الصّحوة التي تعيشها البلاد العربية.. وقد أسهبت الشّاعرة في تشريح قضية الذاكرة والهوية التي فتح بؤرتها أحد الحضور..إذ أكدت أننا في الجزائر بحاجة فعلا لثقافة سياسية غير تراكمية وأنّ عقلية التعتيم التي تمارسها بعض الجهات حول ترسبات العشرية السّوداء تعدّ توجها خاطئا فهناك الكثير من الملفات العالقة التي تحتاج لبعض التحاور والكثير من الصدق في حلها. وفي ختام تلك الأجواء الحميمة التي طبعت الجلسة الأدبية تم تكريم ضيفة سطيف من طرف ممثلين عن السلطات المحلية ليتزاحم عديد الحضور على اقتناء مجموعة من إصدارات الشّاعرة المنوّعة بين الفصيح والشعبي والصادر باللغة الفرنسية والعربية في جلسة بيع بالإهداء خصّت بها الشّاعرة مثقّفي سطيف الذين أعربت لهم عن جزيل امتنانها لهذا التواصل الجميل..غير أنّ اللافت في هذا اللقاء هو تذمر جمع من المثقفين من عدم إشراكهم وإقصائهم المعتاد من تأثيث البت الثقافي السطايفي، إذ سجّل العديد منهم عدم علمهم مطلقا بميلاد هذا المقهى الأدبي إلا من خلال الملصقات والإعلانات المنتشرة هنا وهناك في أبرز أحياء الولاية..في حين كان من المفروض-حسبهم- إعلامهم مسبقا وإشراكهم من أجل رفع مستوى المقهى ووضع خطط عمل ممهنجة وفاعلة سيما وأنّه تمّ تسجيل بعض اللاتنظيم بين الحين والآخر، ليؤكّد ممثلوا السلطات المحلية أن الأبواب مفتوحة أمام الجميع دون إقصاء أو تغييب ويضرب الموعد القادم للمقهى في ال26 من هذا الشّهر مع شخصية ثقافية أخرى.